
الجغرافيا العسكرية في سوريا
بقلم الدكتور وليد عبد الحي
يمكن عرض المشهد الميداني العسكري في سوريا على النحو التالي:
1- هناك 36% تقريبا من الاراضي السورية خارج نطاق السيطرة الحكومية ويتركز معظمها في الشمال المجاور لتركيا ، وتخضع هذه المساحة (حوالي 65 الف كيلومتربع ) لسيطرة من جهات مختلفة على النحو التالي:
أ- حوالي 11% من الأراضي السورية تسيطر عليها المعارضة بخاصة المدعومة من تركيا.
ب- حوالي 25% تسيطر عليها قوات من التنظيمات الكردية والمتحالفين معها .
2- تنتشر القواعد العسكرية الاجنبية في أرجاء سوريا ، فمنها ما هو مساند للحكومة ومنها ما هو معاد لها، ويكفي عرض سريع لهذا المشهد:
أ- تمتد الحدود التركية السورية على مسافة تصل الى 911 كيلومتر، تنتشر فيها القواعد التركية داخل وبجانب الاراضي السورية ، وتشير التقديرات الى وجود 12 قاعدة عسكرية تركية ،اضافة الى 114 نقطة مراقبة عسكرية تركية، وتسيطر تركيا على مساحة من الاراضي السورية تصل الى أكثر من 8800 كيلو متر مربع.( اي ما يساوي تقريبا مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان معا)
ب- تتواجد القوات الامريكية في 17 قاعدة عسكرية تساندها 15 نقطة مراقبة عسكرية ، وهي تتواجد في أكثر مناطق سوريا انتاجا للنفط.
ت- تتواجد قوات كردية (قسد) في معسكرات متناثرة تغطي مساحة تصل الى ( 45 الف كيلومتر مربع) ، وتقدر هذه القوة( الى جانب بعض الفصائل الاخرى المنضوية تحتها من غير الاكراد ) بحوالي 45 الف مقاتل ، وتتلقى دعما امريكيا اسرائيليا لا لُبس فيه.
ث- تتناثر قوات معارضة أخرى منها الجيش الحر وقوى اسلامية( تعددت تسمياتها وانشقاقاتها من جبهة تحرير الشام…الخ) وبقايا لداعش ، وتغطي نشاطات هذه التنظيمات مساحة تصل الى حوالي 20 الف كيلومتر مربع.
ج- من الضروري التذكير بالوجود الاسرائيلي في الجولان في مساحة تصل الى حوالي 1200 كيلومتر مربع.
3- القوى المساندة للحكومة السورية : تتوزع هذه القوى على مساحة تصل الى حوالي 120 الف كيلو متر مربع، فاضافة للجيش السوري وبعض التنظيمات الفلسطينية هناك قواعد روسية(21 قاعدة و 93 نقطة مراقبة) الى جانب حوالي 52 موقعا ايرانيا.
4-الخريطة السكانية: يعيش 65%من الشعب السوري في مناطق تخضع للحكومة السورية، وتغير التوزيع السكاني بالنزوح الذي قارب انتقال نصف سكان الدولة لمناطق داخل او خارج اقليم الدولة وهو امر يترك ظلالا عسكرية.
5- الانهاك الاقتصادي الذي يكفي اعطاء مؤشر واحد عليه وهو أن اجمالي الناتج المحلي السوري انخفض من 52.3 مليار دولار عام 2010 الى قرابة أقل من 10 مليار دولار عام 2024 طبقا لتقديرات جهات دولية متخصصة، وهو ما انعكس على دخل الفرد بشكل هائل وعلى تقليص القدرة على الانفاق الدفاعي تقليصا كبيرا.