تحقيقات وتقارير

العرب في المدن الساحلية.. ملاجئ غائبة وعنصرية حاضرة في ظل الحرب

العرب في المدن الساحلية.. ملاجئ غائبة وعنصرية حاضرة في ظل الحرب

يعاني المواطنون العرب في المدن الساحلية التاريخية في البلاد انعدام الملاجئ والأماكن الآمنة في ظل ممارسات عنصرية حاضرة، وسط الهجمات الصاروخية بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران.

تتفاقم حالة القلق لدى العرب الفلسطينيين في أراضي 48، تحديدا عند من يسكنون الأحياء العربية القديمة في المدن الساحلية التاريخية، عكا وحيفا ويافا واللد والرملة، مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، وسط غياب مقومات الحماية الأساسية وأي محاولات لتوفير ملاجئ متنقلة.

ويعاني السكان العرب في هذه المدن من سياسيات عنصرية متعاقبة، تنعكس على مظاهر عديدة من الحياة اليومية، وأيضا على غياب الملاجئ ونقص الأماكن المحمية فضلا عن البنية التحتية.

وتجلّت آثار فجوة توفير الملاجئ بين المجتمع العربي واليهودي، خلال الحرب الإسرائيلية مع حزب الله اللبناني، إذ شكّل العرب 40% من قتلى الحرب، وهذا ضعف نسبة العرب في البلاد البالغة 20%.

“كما كل البلدات العربية، أحياء حيفا العربية تفتقر للأماكن المحمية”، يؤكد عضو بلدية حيفا عن التجمع الوطني الديمقراطي، شربل دكور، في حديثه لـ”عرب 48“.

شربل دكور

ويتطرق دكور إلى التمييز المؤسساتي قائلا إنه “لا أريد أن أجزم بأن الأحياء اليهودية فيها ملاجئ بالكامل بينما الأحياء العربية لا توجد فيها ملاجئ بتاتا، إلا أن الإمكانات والبنية التحتية في الأحياء اليهودية هي أكثر بكثير من الإمكانات شبه المعدومة الموجودة في الأحياء العربية، وهذا الأمر يعد انعكاسا واضحا للتمييز بالتعامل بين المجتمعين العربي واليهودي في حيفا”.

ويشير إلى معطيات حول السكان العرب في حيفا، “يسكن حيفا قرابة 38 ألف مواطن عربي يشكلون 12% من مجمل سكان حيفا، غالبيتهم يسكنون في الأحياء العربية القديمة والمركزية في المدينة، مثل: حي وادي النسناس، حي عباس، حي الألمانية، حي الحليصة، الحي الشرقي، حي وادي الجمال، وحي الكبابير”.

يكمل دكور أن “المنازل والبنايات في الأحياء العربية وتحديدا القديمة مثل وادي النسناس وحي عباس وحي الحليصة قديمة جدا وغير متينة وبحاجة إلى تقوية وصيانة، بالإضافة إلى افتقار سكان هذه الأحياء للأماكن المحصنة. طلبنا من البلدية أن تضع خطة لزيادة الغرف المحصنة المتنقلة في الأحياء”.

“هذه الحرب لم تكن متوقعة وتجهيزات حماية السكان ضعيفة جدا”، من جانبه يقول عضو بلدية اللد، عبد الكريم زبارقة، لـ”عرب 48” إن “حكومات إسرائيل على مدار سنوات لم تأخذ بالحسبان أن تقع حرب طويلة الأمد، لذا لم يكون هناك تجهيز كاف لحالات الطوارئ وتحديدا في الأحياء العربية المهمشة”.

عبد الكريم زبارقة

ويضيف الزبارقة أنه “يعيش في مدينة اللد قرابة 30 ألف عربي، نصفهم يسكنون في الأحياء العربية القديمة، عدد كبير من البيوت في الأحياء العربية غير مرخصة وبنيت بشكل مخالف للمعايير، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بفعل الصواريخ، هذا فضلا عن النقص الحاد في عدد الملاجئ العامة في الأحياء العربية”.

“اضطررنا إلى فتح ملاجئ المدارس والروضات حتى نوفّر بقدر المستطاع أماكن محمية للأهالي” يلفت الزبارقة إلى أنه “بسبب عدم توفر ملاجئ عامة في كافة الشوارع والأحياء خلافا للحال في الأحياء اليهودية، اضطررنا لفتح المدارس والملاجئ ورياض الأطفال ومراكز الشباب لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأهالي في حالات الطوارئ، إذ نستخدم ملاجئ 11 مدرسة وحوالي 35 بستان و3 مراكز جماهيرية ومركز شباب للاحتماء، والتي تسع بالكاد بضعة آلاف من السكان”.

وفي موقف ظهرت فيه عنصرية الشارع الإسرائيلي تجاه المواطنين العرب حتى داخل الملاجئ، فوجئ ابن مدينة يافا، ناصر اكتيلات، بمحاولات طرده وعائلته المكونة من 8 أفراد من الملجأ العام في الحي المختلط الذي يسكنه.

ناصر اكتيلات

ويقول اكتيلات في حديثه لـ”عرب 48” إنه “في اليوم الأول لبدء التصعيد، تلقينا كلمة المرور لفتح باب الملجأ العام في الحي للدخول إليه، دخلنا كأي سكان آخرين، إلا أنهم أشعرونا منذ اللحظات الأولى بأن لنا علاقة بما يحصل بشأن إطلاق الصواريخ”.

يكمل أنه “في المرة الثانية التي دوت فيها صافرات الإنذار، قالت لنا إحدى الجارات اليهوديات بوجه عابس ولهجة عصبية ‘غير مرغوب بكم، لا تأتوا إلى هنا مرة ثانية، وسنغيّر كلمة المرور الخاصة بباب الملجأ’. اضطررت لاحقا للخروج من ملجأ الحي العام والذهاب إلى ملجأ داخل مدرسة، وقد مر هذا الحدث دون تدخل أو اعتراض من أي فرد من الجيران! كيف لنا أن نُعامل كلاجئين في بلدنا؟!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب