احلام اسرائيل ومشاريعها تنفذ عبر النزاعات الاثنية والدينية والطائفية في الاوطان العربية
احلام اسرائيل ومشاريعها تنفذ عبر النزاعات الاثنية والدينية والطائفية في الاوطان العربية
https://www.falestinona.com/flst/Art/206918#gsc.tab=0
بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸
7.12.2024
———————————
يقول د مصطفي الفقي الذي شغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية ورئيس المكتب الاعلام لرئاسة الجمهورية في جمهورية مصر العربية في لقاء تلفزيوني مصري ماذا تهرف عن مخطط موشيه شريت وبنجريون ، ومخطط برنارد لويس هذا المخطط الذي اعتمده الكونجرس الامريكي سنة 1983 كمخطط استراتيجي مستقبلي ومطلوب من الحكومات الامريكية المتعاقبة تنفيذه بغض النظر عن الحاجة الى ذلك. السودان 🇸🇩 تنقسم الى ثلاث دول ، العراق 🇮🇶 تتقسم الى ثلاث دول، مصر 🇪🇬 تتقسم الى ثلاث دول، سوريا 🇸🇾 تتقسم الى ثلاث دول ايضا. وتبدء القصة عندما تحدث الاثنان موشيه شاريت وبنجريون سنة 1953 حول الوضع السياسي اذ يقول موشيه شاريت ان الاسرائيليون قطرة في محيط من الكراهية، وان قنابلنا النووية تحمل في ذاتها موانع استخدامها ، لانها اذا استخدمت في ضرب عاصمة عربية فغبارها الذري يعود الى اسرائيل، فقال له بنجريون طيب نعمل ايه ، فقال شاريت حينها تدمير ثلاث دول كبرى حولنا ، العراق 🇮🇶 ، سوريا 🇸🇾، مصر، فقال له بنجريون وكيف ذلك، فقال نزاعات دينية طائفية. وقال شاريت ان نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الاخر.
تلك القصة تضع النقاط على الحروف فيما يحدث في الوطن العربي من نزاعات طائفية ، ودينية، ادت الى تحقيق اهداف المفكرين الاسرائيلين الذين يعملون على تقسيم العالم العربي، وقد تحقق تقسيم العراق 🇮🇶 الى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية. والان سوريا حيث تشير الاحداث الى تقسيم سوريا الى ثلاث دول سنية، وعلوية شيعية، واخرى كردية، في اطار تدخل امريكي اسرائيلي تركي.ولا ننسى ما يحدث في السودان 🇸🇩 من نزاعات اثنية وقومية ادت الى الى انسلاخ جنوب السودان ودارفور في طريقها الى الانفصال امام سيل من دماء السودانيين، والذي يغذي هذا الانقسام هي اسرائيل وحلفاؤها. والعمل جار في غزة بالدفع بالفلسطينيين الى سيناء الى سيناء ، وابقاء غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي. ياتي في اطار ما هو مخطط في المخطط الاستعماري لتقسيم مصر ايضا وهو مخطط يعلمه المصريين تماما واستطاعوا حتى هذه اللحظة من الافلات من هذا المخطط بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر 🇪🇬.
برنارد ليفي الكاتب الفرنسي اليهودي عرف بانحيازه لدولة اسرائيل، وكان له اهتمام ودور ودعم ثورات ما يسمى بالربيع العربي، وكان قد زار ليبيا 🇱🇾 بعد سقوط حكم القذافي واثناء زيارته اليها يرافقه الثوار الليبيون المسلحون ويهتفون الموت لامريكا ولليهود ، من الواضح ان الذي يرافقهم لا يعرفون هويته ودينه،. ” وقد ناشد الدول الغربية دوما من اجل التدخل عسكريا في ليبيا تحت غطاء “التدخل الإنساني” لمساعدة الثوار في سعيهم للإطاحة بنظام القذافي. انظروا اليوم الى ما الت اليه ليبيا من تشرذم اودى بهوية الدولة لتصبح دويلات متناحرة.
ذكر ليفي في مقدمة فيلمه “قسَم طبرق” -الذي عُرض في مهرجان كان الفرنسي خلال مايو/أيار 2012- أنه كان موجودا في ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية على نظام حسني مبارك، ويترك انطباعا لمشاهدي فلمه بأن الثورات العربية ما كان لها أن تقوم لولا أنه شخصيا كان خلفها مشجعا ومخططا وقائدا.
واذا نظرنا الى المشهد الاقليمي للدول المحيطة في مصر ، تجد ان هذه الدول اصبح يسودها النزاع الطائفي والاثني والمذهبي جميعها بما يهدد الامن القومي المصري ، مما يعاني ان المخاطر كبيرة تلك التي تهدد الامن القومي المصري. اليوم مصر تستوعب ما يقرب عشرة ملايين لاجئ عربي من الدول التي تحيط فيها عدى عن مشكلة غزة وما تحملة من هموم ثقال عليها سياسيا وامنيا.
الحقيقة المرة التي لا تريد الشعوب العربية ان تستوعبها ان النزاعات الطائفية والدينية والمذهبية وغير ذلك لن يحقق لها الا مزيدا من التشرذم ، والانحطاط القيمي والقومي والسياسي والاجتماعي، والسقوط في منحدر التلاشي والفناء، وكلها من صنيعة القوى الاقليمية الاستعمارية من اجل ابقاء العالم العربي غارقا في قضاياه الداخلية. وهل ادل على ما قام به نتنياهو من تغذية الانقسام الفلسطيني في دعم حكم حماس في غزة قبل السابع من اكتوبر من اجل عدم قيام كيان فلسطيني واحد يؤدي الى دولة فلسطينية.
ما دفعني ان اكتب هذا المقال ما اشاهد واسمع من تاييد من هنا وهناك للاطاحة بنظام الاسد في سوريا ، وما يسمى بثوار 🇸🇾 ، ولقد تحركت قوات المعارضة السورية في اليوم التالي الذي تحدث فيه نتنياهو بان “الاسد يلعب بالنار”. على كل لقد تحقق لاسرائيل ما ارادت من تقسيم العراق، والعمل اليوم جار على تقسيم سوريا 🇸🇾، والمخاطر تحدق في مصر، كما تم تقسيم السودان ، والعمل جار لتوسيع الانقسام فيها، وليبيا تم لهم ذلك، واليمن ايضا تم لهم ما ارادوا ، وفي النهاية الهدف هو انهاء القضية الفلسطينية في عملية الضم الجارية الان، كل ذلك والامة العربية تشد إزارها تارة يمينا وتارة يسارا في صراع مذهبي وطائفي لا يغني ولا يسمن من جوع .