مستقبل سوريا الواعد يتطلب وحدة السوريين ووحدة الجغرافية السورية ؟؟؟
مستقبل سوريا الواعد يتطلب وحدة السوريين ووحدة الجغرافية السورية ؟؟؟
بقلم رئيس التحرير
يعد سقوط النظام السوري مرحله فاصله في تاريخ سوريا وتتطلب وعي سوري وعلى كافة المستويات واستيعاب التغيرات سواء كانت على الداخل السوري أو التغيرات الاقليميه والدولية وهذا يقودنا إلى ضرورة أن تعود سوريا لحضنها العربي وهذا يتطلب وقفه عربيه إلى جانب سوريا وان “الدور العربي يجب أن يركز على توحيد المعارضة السورية وتقديم خارطة طريق للحل السياسي”،و أن “أي انقسام داخلي قد يفسح المجال أمام القوى الأجنبية لتعزيز نفوذها” مما سيكون له تداعياته على دول الجوار السوري وعلى الامن القومي العربي .
دول إقليميه لها طموح في أن يكون لها نفوذ على سوريا وهناك أطماع لدى هذه الدول في اقتسام مصالح النفوذ في سوريا وفي أولى هذه الدول إسرائيل التي سارعت لاحتلال أجزاء من الدولة السورية وتعمل بشكل ممنهج لتدمير كل مقومات الدولة السورية لإضعافها وإفراغها من مفهوم الدولة وتجزئة أوصالها لصالح هيمنتها وأمنها والتوسع نحو تحقيق مقولة إسرائيل الكبرى ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يروج نتني اهو لتحقيقه
في المقابل هناك تنافس من قبل تركيا لإسرائيل لبسط السيطرة والنفوذ والتوسع نحو شرق أوسط جديد بقياده وهيمنه تركية فقد ” تفاخر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأن “61 عاماً من الظلم والقمع والظلام قادها نظام البعث في سوريا، قد طويت”، معتبراً أن “ما جرى في سوريا، هو بكل معنى الكلمة ثورة شعبية. وقد وقّع الشعب السوري على انتصار ضخم أثار فخره وفخرنا، بعد معركة استمرّت 13 عاماً”. وفي خطاب له في مدينة أرضروم شرق تركيا، قال إن علم بلاده يرفرف جنباً إلى جنب “علم سوريا الحرِّ”، مضيفاً “(أنّنا) سنكون إلى جانب الشعب السوري في إنشاء سوريا من جديد. لن نسمح للحرائق في محيطنا بالامتداد إلى تركيا التي هي وسط هذا الاضطراب، جزيرة استقرار وبلد مفتاح في قضايا المنطقة”.
ظهور صورة رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالين، مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع (الجولاني)، وهما يستقلّان سيارة معاً، يحمل دلالات مهمة ، خصوصاً أن الشرع لا يزال يرأس “هيئة تحرير الشام” المصنَّفة “إرهابية” في تركيا. وقد نشرت الصحف التركية صورة قالين وهو يؤدّي الصلاة في الجامع الأموي، فيما ذكرت صحيفة “ميللييات” أن “الجولاني” هو الذي اقترح على رئيس الاستخبارات التركية القيام بجولة في سيارته، فذهبا إلى سوق الحميدية وتجوّلا فيه، ومن ثم إلى “الأموي”، ومن بعده صعدا إلى جبل قاسيون المطلّ على العاصمة السورية. وفي المقابل، اعتبرت صحيفة “حرييات” أن زيارة قالين إلى دمشق مهمّة لجهة إنهاء الشائعات حول خلافات تركية مع الشرع، وإظهار تأثير أنقرة في دمشق.
ستشهد سوريا صراع دولي وإقليمي يخشى من تداعياته ، وهناك تخوف حقيقي من انتقال النموذج الليبي او السوداني أو حتى الصومالي وللتغلب على تلك المخاوف لا بد من تحرك عربي ووقفه عربيه جادة تجاه سوريا لملئ الفراغ وضرورة دعم وحدة الشعب السوري والتحامه مع النظام السياسي والسلطة التي تدير شؤونه ومصالحه، ومن شأن ذلك أن يعزز من قدرة سوريا ويُعزّزان موقعها وفاعليتها، وهذا لا يتأتى حين يكون النظام منقادًا لتبعية سياسية تلزمه الخضوع ورهن السيادة والحرية والتنمية بما يستجيب له من شروط سواء كان ذلك للاحتلال الإسرائيلي أو من يقف خلفه، أو يضغط عليه لتطبيع العلاقات معه والاعتراف بشرعية إسرائيل وهيمنتها وتتنكر لسيادة دول المنطقة ولحقوق أبنائها في أرضهم وفي تقرير مصيرهم، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
سوريا بحاجه لإسناد ودعم عربي يمكنها من استعادة البناء لهيكلية الدولة والمرافق الخدماتية والاقتصادية المنهكة وهذا من شأنه أن يجنب سوريا بعد ثورتها لان تكون رهينة القوى الدولية والإقليمية خاصة وأن التطلع نحو الحرية والعدالة يكتسب صدقيته حين يكون شاملًا ودون تجزئه لان الحرية والعدالة والتنمية ليست شعار دعائي ، وكل من يريد الحرية السياسية عليه أن يحافظ على سيادة بلاده وقراره السيادي وهذا من شانه أن يحقق العدالة للجميع ويزيد من أواصر وحدة المجتمع ويصهر الكل السوري في بوتقة سوريا الواحدة الموحدة
مستقبل سوريا الواعد يتطلب تكيف السوريين جميعهم مع المتغير الجديد وأن الجامع بينهم تفاعلهم وأملهم بتحقيق ما يصبون لتحقيقه في الأمن والسيادة والكرامة والعدالة وحكم القانون. وعليه، فإنّ هذه الآمال والوعود هي ليست بتبدل السلطة في سوريا وحسب بل تتطلب وتقتضي صدور برنامج عام وشامل يخاطب الناس في سوريا والعالم من حولها ليعبّر عن منطلقات التغيير وسياسات ورؤيا جديدة تعبر عن التزام مبدئي باحترام إرادة الشعب وحقه في الحرية والتعبير عن راية ، ويفصح عن ضوابط علاقاته مع الآخرين دولا وقوى ومنظمات ، وعن ثوابته تجاه القضايا كافة سواء كانت داخليه أو عربيه وإقليميه ودوليه ، هذا الأمر وتحققه من شأنه أن يُشكّل وثيقة التزام من الإدارة الجديدة للسلطة يستطيع الشعب في سوريا وكل المتابعين أن يحاكموا التجربة الراهنة على أساسها شكلًا ومضمونًا وممارسةً