عبدالحميد الدبيبة وخليفة حفتر- عربي بوست
مساعي أفريقية
زار رئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، والتقى عدداً من قادتها لبحث مشروع المصالحة الوطنية، الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي عبر اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا، ضمن محاولة جديدة لحشد الدعم لمبادرة المصالحة الليبية.
والتقى برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للتباحث في ملف المصالحة الوطنية، وتفعيل دور الاتحاد الأفريقي في دعم الحوار الليبي ومناقشة سبل تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز مسار المصالحة، وذلك وفق البيان الرسمي للمجلس الرئاسي الليبي.
لقاءات ساسو نغيسو، لم تتوقف عند المنفي، بل امتدت لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس حكومة خليفة حفتر في بنغازي أسامة حماد. وقد سلم نغيسو المسودة الأولى من مقترح ميثاق المصالحة الاجتماعية، الذي أعده الاتحاد الأفريقي لمحمد المنفي لمناقشته مع الأطراف الليبية في الغرب.
مبادرة حفتر
في الوقت نفسه، التقى ساسو نغيسو مع خليفة حفتر، وقد قال الجنرال الليبي، في بيان له إنه قدم خلال اجتماع تشاوري، في بنغازي مع رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية، رئيس الكونغو، دينيس ساسو نغيسو، مبادرة جديدة تهدف إلى ضمان نجاح المصالحة الوطنية الشاملة.
هذه المبادرة التي لم يكشف خليفة حفتر أيًا من بنودها في بيانه للإعلام الليبي، لم يتفاعل معها أي من الأطراف الليبية المختلفة في الغرب، ولم يصدر من المجلس الأعلى للدولة أو حكومة الوحدة الليبية أو حتى المجلس الرئاسي الليبي، أي بيان بشأنها.
أسباب مبادرة خليفة حفتر
ساسو نغيسو ومحمد المنفي والدبيبة وخليفة حفتر-عربي بوست
في المقابل يؤكد برلماني ليبي في مجلس النواب في طبرق وأحد المقربين من خليفة حفتر (تحفظ على ذكر اسمه) أن حفتر يواجه مشاكل ثلاثة الآن يبحث حول حلها ولذلك لجأ إلى طرح مبادرة سياسية طمعًا في أن يجد “آذانًا صاغية” لها، مشيرًا إلى أن المشكلة الأولى تتعلق بالدور الروسي في ليبيا، إذ أرادت روسيا في الشهور القليلة الماضية نقل مركز إدارة عمليات فيلق أفريقيا، الذي أنشأته روسيا من عناصر الفاغنر المعروفة، من بنغازي، إلى تشاد، لكي تتوسع في نشاطه في غرب أفريقيا والسودان، وذلك في ظل إدراكها أن خليفة حفتر بات عبئًا عليها في ليبيا.
قال المصدر الليبي إن روسيا نقلت هذه الرغبة إلى صدام حفتر في اجتماع تم في شهر أكتوبر / تشرين الأول 2024 من خلال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، وهو الأمر الذي تسبب في قلق حفتر من أن روسيا ربما تذهب إلى الاستغناء عنه أو التوافق على الإطاحة به واستبداله بشخص آخر، وهو ما دفعه إلى البحث عن صيغة تصالحية داخلية في ليبيا لإنقاذ مستقبله السياسي.
أما، الأمر الثاني حسب تصريح المصدر الليبي لـ”عربي بوست” فيتعلق بمحاولات القاهرة دعم مسار سياسي آخر في شرق ليبيا بعيدًا عن خليفة حفتر إذ ترى القاهرة وفق ما يقول المصدر الليبي القريب من خليفة حفتر أن القاهرة تلقي برهانها الآن على رئيس حكومة الشرق أسامة حماد الذي بات يتمتع بعلاقات قوية مع القاهرة ويحظى بدعم عقيلة صالح وفي نفس الوقت فهو قيادة سياسية شابة من الممكن التعويل عليها.
في حين كان الأمر الثالث الذي كشفه المصدر الليبي حول دوافع خليفة حفتر في رغبته للذهاب إلى تصالح مع الحكومة الليبية في طرابلس، هو الضغط الروسي على خليفة حفتر من أجل الاحتفاظ بقاعدة عسكرية في شرق ليبيا وبالأخص في سواحل بنغازي، حيث تريد روسيا أن تتحكم في شواطئ بنغازي لحسابها وهو أمر يقلق حلفاء حفتر الآخرين، مثل مصر والإمارات اللتين يريدان الاستثمار في سواحل بنغازي، وقد وضعت روسيا ملف فيلق أفريقيا أمام القاعدة العسكرية في بنغازي.
يشير كذلك المصدر الليبي إلى أن الأيام الماضية شهدت اجتماعات واسعة قادها صدام حفتر مع بعض نواب مجلس النواب الموجود في طبرق والمحسوب على خليفة حفتر في مساعي من جانبه لإبراز المبادرة التي أطلقها والده خليفة حفتر والعمل على أن يقوم النواب بنشرها وتبنيها في وسائل الإعلام الليبية في محاولة لترويجها باعتبارها مقبولة من جانب الشرق الليبي بالكامل.
وأوضح إن تعليمات صدرت من جانب صدام حفتر لمجلس النواب لمناقشة المبادرة في الأيام المقبلة، وإصدار بيان داعم لها مع مطالبة البرلمان بتوجيه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي وإلى البيت الأبيض لدعوتهم لتبني مبادرة خليفة حفتر باعتبارها المسار السياسي الجديد الذي يجب دعمه وتبنيه من أجل إنهاء الصراع الدائر منذ سنوات في داخل ليبيا.
أسامة حماد وساسو نغيسو-عربي بوست
جولة لعقيلة صالح
كذلك أشار إلى إن عقيلة صالح من المحتمل إن يقوم بزيارة إلى بعض الدول في المنطقة من أجل مناقشة المبادرة التي أطلقها خليفة حفتر من أجل ” جس نبض الحلفاء الإقليميين” تجاه المبادرة وما إذا كانوا سيدعمونها أم لا، وحول هوية هذه الدول الإقليمية قال المصدر الليبي أنها ستكون زيارات إلى مصر ودول أخرى (رفض إن يذكرها).
لكن في المقابل، فهناك أصوات ليبية قريبة من دوائر صنع القرار، لا تعول على المبادرة التي طرحها خليفة حفتر، ويرون أنها بلا فائدة ولن يلتفت لها أي طرف سواء إقليمي أو محلي، حيث يرى صلاح البكوش المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة في تصريحات لـ”عربي بوست” أنه لا يمكن التعويل على أي مبادرات يطرحها خليفة حفتر تخص ما يريده من تحقيق مصالحة “وفق شروطه ومواصفاته هو”، على حد قوله.
ويشير البكوش إلى أن ليبيا قبل الذهاب إلى المصالحة بين الشرق والغرب، عليها أن تقوم بمصالحة في الشرق في المرحلة الأولى، شارحاً ما يقصده بالقول إن قوات خليفة حفتر اغتالت العشرات من الساسة والبرلمانيين والنشطاء وكذلك المواطنين الليبيين في الشرق وأحرقت منازل العشرات منهم، ودمرت منازل العديد من الليبيين وهجرت آلاف العائلات الليبية من الشرق إلى مناطق أخرى في ليبيا.
قال كذلك إن الآلاف من العائلات فروا خوفاً من بطش قوات خليفة حفتر في الشرق، ولذلك فعلى خليفة حفتر – إن كان صادقا – أن يسمح لكل الليبيين بالعودة إلى الشرق مرة أخرى، وكذلك تعويض كل من خسر بيته بسبب الانتهاكات التي قامت بها قوات خليفة حفتر في شرق ليبيا.
كذلك فقد قال صلاح البكوش في تصريحات لـ”عربي بوست”، إن الجميع يعرف أنه يجب أن يكون محور التصالح في ليبيا، هو الضحية، والبحث حول ما يعانيه الضحية وليس الجاني.
أما بخصوص التوقيت الذي طرحت فيه مبادرة المصالحة في ليبيا، وخاصة من جانب خليفة حفتر، قال صلاح البكوش لـ”عربي بوست”، إن ما حدث في سوريا هو أحد الأسباب الرئيسية لطرح مبادرة المصالحة من جانب حفتر، خوفاً من نفس المصير الذي واجهه بشار الأسد في سوريا.
الأمر الآخر المرتبط بتوقيت المصالحة التي طرحها خليفة حفتر يتعلق إن الجنرال الليبي المتقاعد يريد إن ” يرصف الطريق” لأولاده ويهيئ لأولاده كل شيء لحكم ليبيا بعيداً عن أي مشاكل يرثوها من أبيهم، على حد قوله.
مشيرا إلى إن خليفة حفتر يريد إن ينهي كل الأزمات الموجودة في ليبيا في الفترة الحالية و ” يجري تطبيع ” بين الوضع في ليبيا وبين أولاده، الذين ينوي أحدهم وهو صدام حفتر إن يحكم ليبيا ويرث البلاد بعد رحيل أبيه.
فشل أفريقي
أوضح صلاح البكوش كذلك إن التحركات الأفريقية ” لن تحقق أي شيء ” بسبب إن الممثل الأفريقي الذي يتحرك من أجل إنجاز مصالحة في ليبيا هو بالأساس ” وصل للحكم على دبابة وبانقلاب عسكري في بلاده”, فكيف يستطيع إن يجري مصالحة في دولة مهلهلة مثل ليبيا على حد قوله.
ساسو نغيسو-عربي بوست
هذه الرؤية يتفق معها الدكتور فرج دردور، الأكاديمي الليبي والمقرب من حكومة الوحدة الليبية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، حيث يقول في حديثه لـ”عربي بوست” إن خليفة حفتر في مأزق حقيقي، إذ كان في تحالف كبير مع بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، وذلك برعاية روسية منذ سنوات طويلة، وقد توطدت العلاقات بينهما وكان بينهما تعاون عسكري كبير في سنوات ما بعد الربيع العربي.
وأوضح إن الانهيار المفاجئ للجيش السوري وهروب بشار الأسد دفع خليفة حفتر للتخوف من إن الأطراف الإقليمية سواء دول مثل الإمارات أو مصر وكذلك أطراف دولية مثل روسيا وحتى دول غربية مثل فرنسا، ربما تذهب إلى التضحية به وهو ما أجبره على طرح مبادرة سياسية يسعى منها إلى تقديم نفسه من جديد للشعب الليبي باعتباره ” الباحث عن السلام في ليبيا” وذلك على حد وصف فرج دردور.
وحول الدور الإقليمي في تهيئة الأجواء من أجل إنجاز مصالحة سياسية جديدة في ليبيا أو حتى استثمار المبادرة التي طرحها خليفة حفتر ، قال فرج دردور إن الدور الإقليمي سواء المتمثل في مصر أو حتى في تركيا أو الإمارات، لا يعنيه الذهاب إلى تسوية حقيقية في الداخل الليبي، إذ يحاول كل طرف الاستثمار في المشهد وفق تطلعاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية وأن الذهاب إلى مصالحة حقيقية ليس في صالح هذه الأطراف مجتمعة، على حد قول دردور.
الدبيبة وساسو نغيسو-عربي بوست
جرائم في سجون ليبية
ملمح آخر يكشف عنه المستشار العسكري الليبي عادل عبد الكافي حول توقيت طرح خليفة حفتر لمبادرة تصالح سياسي مع الحكومة الليبية في الغرب وهو حجم الجرائم التي تم الكشف عنها في السجون السورية بعد سقوط بشار الأسد بعد نجاح الفصائل السورية المعارضة في الإطاحة به، مشيرا إلى إن خليفة حفتر يرتكب ” نفس الجرائم تقريبا” في سجون ليبية وانه وميليشياته العسكرية في بنغازي قاموا باعتقال الآلاف من الشعب الليبي وكذلك قامت بقتل المئات من أبناء الشعب الليبي وبالتالي في حال قدرة الشعب الليبي على إسقاطه، سوف يجد نفسه أمام محاكمات محلية وكذلك مطالب أمريكية بمحاكمته بسبب هذه الجرائم المتنوعة التي ارتكبها ضد خصومه السياسيين في ليبيا.
أشار كذلك في تصريحاته لـ”عربي بوست” إن خليفة حفتر متورط في تهريب أسلحة من ليبيا إلى الميليشيا المدعومة من روسيا في غرب إفريقيا وكذلك في السودان، وهو يخشى من المسائلة القانونية محلياً ودولياً، ما يدفعه لطرح مبادرة سياسية تتضمن تنازلات تضمن له عدم المحاكمة في حال الإطاحة به.
كشف عبد الكافي في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست” إن ملف المصالحة الذي يريده خليفة حفتر، قد أسنده إلى ابنه صديق حفتر، وقال إن صديق حفتر التقى الأيام القليلة الماضية مع أطراف سياسية كثيرة في بنغازي وكشف لهم إن ملف التعويضات المالية التي سوف يتم صرفها إلى الضحايا الليبيين، سوف يتم بحثه في مرحلة تالية من ملف المصالحة لكن في الفترة الحالية لن يتم مناقشة سوى بند واحد وهو تهيئة المشهد السياسي للقبول بدور جديد لخليفة حفتر في الشرق ومن وراء ذلك ابنه صدام حفتر الذي يدير شرق ليبيا بشكل فعلي بالنيابة عن أبيه.
محمد المنفي وساسو نغيسو-عربي بوست
رفض لاستمرار حفتر
وبخصوص الجهة التي يخشاها خليفة حفتر، ما دفعه لتقديم مبادرة سياسية للتصالح مع أطراف ليبيا السياسية في الوقت الحالي، قال عبد الكافي لـ”عربي بوست”، إن هناك رفض كبير داخل ليبيا خاصة في الغرب والجنوب وبعض الأجزاء في شرق ليبيا من تصدر خليفة حفتر للمشهد السياسي ودخوله الانتخابات الرئاسية في ليبيا.
قال كذلك إن أجهزة خليفة حفتر الأمنية قامت باغتيال نواب في البرلمان، وقد ارتكبت هذه الأجهزة جرائم كبيرة وهو ملف به تفاصيل مروعة بخصوص ما حدث لخصوم حفتر، وإذا تم فتح هذا الملف سوف يتم إدانة خليفة حفتر بسهولة.
في حين كشف إن مظاهرات حدثت في إحدى القرى في منطقة بنغازي، وتم التغطية عليها إعلاميا، حيث خرجت هذه التظاهرات للتنديد بخليفة حفتر ونجله صدام حفتر وطالبت برحيلهم من السلطة في شرق ليبيا.
لكن بالحديث حول صيغة المصالحة التي يريدها خليفة حفتر، في ظل رفض الكثيرين في ليبيا لوجوده في الحالة السياسية، قال عبد الكافي في تصريحات لـ”عربي بوست” إن غياب حفتر من المشهد السياسي أمر مستبعد لأسباب كثيرة منها أسباب تخص دعم أطراف إقليمية ودولية لدور حفتر في المشهد السياسي في ليبيا، فضلا عن طموح خليفة حفتر الشخصي في السلطة.
خليفة حفتر وساسو نغيسو-عربي بوست
تفاعل أممي
في الوقت نفسه، فإن المصالحة التي طرحها خليفة حفتر وتفاعل معها الاتحاد الأفريقي، ” تلقفتها” الأمم المتحدة، وسعت من خلال رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري للاستفادة منها، وذلك من خلال طرحها جزء مكمل للمبادرة التي طرحها خليفة حفتر.
حيث أعلنت القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري، عن إطلاق عملية سياسية جديدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار ومنع النزاع وتوحيد مؤسسات الدولة والدفع بالانتقال نحو إجراء الانتخابات ومعالجة القضايا الأساسية العالقة.
وأوضحت ستيفاني خوري أن العملية السياسية الجديدة ستتضمن تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين لوضع خيارات لمعالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية، وكيفية الوصول إلى الانتخابات في أقصر وقت ممكن، ووضع خيارات لإطار واضح للحوكمة. وأضافت ستيفاني أن من اختصاصات هذه اللجنة أيضًا تحديد المحطات الرئيسية والأولويات لحكومة يتم تشكيلها بالتوافق.
بنود الخطة الخاصة بالأمم المتحدة
تتضمن الخطة إطلاق حوار مهيكل بمشاركة واسعة من جميع شرائح المجتمع الليبي لتوسيع نطاق التوافق على حل مسببات النزاع القائمة منذ وقت طويل، علاوة على الدفع بالإصلاحات الاقتصادية وتعزيز توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية ودعم المصالحة الوطنية.
لكن هذه الخطوة من جانب الأمم المتحدة لم تلق استحساناً من جانب أطراف ليبية كثيرة، إذ عبر خالد المشري الذي يتنازع رئاسة المجلس الأعلى للدولة مع محمد تكالة عن دعمه لدعوة القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا ستيفاني خوري لدفع العملية السياسية وإنجاز الاستحقاق الانتخابي بهدف الوصول إلى حكومة توافقية وفق إحاطتها بمجلس الأمن.
وعبر المشري في بيان رسمي له على صفحته على فيسبوك عن دعمه الكامل للعمل على دفع العملية السياسية نحو إنجاز الاستحقاق الانتخابي مطالبا كافة الأطراف المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنجاز الانتخابات في أقرب وقت ممكن، تحت إشراف حكومة موحدة.
وقال إن “الانتخابات هي السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الليبي حيث عبر عن تطلعه إلى دعم المجتمع الدولي في هذا المسعى، من خلال الدفع باتجاه توحيد مؤسسات الدولة وتهيئة الأوضاع في سبيل إنجاز هذا الاستحقاق الوطني”.
رفض برلماني
في المقابل رفض أربعة أعضاء في مجلس النواب الموجود في شرق ليبيا، المقترح الأممي وشنوا انتقاد لاذع له في بيان رسمي، حيث قالوا فيه إن المقترح ” “لم يحمل في طياته سوى عبارات عامة ومواقف مكررة لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الليبي”، وأعربوا عن رفضهم ما قالوا إنه “محاولة فرض حلول مفصلة خارج إرادة الشعب الليبي أو تجاوز ممثليه”.
البرلمانيون الأربعة هم النائب الأول رئيس المجلس فوزي النويري، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي طلال الميهوب، إلى جانب النائبين سالم قنان، وعائشة شلابي.
كذلك كان موقف المجلس الرئاسي، ممثلا فيما طرحه نائب الرئيس، موسى الكوني الذي طالب بضرورة تشكيل الفريق الاستشاري الليبي المقترح من القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية من خبراء “مستقلين غير جدليين”.
كذلك ترفض أصوات من غرب ليبيا فكرة الإطاحة بحكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، حيث أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في تصريحات له أنه يرفض أي جهود دولية تغيب عنها المؤسسات الليبية المنبثقة عن الاتفاق السياسي، تفرغ النتائج من شرعيتها وإمكانية تنفيذها.
بدوره شدّد الدبيبة على أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة مباشرة من الشعب، واشترط أن تتم الانتخابات وفق دستور يتم اعتماده رسمياً من خلال استفتاء شعبي، ودعا إلى إعادة تفعيل دور الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور باعتباره أساساً لاستقرار ليبيا ومستقبلها السياسي.