مقالات

في إعادة بناء الجيش العربي السوري بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

في إعادة بناء الجيش العربي السوري
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
  يكفي القول إن ماجرى للجيش العربي السوري،من تاريخ تسريح أول دفعة من الضباط،في أعقاب الثامن من آذار،وحتى لحظة يوم الثامن من كانون الأول من عام2024،كانت كفيلة بالدعوة الجادة،وطنياً وعربياً،لإعادة بناء هذا الجيش،الذي كان أحد العناوين العربية،في تحرير فلسطين.
وهذا القول يلفت نظرنا،بعين قومية،ترى أن هذا الجيش الذي دفع خلال مسيرته،كلفته الًوطنية ،وكلفة سوريا الماديةوالبشرية،التي تحسب له،في ميزان الحسابات القومية،إنطلاقاً من حقيقة تاريخيّة عربية،تقول إن فلسطين تشكل في معركة المصير العربي ،الحلقة المركزية،وخطوة أولى في نضال الوحدة العربية،التي تؤدي إلى وحدة النضال العربي.
هذه الومضة عن الدور الذي أسنده تاريخ سوريا وجيشها العربي السوري،في معركة المصير العربي،تلزمنا الإطلالة،على ماجرى في الأقطار العربية التي أخذ فيها الجيش مهمة التغيير السياسي والاجتماعي،بدءً،من انقلاب حسني الزعيم،مروراً بانقلاب الجيش المصرى،والذي تلاه انقلابات الجيش العراقي،ومن ثم اليمن،وأخيرا وليس آخراً،انقلاب الثامن من آذار.
هذه الإطلالة،لها غاية وقصد،أن تمهد للقول في بناء الجيش العربي السوري،من خلفية الانقسامات والصراعات التي عرفتها وعاشتها هذه الجيوش،وانعكاساتها،على المشهد الوطني،لهذه الجيوش،في انتصاراته وهزائمه،وماخلفته من ضعف في بنييته،وتبعاته على بنية الوحدة الوطنية،وكلفتها المادية،التي دفع ثمنها الشعب العربي،من لقمة عيشه،وتعليمه،وبنيته التحتية والاقتصادية.
ونقف أمام ظاهرة،عرفها الجيش العربي السوري،والمتمثلة،بقيام مراكز القوى،بتأسيس مايمكن تسميته،بكتيبة أو مغاوير أو….إلى آخره. من التسميات الرنانة عسكريا،والحاملة في جوانيتها التآمر والانقلاب،والمهمات الصعبة في التغير،ونراها على وجه السرعة في كتيبة سليم حاطوم،التي نفذت الانقلاب عل الرئيس،أمين الحافظ،بتحريض وتخطيط من صلاح جديد،وحافظ الأسد،تمهيدا لتأسيس الجيش وحيد اللّون في قياداته العسكرية، والأمنية.
جئنا بهذه المشاهد،وماقالته ومضاتها باختصار ،لننظر بعين سورية الوطن والمواطنة،وعربية،الولاء والانتماء لأمة حملتها رسالتها الخالدة الإسلام،أن تعيش معركة المصير العربية .هذه المهمة ودورها الحضاري،وأن يكون هذا الدور قدرهابامتياز.
ننظر إلى إعادة بناء الجيش العربي السوري،من خلال أقوال وتصريحات،ومقابلات بعين يسكنها الخوف على دور سوريا الوطني والقومي في معارك الأمة العربية مع الصهيونية العالميةوعلى الدور الحضاري،على المستوى العربي والعالمي ،هذه التصريحات التي تريد عن قصد عقائدي وسياسي،أن تنحي سورية عن هويتها العربية،وكانّ التاريخ العربي،يسير إلى الخلف،بإحياء التناقض بين الثنائية العربية الإسلامية،علماً أن
التاريخ العربي،من النبي العربي محمد(ص) وحتى هذه اللحظة يقول بالوحدة العضوية بين العروبة والإسلام،،وهل لنا بمفهوم”الجيش العربي الإسلامي ” الذي قاد الفتوحات العربيةالإسلامية،ومفهوم الحضور العربي الإسلامي في الأندلس،واسم الجامع الأموي العربي الإسلامي،شواهد تاريخيّة بأن الاشتباك
بين العروبة والإسلام،الذي استحدثه الفكر الشعوبي،على الطريقة العثمانية،قد فض إلى مالانهاية،وأن مناصرة الشعوب الإسلامية للعرب والعروبة الإسلامية،فيه كل الخير لهذه الشعوب،لأنّ في التحليل الأخير،أن معركة الأمة العربية في رسالتها الخالدة،والدور الحضاري لهذه الرسالة هي معركة الإسلام الذي حمل راياته الرسول العربي.
إذن؛ننظر بهذه العين إلى بناء الجيش العربي السوري،من خلال مكونات هيئة تحرير الشام،ومن في معيتها من مجموعات فدائية مقاتلة،فإن هذا البناء يحمل في طياته ألوان وأشكال،ومستويات من الصراع،الذي سيحمل أسماء وخلفيات هذا التنوع في قوى هيئة تحرير الشام وتوابعها،وهذه العين التي تنظر إلى بناء الجيش العربي السوري على الصورة،التي لاتجعل من قواعد الجيش السوري بتكوينه الذي عرف بانشقاقاته غداة الانتفاضة الشعبية السورية عام 2011 قاعدة وبنية لهذا الجيش،نقول تجعل هذه العين خائفة،على مستقبل هذا القطر
الذي لم يعد يتحمل النّكبات.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب