مقالات
الإسلام والغرب ( الأنا والآخر) بإشراف الدكتور محمد عابد الجابري (1) عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
الإسلام والغرب ( الأنا والآخر)
بإشراف الدكتور محمد عابد الجابري (1)
عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
يضم هذا الكتاب مجموعة مقالات لعدد من الباحثين العرب المرموقين. وقد اشرف على تحريره د. محمد عابد الجابري، الذي يعد من أبرز الفلاسفة الذين جددوا الفكر العربي المعاصر. وقد تمثل هذا التجديد في مشروع الجابري المعرفي الشامل، الذي صدرت عنه مجموعة متميزة من الكتب، هي بنية العقل العربي وتكوين العقل العربي والعقل السياسي العربي والعقل الأخلاقي العربي، وطبق فيه الجابري المناهج الإبستيمولوجية الحديثة، وركز على اسلوب تحليل الخطاب الذي كان من رواده في فرنسا الفيلسوف الشهير ميشيل فوكو.
أحدثت الكتب التي خرجت من مشروع الجابري موجة فكرية تجديدية، حيث تعددت الدراسات عن العقل العربي من مؤيد لآراء الجابري ومعارض لها.
وقد أدى الجابري أدوارا متعددة ، فهو بالإضافة إلى كونه أستاذا للفلسفة في جامعة الرباط بالمغرب ، وتخرج على يديه عشرات من الخريجين، واصدر مجلة ادب ونقد وتولى رئاسة التحرير فيها.
الواقع ان كل المقالات التي يضمها هذا الكتاب، الذي نعرض له عن ” الإسلام والغرب”، سبق أن نشرت في المجلة.
ويضم الكتاب بين دفتيه ٢٢ مقالة متنوعة لعدد من الباحثين العرب المعروفين، من بينهما مقالتان لباحثين أجنبيين، هما غيرنوث روتر، الذي كتب مقالة بعنوان ” الإسلام والغرب : الحوار المفقود”،. وهوبرت هيركومر ، الذي كتب مقالة بعنوان” دروس ومواعض من القرون الوسطى : من تاريخ العلاقات الشائكة بين المسلمين واوربا”.
وقد مهد الجابري للكتاب بنص ذكر فيه ان الهدف من نشر هذه المقالات المختارة ” إبراز السمات الأساسية التي تتحكم في نظرة كل من الغرب والإسلام إلى الآخر سياسيا وثقافيا وتاريخيا. ويتم تفصيل هذه الجوانب بدقة في مقالات يتناول كل منها جانبا بعينه من محطات الاختلاف والافتراق”.
ويضيف : ” وتتميز هذه المقالات بأنها لا تقتصر في معالجتها النظرة إلى الآخر على المستوى الأيديولوجي الذي كثيرا ما يحكم الخطاب السياسي الغربي اليوم، بل تنطلق في مقارباتها في تحليل مسألة ” الغيرية” و ” الوعي بالآخر”، وتناقش ” المسألة الثقافية”.
ويمكن القول إن هذا الكتاب يعد إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، لأنه يسد فراغا معرفيا عن العلاقة بين الإسلام والغرب، بالرغم من تحفظ الجابري عن هذه العبارة لأن الإسلام دين في حين أن الغرب توصيف جغرافي وثقافي. وذلك لأن هذه العلاقة المعقدة مازالت وقائعها الماضية، التي تميزت بالعداء الشديد بين المسلمين والغربيين في مراحل التاريخ الماضية، ماثلة في اللاشعور التاريخي الغربي وفي الشعور التاريخي العربي والإسلامي على السواء، بحكم معاناة الشعوب العربية والإسلامية حقب الاستعمار الأوربي في الماضي والهيمنة الغربية في الحاضر.
(1)الإسلام والغرب ( الأنا والآخر)
بإشراف الدكتور محمد عابد الجابري، ( بيروت : الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ٢٠٠٩). ٣٠٤ ص. ( سلسلة فكر ونقد، الكتاب 1)
2004 تموز 21