مقالات

 لماذا الاعلام العربي يركز على سجون نظام الاسد ؟ ويمرر العدوان الاسرائيلي بهدوء وسلاسة على سوريا ودونما ادنى اهتمام!. بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

 لماذا الاعلام العربي يركز على سجون نظام الاسد ؟ ويمرر العدوان الاسرائيلي بهدوء وسلاسة على سوريا ودونما ادنى اهتمام!.

بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

13 .12.2024

———————

ما من احد ينكر نظام الدكتاتورية العربية ، بل العرب هم ابعد ما يكون عن النظام الديمقراطي ، بتفاوت ودرجات بحيث ترتفع او تنخفض هذه النسبة وفقا للنظام الدستوري في كل بلد لكن هم جميعا منساقون الى تقديس نظام الرجل والواحد،  وهي سمة غالبة في جميع مواقع العمل، وهذا يتنافى مع مبادئ وانظمة العمل ذات السمة القيادية التي تعتمد على  فرق العمل في البناء والتقدم والازدهار.  نظام الاسد هو نظام دكتاتوري سادي ظالم بكل المقاييس التي عرفتها البشرية . وهو مثل اي نظام عالمي دكتاتوري قامت الشعوب بلفظه وانهاء حكمه. 

من المفيد ان تقوم الادارة الحديثة في سوريا بدراسة الحالة والاستفادة من العبر والدروس لهذا الحدث ، والانطلاق في قيادة سوريا والشعب السوري الى النظام الديمقراطي البناء الذي يقوم على التعددية والمشاركة.

في ظل هذا الوهج الذي حدث ، وان كان من الاهمية بمكان ان يتناول الاعلام المحلي والاقليمي والدولي الجانب الانساني والظلم الذي تعرض له الشعب السوري ، وهو شيء مهم وضروري ، لان الانسان هو ما تملكه الدولة وهو الباني وهو المقاوم وهو المحاضر والطبيب والمهندس …… الخ من اسباب التحضر والبناء. لكن حقيقة ما ادهشني وفي خضم عملية التغير وانشغال المجتمع كله في سوريا 🇸🇾 للبحث في اقبية النظام عن الاحياء والناجين والمساجين، غفل الاعلام العربي والدولي عما تقوم به اسرائيل من عدوان على سوريا. والمدهش اكثر حتى القيادة السورية الجديدة لم تتطرق ولو بكلمة واحدة الى مجريات الامور والتدمير الذي قامت به الطائرات العسكرية الاسرائيلية لمقدرات الجيش العربي السوري في غضون ساعات.

لقد مرت عملية التدمير لعتاد الجيش السوري من طائرات ودبابات، ومروحيات ، وناقلات جند وذخائر تقيم بالمليارات من الدولارات مرور الكرام، ولم تجرى التحقيقات اللازمة في وسائل الاعلام المحلية والعربية بحجم الخسائر التي لحقت بسوريا بسبب هذا العدوان. اليس هذا غريبا؟ والاغرب من ذلك ان بعض الفضائيات قامت بزيارة بعض المواقع العسكرية التي لم تدمرها الطائرات الاسرائيلية ومنها فرقاطة تدريب للبحرية السورية ، وتناولت الفضائية الجولة التي قامت بها على ظهر الفرقاطة واشارت الى ان الفرقاطة التي هي للتدريب مليئة بالاسلحة والصواريخ الذي لم ينالها العدوان الاسرائيلي، شعرت وقتها انها تقول هذه السفينة لم تقصف بعد وهي تمتلئ بالذخائر ، وكان هناك دعوة للطيران الاسرائيلي لقصفها، وذات القناة الفضائية قامت في جولة باحد المواقع العسكرية الاخرى  تحت الارض ، وتشير القناة ان المعدات والعتاد الموجودة ايضا لم يصبها القصف الاسرائيلي. هل هي دعوة لقصفها ايضا ، انا لا اعلم لكن كانت هي الإيحاءات. لا اعلم كيف يسمح بالتصوير داخل المواقع العسكرية ومن سمح بذلك.

كثيرون هم الذين انتابتهم الغبطة والسرور ، بانتهاء عهد بشار الاسد ، ولا اسف عليه. لكن لم ياسف اي منهم على احتلال اسرائيل جنوب سوريا وفي اليوم الاول قام المدعو نتنياهو والمطلوب للعدالة الدولية اصلا باعلان بان هذه اراض اسرائيلية والتوسع جار على قدم وساق يوم بيوم ، ولولا قيام مستشار الامن القومي الامريكي سوليفان الذي حضر الى المنطقة على عجل ليخرس لسان الحكومة الاسرائيلية لوجدنا اليوم ان اسرائيل قد بدئت الاستيطان في جنوب سوريا. هذا ما راينا وسمعنا والمخفي هو اعظم ، ولم ياسفوا على دمار مقدرات الجيش العربي السوري الذي يحتاج الى عشرات السنين وانفاق المليارات لاعادة بناءه من جديد. وما هو مصير سوريا بعد ذلك؟. الا يستحق ذلك ان نقف عنده ونقول كيف حدث هذا ، وما هي العبر والدروس المستفادة من ذلك؟. طبعا يستحق ويجب ان لا يمر مرور الكرام. لان هذا الحدث سيبنى عليه الكثير من المشاريع التي من الممكن ان تفرض على سوريا.

الا يستحق الامن القومي العربي ان يخصص له تقارير وبرامج لاعداد المواطن العربي لحفظ الامن القومي العربي في كل الدول العربية تثير الراي العام وترفع من ثقافة الفرد العربي حول معاني الامن القومي. الامن القومي العربي ليس دبابة او طائرة قاذفة او سمتية ، وجندي يظهرها الاعلام العربي في كل دولة عربية على حدى . انه اعداد كل مقدرات الامة لخدمة هذا الغرض ونهجها الديمقراطي في بناء الاوطان والافراد ، انها ثقافة الشعوب لصيانة مقدرات هذه الأوطان وتلك الشعوب لحماية نفسها من اخطار تحدق بها، انه المصير المشترك الذي تواجهه الامة العربية وهي في مسارها نحو عالم افضل، الامن القومي هو الحصن المنيع الذي يحفظ الدول والافراد والجماعات من الانهيار او الزوال مهما كانت الاخطار والتحديات، وعليه تستند الدول في صمودها وصبرها ومواجهتها لكل التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب