اسرائيل تسوق اشتعال الضفة الغربية وسقوط السلطة الفلسطينية من اجل تنفيذ مخطط الضم والتهجير. بقلم مروان سلطان – فلسطين
بقلم مروان سلطان - فلسطين

اسرائيل تسوق اشتعال الضفة الغربية وسقوط السلطة الفلسطينية من اجل تنفيذ مخطط الضم والتهجير.
بقلم مروان سلطان – فلسطين
11.12.2024
——————————————
ما تحاول اسرائيل تسويقه في الاعلام من ان الضفة الغربية على وشك الاشتعال وان السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار ما هو الا تهيئة الرأي العام الاسرائيلي والمحلي والاقليمي والدولي لتلك التوقعات التي قد تحدث قريبا في الضفة الغربية. وتبني اسرائيل هذه التوقعات لسببين اولاهما خسارة ايران مواقعها في سوريا وغزة ، ولبنان وعليه فان الايرانيين لديهم التوجه للامتداد للضفة الغربية ، على اساس ان الضفة الغربية قاعدة متقدمة في مواجهة اسرائيل. اما بخصوص انهيار السلطة الفلسطينية ، يعني السلطة الفلسطينية 🇵🇸 هي ليست دولة وقد انشئت بموجب اتفاقية اوسلو سنة 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل على اساس التقدم في مسار السلام الذي تعثر مبكرا. وتراجع قوة السلطة الفلسطينية ليس بسبب الانكفاء الذاتي بقد ما قامت به اسرائيل من سحب كل الصلاحيات المناطة بها، ووضع العصى في دواليبها.
الضفة الغربية هي ليست غزة، بمعنى ان غزة بعد الانقلاب الاسود التي قامت به حركة حماس سنة 2007، اعتمدت تطوير برنامج عسكري واسع مع الفصائل الفلسطينية ، وتحالفت مع ايران في سبيل ذلك واسست لتكون جزءا من ما تم تسميته في محور المقاومة، ورفعت من قدراتها العسكرية المتواضعة امام قدرات اسرائيل العسكرية. كما ان الضفة الغربية ليست جنوب بيروت حيث قاعدة حزب الله الذي يعتبر احد اذرع الحرس الثوري الايراني ، كما ان حزب الله يتمتع بارضية وخلفية عززت من قدراته العسكرية خاصة الامدادت التي تاتي من سوريا.
الضفة الغربية اضحت اليوم وبعد اكثر من خمسون عاما من الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان جزيره ومدنها هي جزر صغيرة يتحكم بها الامن الاسرائيلي في كل معطياتها وابعادها ومقوماتها ، ويستطيع ان يحاصرها بدقائق معدودة ويستطيع خنق هذه المدن وفقا لرؤيته الامنية، كما ان هذه المدن كاملة ساقطة امنيا امام التوغل الاسرائيلي ، والحصار الاستيطاني والعسكري المفروض عليها.
اسرائيل هي من يمنع او يسهل عمليات تهريب السلاح الى اي مكان ،بما فيها الضفة الغربية . وعلى سبيل المثال اسرائيل من الناحية المادية ليست موجدة في سوريا بينما هي تعلم بادق تفاصيل تدفق السلاح اليها او عبرها، والحرب التي كانت تشنها على المواقع في سوريا 🇸🇾 قبل سقوط النظام وبعده ، مانت لتدمير هذا السلاح. وهذا اوضح الامثلة على قدرتها الاستخبارية ، فكيف بالتحرك هنا على ارض الضفة الغربية. كل شئ يمر هو تحت اعينها ، وان اسرعت في التحرك ضد توريد السلاح فهذا وفقا لمعلومات استخبارية ، وان لم تتحرك فهذا لا يعني انها لا تعلم ، بل هي تعلم ولكن تؤخر التحرك العسكري ياتي وفقا لاهداف اسرائيلية.
الوعي لدى الجمهور في الضفة الغربية وبعد كل الذي حدث في غزة وجنوب لبنان وسوريا ، ارتفع بشكل واضح ، ولا احد يريد ان يدخل في تجربة لتدمير الضفة الغربية. الفصائل الراديكالية مثل حركة حماس ، وحركة الجهاد الاسلامي لا زالت قنواتها مفتوحة مع ايران ، ولكن حركتهم في الضفة الغربية يدركونها تماما ان الامن الاسرائيلي يبصر تحركاتهم. اليوم نحن نرى ان الامن الاسرائيلي يعمل في الضفة الغربية ويداهم المواقع وهو لا يدخل الى المدن والقرى من اجل الرفاهية ، هو ياتي في اطار خطط وبرامج لفرض الامن بالقوة فيها ، وهو يتابع حركة السلاح والاموال في الضفة الغربية.
اشتعال الضفة الغربية ، بما فيها دخول عتاد عسكري الى الضفة الغربية يتم بارادة اسرائيلية ، وهو يخضع للمشروع الاسرائيلي التهجير وضم الضفة الغربية ، وسيتم التهجير من المناطق التي يزداد فيها اطلاق النار على المواقع الاسرائيلية ، وهذه تلك خبرتنا عبر طيلة السنين في كل المواقع التي تم فيها عمليات عسكرية في الضفة الغربية منذ احتلالها، فقد تم تهجير اهلها ومصادرة مناطق شاسعة من المناطق عبر سنوات الاحتلال ، وهذا هو المسلسل القادم وسوف نشاهده اذا ما قدر له ذلك ولكن بخطوات واسعة تؤدي لضم الضفة الغربية لما يسمى باسرائيل الكبرى، والتهجير الى شرق نهر الاردن.
المقاومة الشعبية السلمية ستبقى الوسيلة الاقوى في مواجهة التهديدات الاسرائيلية ، وهي الوسيلة التي سيتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق ارادته امام هذا الجبروت الاسرائيلي، والقوة التدميرية التي يلقون بها على المدنيين العزل . لا يتورع الاسرائيليون بتنفيذ المجازر والابادة الجماعية والتهجير في ادنى محاولات المواجهات العسكرية التي تقاوم الاحتلال. وهم اليوم يسوق اعلامهم ما يخططون له لتنفيذ مخططهم في الضفة الغربية.