تحقيقات وتقارير

33 عاماً في سجون الأسد.. لبناني يكتشف سبب اعتقاله بعد عقدين- (فيديوهات)

33 عاماً في سجون الأسد.. لبناني يكتشف سبب اعتقاله بعد عقدين- (فيديوهات)

بيروت: يقول اللبناني سهيل حموي: “اليوم أحسست أنني أتنفس جيداً، أجمل شيء في هذا الكون هو الحرية”، قبل أن يتوقف ليحبس دمعة كادت تفرّ من مقلته إثر عودته إلى بلده، الإثنين، بعد أن قضى 33 عاماً في سجون النظام السوري المخلوع.

هذا الرجل، البالغ من العمر 61 عاماً، التمّ شمله مجدداً مع عائلته في بلدة شكا، شمالي لبنان، بعد أن فتحت فصائل المعارضة السورية المسلحة، إثر إسقاطها نظام بشار الأسد، الذي فرّ من البلاد فجر الأحد، بوابات كل السجون والمعتقلات في البلاد.

ويوضح حموي أنه كان معتقلاً في سجن بمدينة اللاذقية الساحلية (غرب) حين أُطلق سراحه، لكن قبل هذا السجن كان قد تنقل بين العديد من السجون والمعتقلات، على مدى العقود الثلاثة الماضية، بما في ذلك صيدنايا، السجن السيئ الصيت والواقع قرب دمشق.

 

وفي تصريح لوسائل إعلام محلية، يشرح حموي أنه لم يعلم سوى بعد 20 عاماً من اعتقاله السبب الذي أُدخل السجن من أجله: لقد اتهمه النظام السوري بالانتماء إلى حزب “القوات اللبنانية” المسيحي اللبناني، من دون أي شرح آخر.

وخروج هذا المعتقل اللبناني من أحد سجون النظام السوري، بعد كل هذه السنوات الطويلة، أعطى جرعة أمل لمئات العائلات اللبنانية التي ما انفكت تطالب، منذ عقود، السلطات بالكشف عن مصير الآلاف من أبنائها، الذين يُعتقد أن الجيش السوري اعتقلهم أثناء وجوده في لبنان خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

في ذلك الوقت كان حافظ الأسد، والد بشار، هو الذي يحكم سوريا.

وفي بلدة شكا، صفق الأهالي ورقصوا ترحيباً بالسجين السابق، الذي أكد أن زوجته وابنه كانا “مصدر قوتي” خلال سنوات اعتقاله المديدة.

وتستذكر زوجته جوزفين الحمصي لحظة اعتقاله من منزلهما، وتقول: “أنا اليوم عمري 64 سنة. منذ 33 سنة أتوا (الجنود السوريون) إلى هذا البيت، طرقوا على باب المنزل في المساء وقالوا لزوجي نريدك لبعض الوقت”.

وتضيف: “ظللنا في البداية 11 سنة لا نعرف عنه شيئاً”.

 

وبعد أن تمكّنت من العثور عليه، تمكنت من زيارته في السجون السورية.

أما نقولا حموي، الشقيق التوأم لسهيل، فيؤكد أن شقيقه “أكثر من بطل”.

وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005، تحت ضغوط شعبية داخلية، وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وإذ يشرح المعتقل السابق بإسهاب كيف كان يمضي وقته في السجن بين فترات تعذيب عصيبة وأخرى يستريح فيها فيغتنمها لكتابة الشعر، يقول: “انتظرت كثيراً، وتعذبت كثيراً، لكن في النهاية نلت الحرية”.

(أ ف ب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب