فلسطين

90 عملية في ثلاثة أيام: العدو يلاحق موظفي غزة الحكوميين

90 عملية في ثلاثة أيام: العدو يلاحق موظفي غزة الحكوميين

يوسف فارس

غزة | يطبّق جيش الاحتلال في قطاع غزة أعلى مستويات الضغط الميداني، مع أكثر من 90 استهدافاً في غضون 72 ساعة، نفّذتها الطائرات المُسيّرة ضد العشرات من عناصر الأجهزة الأمنية وموظفي الوزارات الحكومية في شمال القطاع وجنوبه، فضلاً عن تصاعد ملحوظ في وتيرة المجازر الجماعية التي تودي بحياة أسر بأكملها. ووضع وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، تلك الوتيرة غير المسبوقة من القصف، في إطار خطة تمّ التوافق عليها في «كابينت الحرب»، هدفها تقويض الحكم المدني والسيطرة الأمنية لحركة «حماس».

وفي منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان شمال غزة، شنّت الطائرات الحربية، مساء أول أمس، ثلاث غارات استهدفت منازل مأهولة، ما أدّى إلى تدمير المنازل الثلاثة على رؤوس من فيها. وفي أحد هذه المنازل الذي تسكنه عائلة زهد، أمضت وحدات الدفاع المدني ومعها الجيران خمس ساعات في محاولة إنقاذ من علق في داخله من مصابين، فيما لم يتمكّن المنقذون من انتشال جثامين 11 شهيداً حتى نهار اليوم التالي. أما في محيط مفترق السراي، وسط مدينة غزة، فقد دمّرت الطائرات الحربية مربعاً سكنياً يتوسّطه منزل لعائلة الشرفا، فأطبقت خمسة منازل على رؤوس من فيها، ولم يخرج من المربع ناجون ليبلغوا عن عدد الضحايا.

هكذا، تحوّلت شوارع شمال القطاع مع كثافة الاستهداف من الطيران المُسيّر إلى ميدان للرماية، حيث جرى قصف متزامن في أكثر من شارع، ونقلت سيارات الإسعاف من تستطيع الوصول إليهم، وقامت العربات التي تجرّها الدواب بالمهمة نفسها، فيما تحوّل مستشفى «الأهلي» (المعمداني) إلى محطة وداع، تحمل الحافلات أقارب الشهداء إليه، لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم ثم المغادرة، وهو مشهد يتكرّر على مدار الساعة.

وعلى وقع الموت المتزايد، تضبط أخبار صفقة التبادل العتيدة المزاج الشعبي العام، لتضحي إشاعات إبرام صفقة التهدئة إكسير الحياة، وتنتقل عدوى «الاحتفالات» من مخيم إلى آخر في الجنوب والشمال، حيث لا شيء يعزّي سوى الأمل.

أما في شمال القطاع المحاصر، والذي أنهت العملية البرية فيه شهرها الثالث، فقد تصاعدت خلال الأيام الثلاثة الماضية وتيرة القصف والتدمير الممنهج، وجرت العشرات من عمليات النسف والتدمير والحرق على مدار الساعة. وتفاخر جنود العدو بما أنجزوه خلال 90 يوماً من العمل؛ إذ نشر أحد هؤلاء صورة جوية لأفق مزدحم بالخراب والركام وكتب تحتها: «أصبحت بيت حانون مثل جباليا». وبالفعل، دُمّرت مدن شمال القطاع تماماً، وتحوّل نقل تجربة الشمال إلى منطقة أخرى، إلى العصا الغليظة التي يلوّح بها إعلام العدو لتمرير صفقة التبادل بالشروط التي يريدها الاحتلال.

وأدّت العملية المستمرة في جباليا وشمال غزة، إلى استشهاد أكثر من 5 آلاف مواطن وإصابة نحو 20 ألفاً واعتقال 2500، كما أدّت إلى تخريب مستشفيي «كمال عدوان» و«الإندونيسي»، فضلاً عن تمدّد قائمة المفقودين إلى عدة آلاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب