بتقديرات رؤساء الأمن: إسرائيل مقبلة على حالة تتمنى فيها الهدوء ولا تجده

بتقديرات رؤساء الأمن: إسرائيل مقبلة على حالة تتمنى فيها الهدوء ولا تجده
إن التأهب المتزايد لدى جهاز الأمن عقب تخوف من تعاظم التصعيد في الأيام القادمة في كل الجبهات – من شوارع القدس والحرم، عبر حدود لبنان وسوريا وغزة ومحاولة وقف مزيد من العمليات في أرجاء البلاد – يدفع نتنياهو لحظر حجيج الزوار اليهود والسياح إلى الحرم حتى نهاية رمضان، بتوصية رؤساء جهاز الأمن وبينهم وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس “الشاباك” والمفتش العام.
سبب توصية أجهزة الأمن تقدير بأن الحرم هو الذي يقف في بؤرة التصعيد في الأيام الأخيرة، وهو الذي سيبقى واقفاً في مركز الأمور اليوم وغداً أيضاً.
لا يستبعد جهاز الأمن إمكانية إطلاق “حزب الله” النار نحو إسرائيل. فعلى الرغم من تهديداته بالرد على كل عمل إسرائيلي في لبنان، فضل الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، حالياً ألا يرد بالنار أو بطريقة أخرى على الهجوم الإسرائيلي الصغير جداً على أهداف لحماس في لبنان، بعد صلية 28 صاروخاً نحو الجليل الأعلى في اليوم الأول لعيد الفصح. ولا تستبعد محافل الأمن إمكانية الاحتفاظ بحق الرد لنفسه. في الخطاب الذي سيلقيه اليوم، سيتناول الأحداث في يوم القدس الذي يحل غداً. كما أن نشر بطاريات القبة الحديدية في أرجاء البلاد، وتجنيد بضع مئات من رجال الاحتياط لمنظومة الدفاع الجوي والمنظومة الهجومية لسلاح الجو، يشهد على أن جهاز الأمن ليس مستعداً لأخذ مخاطرات. فالفرضية أنه حتى لو لم يطلق “حزب الله” النار نحو إسرائيل، فلا تزال هناك إمكانية أن تفعل حماس ذلك. في مثل هذه الحالة، رغم الرغبة الإسرائيلية في عدم إشراك “حزب الله” في المواجهة، لن تتمكن إسرائيل من الرد بضبط للنفس كما فعلت في ردها قبل نحو أسبوع، خصوصاً إذا دخل “حزب الله” أيضاً إلى المواجهة مع إسرائيل.
يخشى جهاز الأمن من مواصلة سلسلة العمليات الفتاكة التي جرت في الأسابيع الأخيرة، ولدى محافل الأمن عدد من منزلتين من الإخطارات بالعمليات. في ضوء كل هذا، ستبقى قوات الأمن في حالة تأهب عال إلى ما بعد آخر يوم من رمضان على الأقل في 21 نيسان.
تأمل قيادة جهاز الأمن بأنه إذا تم اجتياز الأيام القريبة دون تصعيد كبير، قد تهدأ الأمور قليلاً، حتى وإن كان لفترة زمنية محدودة جداً، لكن واضح للجميع بأن الصورة الواسعة لا تبشر بالخير، ويقدر جهاز الأمن أن خطر الحرب يزداد في السنة القادمة، على خلفية التطورات الاستراتيجية في المنطقة.
مصدر الشر، من ناحية إسرائيل، هو إيران، التي تزداد ثقتها بنفسها في ضوء هبوط اهتمام الولايات المتحدة فيما يجري في المنطقة في ضوء بعض التوتر بين أمريكا وإسرائيل، مثلما هو التقارب أيضاً بين طهران وموسكو وتموضعها كدولة حافة نووية. التقدير هو أنه من اللحظة التي يتخذ فيها القرار في الموضوع ستحتاج أقل من أسبوعين حتى تحقق كمية كافية من اليورانيوم المخصب بمستوى 90 في المئة لإنتاج قنبلة نووية واحدة.
وحسب تقدير شعبة الاستخبارات، فإن إيران الواثقة بنفسها انتقلت إلى وضع من الاستقرار الاستراتيجي مع إسرائيل، ورغبتها في ضرب إسرائيل بكل سبيل ممكن ارتفعت في سلم أولوياتها. هذا ما دفع إيران لأن تمول وتدرب محافل فلسطينية أيضاً بهدف ضرب إسرائيل، وهذا الأمر مقلق على نحو خاص على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، وتقدير أعداء إسرائيل بأن إسرائيل ضعفت عقب الأزمة الداخلية الحادة التي علقت فيها في الأسابيع الأخيرة.
كيفما نظرنا إلى ذلك، فإن الميول الأمنية في المنطقة سلبية، والعوامل التي يمكنها لجم الوضع ليست كافية. في السطر الأخير أمامنا أيام متوترة جداً ولم يتبقَ لنا إلا الأمل في أن تكون هادئة.
ليلاخ شوفال
إسرائيل اليوم 13/4/2023