السلطة الفلسطينية ليست تنظيم او فصيل انها مشروع نواة دولة لقيادة الشعب الفلسطيني ، ومقارعتها تهديد للامن القومي الفلسطيني. بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸
بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸
السلطة الفلسطينية ليست تنظيم او فصيل انها مشروع نواة دولة لقيادة الشعب الفلسطيني ، ومقارعتها تهديد للامن القومي الفلسطيني.
بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸
12.1.2025
————————————-
الناس دون ادنى شك اصناف واشكال والوان واعماق في المعرفة والفكر . قد يتفق الفقهاء على مسالة وقد يختلف ائمة على مسالة ، هذا حقيقي وواقع ولا يحتاج الى امثلة وتوضيحات. الذي يجمع الناس بعضهم مع بعض وحدة الهدف ووحدة المصير ووحدة اللغة ووحدة الدين. ويفرقهم عن بعضهم البعض اختلاف الاشكال والالوان والاهداف الخ.
العرب في الجاهلية كل قبيلة كانت تشكل مجتمعا قائما بذاته، تجمعهم وحدة الراي والهدف والمصير ويسوسهم مشايخ القبيلة واصحاب الراي فيها. ومع تطور المجتمع العربي في الجزيرة العربية وانشاء الدولة بدل القبيلة ومن ثم اندماج الحضارات ، وظهور المدارس والفقهاء والائمة اجتمع الناس كلهم في ظل الدولة، وكان اختلاف الراي فيها بالحجة والبرهان رحمة للناس ووسيلة للتخفيف عنهم.، ولكنهم جميعا توحدوا تحت راية الدولة.
المجتمع العربي في ظل الدولة منذ نشاتها في الجزيرة العربية كانت تقوم على وحدة الامة، وطالما كان الحديث في بناء المجتمع على اساس وحدتها ، وكل الادبيات والتعاليم التي وضعت اركانها الشرائع والقوانين التي تهتم في بناء مجتمع اساسه الوحدة، فكان قول الله تعالى: ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”. وحذر من الفتنة ومروجيها.
بعض الاختلاف في الراي يعتبر امر هام للمجتمع ، لان الخلاف يوصل القضايا المتداولة الى افضل مستوى من الرضى والقبول . اما في المسائل ذات الثوابت المصيرية فلا خلاف والامر مبتوت فيه ، والخروج عنه يعرض المجتمع للتنافر والتناحر والتلاشي يقول الله تعالى: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا”. اذن وحدة الشعب الفلسطيني التي تعتبر اولوية لا مجال للقول فيها. بل ان هناك الاجماع على كلمة واحدة من الاساسيات واعطيت الاولوية للحفاظ على كلمة الامة ووحدتها.
هنا لا اريد ان اتطرق الى ماذا تؤول الخلافات في المجتمع ، ولدينا من الامثلة ما تكيفنا وتقض مضاجعنا وتؤرق ليلنا. واكثر الامور تعقيدا هي التي يكثر الجدل حولها ، وما اكثر الجدل عندنا . تشخيص الحالة الفلسطينية امر ضروري من ذوي الاختصاص والاهتمام ” وامركم شورى بينكم” لان القضايا الجدلية هي تعمل على تفتيت لجهود الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها، لا خيار في الامور المقضية. في حالة الالتباس تم توجيه الموضوع في ان يرد الى ذوي الاختصاص لاستنباط المفاهيم والمعاني لقوله تعالى “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ “.
الاقتباس لماذا هو مهم لان الحالة الجدلية القائمة وادت الى التصادم في المخيمات شمال الضفة الغربية ، فسرها البعض انها صراع بين فصائل في اطار الشعب الفلسطيني. هذا التفسير هو من السذاجة بمكان لانه يلغي الصفة التي قامت عليها السلطة الفلسطينية . السلطة الفلسطينية ليست فصيل فلسطيني وان كان من مكوناتها بعض فصائل العمل الوطني والاسلامي ، السلطة الفلسطينية مشروع وطني فلسطيني جامع كبير وحلم الشعب الفلسطيني يقوم على الشرعية الوطنية ونواة مكونات الدولة الفلسطينية ووحدة الامن والسلاح فيها ، لادارة الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بموجب اتفاق دولي ، ومناط بها وفقا لذلك بناء مجتمع مدني يقود في مكوناته الى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
غياب هذه الصورة عن الكثيرين من الداخل والخارج، جعل الموضوع في حالة جدلية تسئ الى الشعب الفلسطيني على انها صراع بين فتح وحماس والجهاد الاسلامي. غياب الصورة عن الكثيرين محليا واقليميا ، ان السلطة الفلسطينية هي سلطة الشعب الفلسطيني واحد مكونات العمل الوطني والاجتماعي الرئيس فيها مع باقي فصائل العمل الوطني الاسلامي المسيحي، واحد مكوناتها فتح وحماس والفصائل الفلسطينية.
الامن والسلاح الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية ، هو لحفظ الامن والنظام لكل مكونات المجتمع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. هو لادارة المرور ، وحفظ الامن العام ، وحفظ امن المؤسسات المدنية والاقتصادية والاجتماعية ، هو امن لفض النزاعات الاجتماعية. لا يمكن خلط المفاهيم على ان امن وسلاح السلطة الفلسطينية على انه سلاح تنظيم او مقاوم ، هذا السلاح والامن تلك هي اهدافه التي تم ذكرها والتطرق اليها ، واذا خرجت عنها فانها تتعرض الى المواجهة مع الجيش الاسرائيلي وهذا لا يتساوى مع قدراته الذاتية المحدودة جدا. ولقد سبق ان شارك الامن والسلاح الفلسطيني في هبة العام 2000 وتم القضاء على اكثر من %80 من قراته البشرية والمادية ودمرت جميع مقراته. الناس في وهم المعرفة اشكال والوان وكل يفسر على قد عرفه.
المقاومة الفلسطينية مرة اخرى ليست اختراع حديث، المقاومة الفلسطينية انطلقت منذ عرفت فلسطين الاحتلال البريطاني والاسرائيلي . وفي تاريخا المقاومة الفلسطينية كانت تخوض النضال في اطار العمل السري وعندما تخرج الى العلن تفقد لونها وشكلها وعملها على الارض.ظاهرة الفرق المسلحة تحت مسمى المقاومة هو لون جديد ، لم تعهده المقاومة وعلانيته تفقده مهامه التي قام من اجلها وذلك لسبب مهم انه فقد فرصة التحرك السري بسبب انكشافه وسهولة ملاحقته من العدو، من هو صاحب هذه العبقرية في المقاومة ؟ الحقيقة انه لا توجد مثل هذه الفلسفة.
لقد توسعت اعمال المقاومة في شمال الضفة مع اعلان اسرائيل وتوجهاتها بحسم ضم الضفة الغربية ، والقيام بتهجير اعداد من سكانها، ورافق ذلك الغاء عمل وكالة الغوث الدولية وبدء العمل العسكري انطلاقا من تلك المخيمات، مما سبب تعرض المخيمات الى دائرة الانتقام من الجيش الاسرائيلي في هدم البنية التحتية في المخيمات وخلق بيئة طاردة للحياة فيها، مما يسهل هدف الاحتلال في التهجير. وهنا تظهر الاسئلة الكبيرة التي تحتاج الى تفسير كيف تم تزامن البدء في الخطة الاسرائيلية ووقف خدمات الانروا وتشكيل ما سمي بكتائب المقاومة؟.
فلسطين 🇵🇸 بكافة مكوناتها ، تتعرض الى تحديات كبيرة، على الصعيد الداخلي عدى عن تلك التي ، ظهرت في مخيمات شمال الضفة الغربية، والانقسام الذي ادارته حركة حماس في غزة ، وعززت هذا الانقسام الاحتلال الاسرائيلي ، وما تبع ذلك من الابادة الجماعية وتدمير شبه كامل لقطاع غزة منا اصبحنا نواجه تهديدا للامن القومي الفلسطيني، وهذا تهديد وجود، انما ايضا تتعرض الى تحديات اقتصادية اهمها القرصنة الاسرائيلية لاموال المقاصة ، ومحاولة تدمير السلطة الفلسطينية، وضم الضفة الغربية وقطاع غزة ، واعلان اسرائيل منع اقامة دولة فلسطينية. وهناك تحديات في قضايا الاسرى ومواجهة الاستيطان الذي يتضاعف يوما بعد يوم بمختلف اشكاله والوانه، وهناك تحديات البناء والتطوير والتشغيل ، والبطالة…. الخ من التحديات المفروضة عليه كمجتمع فلسطيني ويواجه الاحتلال. يبقى السؤال الجوهري هذا التمرد على السلطة الفلسطينية من وراءه؟ ولمصلحة من في ظل المحاولات الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية؟. الائتلاف والاختلاف امران كبيران حدودهم الافق البعيد، وشتان ما بين هذا وذاك.