مقالات
رسالة لكل نشطاء التيار القومي العربي -الحالة السورية والأسئلة التي يطرحها التغيير بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا-
رسالة لكل نشطاء التيار القومي العربي -الحالة السورية والأسئلة التي يطرحها التغيير
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا-
البحث عن فساد الحكم/النظام،يدلُك دلالة واضحة،أن هذا النظام لايمكن أن يكون وطنياً،أو مقاوماً،ولايمكن بالتالي أن يحمل ويتحلى بالهوية العربية.وهذا الرأي الحكم لا يأتي من فراغ،أو يتحامل على نظم الفساد،في الوطن العربي من منطق الرغبة إطلاقاً،إنّه آت من مؤشرات ودلائل يسوّقها السؤال الآتي،هل الأب الفاسد يمكن أن يربي أولاده على الخير والفضيلة،وهل المعلم الذي لايقوم بتدريس طلابه وفق نظم ومحددات التعليم،التي تشكل للمعلّم دالة على التدريس الصحيح،وهل القاضي المرتشي يمكن أن يحكم بالعدل،وقل ذلك في البائع والحارس،ورجل النظافة..إلخ ويكفي بهذه المؤشرات،أن تقول لنا قولاً سليماً ومبنياً،على قوانين وأعراف اجتماعية،إنً الحاكم الذي يشيع الفساد في البلاد التي يحكّمها،لايمكن أن يكون له علاقةبالوطنية،والمواطنة،بل هو في حكمه نقيض السلامة الوطنية،ونقيض الإنتماء للعروبة،ونقيض كل مايمت السلامة الوطنية والعربية. ثم أسأل لتكتمل صورة الفساد بكل ألوانه ومضامينه ومفرداته وإخلاقياته،هل رجل الدين الذي يماري السلطة،على حساب قيم الدين،وهل الخطيب الذي يتكلم،ويعيد ويكرر في الوضوء ولباس الصلاة،ولا يقترب نقدا لأخطاء الحكم ،والمخبر للأمن هل يفيد دينه ومجتمعه،أم يكون شريكاً في نشر الفساد؟
هذه الأسئلة التي أتت بظواهرها،كما تجلت في حياتنا السورية العربية،تسلط الأضواء على الحكم في سوريا من الأب إلى الابن،لنقول بإدانته من خلال الفساد الذي استشرى في الحياة السورية،من الحاكم إلى المحكوم الذي يظهر بانتشار الفساد والغش رديف الفساد في غش البائع،وغش الحلاق ،وغش التاجر بالأسعار …إلخ
وعن سؤال يريد أن يقدم إجابة لمن ،غضبوا وقالوا فينا قولهم المغالي في حق الشعب السوري العربي،الذي فرح وهلل وناصر التغيير،هل النظام الذي حكم بلدنا وبلدكم سوريا بهذا الفساد الذي قدمنا لكم مشاهده وعناوينه،يمكن إن يمثل الحد الأدنى من الوطنية،وشروطها في السلامة الوطنية،وفي مقدمتها صلاح الحاكم ونظافته الوطنية والقومية،
ومنذ ذبح المقاومة الفلسطينية في لبنان،ًأنموذحها تل الزعتر،وهل الذي وقف إلى جانب إيران الفارسية،ضد العراق،وهل النظام الذي،سكت عن التطبيع مع النظام الصهيوني ،يمكن أن يكون مقاوماً،أو داعما للمقاومة،هل النظام الذي دمر وخرب،ونشر ثقافة الكراهية والفساد ،وفكك أواصر المجتمع،ولحمته الوطنية والقومية،وقتل الاٰلاف المؤلفة من أبناء سوريا وفلسطين،اسألوه عن مخيم اليرموك ومخيم فلسطين،صورةًطبق الأصل لمخيم تل الزعتر،واسألوه عن حياديته،تجاه قتل الفلسطينيين في العراق من قبل أذرعة إيران،هل وازعه المقاوم قال له قل كلمة حق بشأن فلسطيني العراق،،هل قال كلمة في يوم من الأيام للأنظمة العربية،التي أغرقت أوطانها بالعمالة الأجنبية،التي بدأت تهدد عروبة الخليج.
بربكم وبحسكم القومي هل هذا النظام الذي آوى المؤتمر القومي العربي،بعد أن سيطرت على قراره إيران،والذي عقد له مؤتمره بفندق الشام وتمويل إيراني،هل قال كلمة حق قومية عربية ناصحة،ومن أين له هذا وقد غرق في تبعيته لإيران.؟،وما أتت به مداخلتنا،من محددات ومؤشرات على نقيض النظام السوري،؟،مروراً بالتصحيح،وحتى يوم سقوطه أن يكون مقاوماً بالمعنى العلمي الثوري،وبالمعنى الموضوعي،والوطني والعربي،أن يكون مقاوما وأن يكون ولاءه القومي العربي صادقاً،ثم هل المواقف المغالبة في عشائريتها وجهويتها،ومذهبيتها يمكن أن تكون وطنية وقومية في آن معاً.
لا تتعجلوا في حق مواقف قامات من التيار القومي العربي والحكم عليه في تأييده للتغيير في بلدكم سوريا،فهو قد أيد حق الشعب السوري في التغيير،وفي نفس الوقت قال بالمطلوب للتغيير، حتىً يحظى بالشرعية وامتلاك شروطها،وإولها عروبة سوريا،ومبدأ المواطنة،ونظام الحكم الجمهوري النيابي،ووضع دستور جديد،أول بنوده الوطنية والمواطنة والديمقراطية،والتنوع السياسي،وحق التنوع في الاختلاف،في إطار الوحدة الوطنية،والأمن الوطني الاجتماعي،وإخراج سوريا من التبعية للصهيونية العالمية،وإجراءاتها في الجولان وجبل الشيخ ،بشرط أن لايزاود أحد على قوى التغيير في مواقفها الراهنة،في ضوء المحددات والمؤشرات التي قالت بها المداخلة.
د-عزالدين حسن الدياب