منوعات

فيلم لميريام الحاج عن أحلام الشباب اللبناني في وطن دغدغته «الثورة»

فيلم لميريام الحاج عن أحلام الشباب اللبناني في وطن دغدغته «الثورة»

زهرة مرعي

بيروت –  «متل قصص الحب» فيلم وثائقي للمخرجة ميريام الحاج أسست له «ثورة 17 اكتوبر2019» وأحلام التغيير التي راودت في حينها غالبية الشعب اللبناني، وخاصة جيل الشباب. شريط امتد زمنه إلى تفجير المرفأ في 4 آب/أغسطس 2020 حمل أسئلة وأحلاماً كثيرة.
«متل قصص الحب» فيلم يوقد الشوق للأيام الأولى من انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول اللبنانية، ويذكّر بالأمل الذي عبر سريعاً، وتاه في مفاصلها. اختارت مخرجة الفيلم البدء بالـ»رقوة»، وما اذا كانت عينٌ ما قد تسلّطت عليها بقصد السوء. اطمأنت بأن العين الحاسدة اُبعدت عنها، وتوجهت لـ»رائيها» بالسؤال «ليه ما بتشيل العيون عن البلد؟».
«متل قصص الحب» يُظهر حضوراً ملحوظاً بالسؤال والاستنتاج والسرد بصوت مخرجته ميريام الحاج. في المقابل تركت لشابة فنانة التعبير عن نفسها وعن جيلها حتى بُحّ صوتها خلال الانتفاضة. حق العيش بكرامة في الوطن، والإحساس بالانتماء كان الهدف الأساس للمنتفضين، قبل الضياع في المتاهات، ووأد الحلم والأمل جنيناً.
وللمرأة حضور وازن في «متل قصص الحب» في الانتفاضة وتالياً بعد تفجير المرفأ، ومن ثمّ في الانتخابات النيابية التي نجحت في فرزها الأول المرشحة الكاتبة جمانة حداد. واكتسبت الخسارة في الفرز التالي، نتيجة «اختفاء حاصل انتخابي وتزوير».
في فيلم «متل قصص الحب» غلبت الخيبات على التطلعات المشرقة، للأسف. إنه الواقع. مخرجة انهت قصة حبها، وليست نهايات الحب آخر الدنيا. مرشّحة للانتخابات نجحت ومن ثمّ خسرت. منشدة «الثورة» وحاملة رايتها والناطقة باسم جيل الشباب، خسارتها واضحة على ملامحها وفي عينيها. ويبقى في هذا الفيلم قطبة وازنة هي العم «جورج» المحبط العتيق. «الثورة مْوَلْعَة» وهو على يقين أنها لن تؤدي لنتيجة ويصفها «فاشلة ما فيا راس». يواظب على هندسة «سكسوكته»، والعناية بشعره، والتأمل بماضيه «أنا مطلوب راسي دولياً.. بدي إحكي بالإسم وبالدولة». يهدد جورج ويتوعد بعيون ثاقبة. وشغف ميريام الحاج يتضاعف بنبش أسرار مرحلة الحرب الأهلية، وهذا ما تثابر عليه منذ فيلمها «هدنة». تصرّ وتكرر السؤال عن بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان ابريل 1975 والدور الذي كان لـ»جورج». «جورج» يبوح بالقطارة عن ماضيه الذي تسبب ربما بقطع ساقه. المخرجة المنشغلة بكشف خيوط الحرب، ومحاكمة قادتها الذين بدّلوا الكاكي بالسموكن، وتولوا المناصب والمكاسب، وصلت مع «جورج» إلى تصريح مهم. إنها الخيبة المعشعشة في اوصاله وقوله: «طلعنا جدب وحاربنا.. إذا علقت راح قوس لهونيك مش لهون». «جورج» غاضب من قادة قرروا اقتحام الأسواق التجارية، «نحنا هجمنا بالسلاح وهني عبوا الكياس من ورانا».
بدورها الخيبة لحقت بالمرشحة جومانة حداد «ما راح اترشح ع أساس قانون طائفي». لكنها بعد حين تقرر العمل بـ»السياسية نكاية». خيبات مركبة وممتدة عبر الأجيال. مع ذلك تصرّح المخرجة في الفيلم «هيدي الثورة أحلى شي صار بحياتي.. ما حدا بيقدر يرجعنا لورا». ولكن.. تتابع الحاج نقل صوت الشباب بمقاربة تتداخل فيها أوجاع الجسد والروح. كمثل قولها «بعد انفجار المرفأ بقيت أجساد تبصق شظايا الزجاج لسنتين.. وكذلك هناك اجساد ما تزال تبصق شظايا الحرب الأهلية منذ توقفها».
صرخة أهالي شهداء المرفأ جاءت في الختام صادقة.. بالدمعة والحسرة والصوت الصريح.
ميريام الحاج من جديد في مواجهة قضايا الوطن غير المعافى. فيلم يوثّق احلام الشباب المُجهضة على مذبح الطوائف والمصارف، وفي متاهات منطقة تقرر أن تبقى على خط الزلازل. «متل قصص الحب» يعرض عشية 13 الجاري في المعهد الفرنسي من ضمن مهرجان شاشات الواقع.

«القدس العربي» :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب