خريطة "المملكة الإسرائيليّة" تُثير غضب الدول العربيّة…

خريطة "المملكة الإسرائيليّة" تُثير غضب الدول
العربيّة…
بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب.
أَوردت قناة "نبأ الفضائية" يوم الثلاثاء 7 يناير
2025 خبراً بعنوان:
"الأردن يدين ما نشرته حسابات إسرائيلية من
خرائط تاريخية مزعومة للمنطقة".
جاء في الخبر :
"أدان الأردن نشر حسابات إسرائيلية خرائط لما
يسمى “إسرائيل التاريخية” تضم أجزاء من
الأراضي الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى الأردن
ولبنان وسوريا"..
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الثلاثاء، في
بيان لها: "تدين وزارة الخارجية وشؤون
المغتربين بأشد العبارات ما نشرته الحسابات
الرسمية الإسرائيلية على منصات التواصل
الاجتماعي لخرائط للمنطقة تزعم أنها تاريخية
لـ"إسرائيل" تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية
المحتلة ومن الأردن ولبنان وسوريا”.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة
رفض المملكة المطلق لهذه السياسات
والتصريحات التحريضية التي تستهدف إنكار حق
الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات
السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران
1967 وعاصمتها القدس المحتلة"..
• من خلال نشر هذه الخريطة المَزعومة من قبل
إسرائيل و التي رسمَت فيها حدود دولتها يتضح
جلياً أنّها تسعى إلى توسيع رقعة "دولة إسرائيل"
و لا تكتفي بالأراضي الفلسطينية التي تمّ احتلالها
عام 1948 و إنّما ترغب في تمديد مساحة
"الدولة" لتشمل فلسطين و أجزاءً من الأردن و
لبنان و سوريا..
• و هذا الزّعم الإسرائيلي يدلّ على أنّ "صفقة
القرن" و التطبيع مع الكيان المحتلّ بدأ يوتي أكله،
عندما جرّت أمريكا الدول العربيّة إلى التطبيع مع
إسرائيل، فهي على درايَةٍ كاملة بأهدافها الكامنة
وراء هذا التطبيع، فقد وضعت خُطةً مُحكَمة و
دقيقة ترمي إلى تقويّة و تثبيت ركائز "الدولة
العبرية" في المنطقة، و لكنّ الدول العربيّة لم تنتَبه
جيّدا إلى المخاطر و التهديدات التي تشكّلها
"الاتفاقيه" مع إسرائيل التوسّعيّة..
• لقد وقّعت معظم الدول العربيّة اتفاقية (أبراهم)
مع الكيان الإسرائيلي و التي ترمي إلى التطبيع مع
الكيان و تمتين العلاقات بينها في المجال السياسي
و الاقتصادي و غيرهما، و بذلك بدأ التخلّي عن
القضية الفلسطينيّة، التي كانت يوْما "القضية
الأولى" للدول العربيّة..
• إنّ الهدف الرئيسي لأمريكا و الغرب من وراء
الحرب على الشعب في غزة هو القضاء على حركة
حماس و تهجير الفلسطينيّين خارج وَطنهم، إلى
سيناء المصريّة أو إلى دولة من الدول العربية
المُجاوِرة لإنشاء دولتهم بعيداً عن أرض آبائهم و
أجدادهم، و من أجل تحقيق هذا الهدف، عملت
أمريكا جاهِدةً، على إنشاء حلفٍ عربيّ يسير وفق
سياستِها في المنطقة، و ذلك عبر توطيد العلاقات
بين هذا الحلف و الكيان الإسرائيلي وفق اتفاقية
"أبراهام" التي حاولت من خلالها نزع فتيل العداء
التقليدي القديم بين العرب و إسرائيل، و قد نجحت
أمريكا و الغرب في كسب ولاء الدول العربية و
تأييدها، و الغرض من ذلك هو تنفيذ خطة (صفقة
القرن) التي ترمي بالأساس إلى طمس القضية
الفلسطينيّة و طَرْق آخر مِسمار في نعشِها…
• إنّ الصمْت العربيّ حيال الحرب الشعواء على
الشعب في غزة التي ازهَقت و لا تزال تُزهقُ آلاف
الأرواح البريئة و تَجرح الآلاف أَبان عن ضعف و
هوان الدول العربيّة، و عدم قدرتها حتّى على
إدخال المُساعدات إلى القطاع، ما شجّع الكيان على
التدخّل العسكري في لبنان و البطش بسكانه و
تدمير بيوتهم و البنية التحتية للبلد..
• و إذا رجعنا إلى تنديد الأردن بالخريطة
الإسرائيلية التي تداولتها الصحف و المواقع
الاجتماعيّة، تنديدٌ لا جدوى منه مادامت الأردن
على علاقة وطيدة مع الكيان الإسرائيلي و تفي
بالتزامها بالاتفاقيات التي وقّعتها مع الكيان، و
مادام جزء من "غور الأردن" في حيازة الكيان
يستغل ثرواته، كان على الأردن و مصر التنصُّل
من كلّ الاتفاقيات المُبرمة مع الكيان الصهيوني
مادام أنّه لا يفِ بها و بغيرها من القرارات و
المواثق الدولية..
• لقد احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية عام
1967 و جزءاً من لبنان في الأول من أكتوبر عام
2024 الجنوب و لم تفِ بالاتفاق القاضي
بانسحابها إلى "الخط الأزرق"..
• الأراضي التي تضمّها الخريطة هي أراضٍ
استولَت عليها إسرائيل بالقوة و لن تتنازل عنها إلّا
إذا راجعت الدول العربيّة نفسها، و قامت بتوحيد
صفوفها و جمع كلمتِها و اتخاذ إجراءات ملموسة
لمُواجهة الأهداف التوسّعيّة لِلإسرائيل و عدم
الاكتفاء بالتنديد و الشجب و العمل على قطع
علاقاتها معها و سحب سُفرائها من تل أبيب و منع
استيراد المنتجات الإسرائيلية و منع تصدير الغاز و
النفط لأمريكا و الدول الغربيّة، التي تُعتبَر سنَداً و
مُساعداً لإسرائيل في كلّ ما تُقدِم عليه في المنطقة،
و بهذا ستضرُّ هذه الدول لِلَجم الكيان الصهيوني
بوقْف غطرسته و جبروته و عبَثِه بكلّ القوانين و
المواثق الدولية و ستُجبِره على وَقْف حروبه
الشعواء على الشعب الفلسطيني في غزة و الضفة