مقالات

حساب السرايا ليس كحساب القرايا بقلم مروان سلطان    🇵🇸 فلسطين.

بقلم مروان سلطان    🇵🇸 فلسطين.

حساب السرايا ليس كحساب القرايا

بقلم مروان سلطان    🇵🇸 فلسطين.

30.12.2024

———————————

في ظل هذه الاوضاع الجيوسياسية ، والبحر التلاطم الامواج الذي يقذف بشواطئنا ، وما تتعرض له مدننا وقرانا ومخيماتنا من عدوان وحصار، تقود المنطقة بجلها الى متغيرات لا يعلم مداها الا الله سبحانه وتعالى. غزة يصعب اليوم الحديث عنها تتلقى القذائف والعدوان ام الابادة الجماعية ام البرد القارس والاجواء الماطرة، والسيول والامطار ، كل ما يحيط بها يفتفت الاكباد ويصهر القلوب. ام ما يحاك للضفة الغربية من محاولات للضم، والتهجير والتحريض على الفتنة في اواصر الاخوة والمصير. وهل نتحدث عما يجري في لبنان وسوريا والحدود الاردنية وما يجري للتوسع من الجانب الإسرائيلي شمالا والاستيلاء على مناطق جغرافية واسعة، ومنابع المياه ، ومنابع الغاز الى اخره من مقدرات الشعوب والبلاد.

كل ما جرى ويجري خسائر مادية وبشرية لشعبنا اولا ، والشعوب والبلاد العربية المحاورة . وفي كل هذا المعترك الكبير الذي ندركه تماما ، وكل ما تعرض له شعبنا ، دخلنا في واقع الفتنة الذي هو بالصميم من صنع وادرة الاحتلال الاسرائيلي. قرارات ومصير الشعوب منوط بارادتها ، هي التي تقرر كيف ومتى تخوض معاركها القومية والتنموية والسياسية والاجتماعية واي كانت ، عندما ترى ان هناك ضرورة للتخلص من ظاهرة تقلقها تتداعى الامة الى اتخاذ قرارها في كيفية التخلص مما يقلقها ويعكر مزاجها، والقيادة هي استجابة لارادة الشعب لانها يجب ان تخوض ذلك المخاض لتؤدي رسالتها نحو الوطن والشعب.

كما انه لا يجوز باي صورة من الصور ان يقوم فصيل من اي جهة كانت الانفراد بالوطن والشعب، وان ينفذ برامجه في اطار حساباته ومرئياته. فحسابات الفصيل ليس حسابات امة او دولة او سلطة .، 

الحسابات تختلف من جهة لاخرى وفق التاثير السياسي، والبيئي والاجتماعي.  الوضع الدولي له تاثيره الكبير على الوضع السياسي الفلسطيني وانا أتحدث هنا  عن السلطة الفلسطينية وحساباتها، كما ان الاحتلال يدير الحرب في غزة بتصريح ودعم في كل نتائجه  ، وذلك لسبب تجرؤ حركة حماس على شن هجوم مسلح  على اسرائيل كما توصف ، كانت مدة الحرب ثلاث ساعات وما زال الشعب الفلسطيني يدفع الثمن من دماؤه وارواحه وممتلكاته، الثمن الباهظ وخاصة المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ، وما زال العداد في الجرائم مستمرا على الشعب الفلسطيني، والثمن ايضا سيدفعه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، من الارض والانسان.

الشيء المحزن ان الانقسام الدائر رحاه بين الاوساط المختلفة للشعب الفلسطيني جار على قدم وساق في ظل المذبح الذي نصب للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. ودون ان يشكل هذا رادعا لوقف هذه الفتنة القذرة. بل الكل يتفنن والكثير من هنا ومن غير هنا يدفع بها دفعا والنتيجة مزيدا من الدم الفلسطيني لا اقل ولا اكثر الى الوصول الى الفناء الو التهجير ، وللاسف محدش راضي يفهم ولا يقراء الى اين نحن ذاهبون.

العمل المقاوم في الاراضي الفلسطينية له قراءاته وله حساباته، ولان المقاومة امر مشروع في منظومة الامم للدول التي تقع تحت الاحتلال ومع ذلك يخضع العمل المقاوم لشروط اللعبة الجديد بوجود  السلطة الوطنية الفلسطينية في المدن التي تديرها.

الحديث عن سقوط السلطة الفلسطينية ، بادارتها للنظام المدني وسقوط النظام الامني لا اعرف اذا كان هذا وفق مقدرات وحسابات البعض، من يستطيع ان يحمل  هذه الملايين من الناس التي مصدر رزقها السلطة الفلسطينية، ومن يستطيع ان يقدم الخدمات الامنية اذا سقطت هذه السلطة ، ويتسبب في انتشار الرذيلة واللصوصية ، والزعرنة …. الخ يحتاج في النهاية الى تلك الحسابات. كلنا يدرك ان حركة حماس عندما شكلت حكومة الشهيد اسماعيل هنية ابو العبد رحمه الله في سنة 2006 لم تستطع ادارة الحكومة لسبب بسيط المجتمع الدولي حاصر الحكومة ومنع عنها عوائد الضرائب والمساعدات المالية منا ادى الى فشلها لانها حكومة تعارض النظام الدولي واساسياته، واهم اساسياته الاعتراف بدولة الاحتلال . 

الشعب الفلسطيني موجود الان في داخل النفق الصعب فلا يستطيع الرجوع ، والتقدم ايضا صعب لاسباب كثيرة تحتاج الى تفصيل ، اللعبة السياسي فيها محكومة بقواعد تختلف عن غيرها من دول العالم ، اللاعب فيها يجب ان يتقن قواعد اللعبة فلا يورط الناس بتبعيات لا قبل لهم فيها.  لكن وللاسف المهاترات الموجودة ومقارعة النظام السياسي الفلسطيني ادى الى اضعاف هذا النظام الذي عمل جاهدا للحفاظ على الكينونة الفلسطينية ووحدتها. وان سالتني كيف اقول لكم بامانة ان الانقسام في غزة لم يواجه عسكريا من الرئيس  وحقن الدماء ، على ان يبذل الجهود والحوار الوطني الذي يعيد للوطن لحمته، وستبقى حسابات السرايا ليس كحسابات القرايا ولكم الفهم كما تريدون. ولكني لكم ناصحا يا وطن الشهداء تكامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب