انتصرت المقاومة في غزه وستنتصر في الضفة . بقلم الدكتور غالب الفريجات
بقلم الدكتور غالب الفريجات
انتصرت المقاومة في غزه وستنتصر في الضفة .
بقلم الدكتور غالب الفريجات
ما يجري في الضفة من عدوان هو رد فعل على هزيمة الكيان في قطاع غزه ، يحكمه سياسة توسعيه يسعى لها الكيان لاراضي الضفة التي يسيل لعاب اليمين الصهيوني لاغتصابها، منذ بدايات الاحتلال لعموم الارض الفلسطينية ، وقد تمكن الاحتلال من زرع الضفة بالمستوطنات ، ووجود ما يزيد على ثمانمئة مستوطن صهيوني الى جانب انه مزق اراضي الضفة بالحواجز والطرق الإلتوائية ، للتضييق على حركة المواطنين، وتمزيق اواصر التواصل بين مدن الضفة ، واعاقة حركة المواطنين .
الاستهداف الصهيوني لشمال الضفة بهدف لضرب بؤر المقاومة تحديدا في مخيم جنين ، هذ المخيم الذي سطر ملاحم بطولية في مواجهة قوات الاحتلال منذ بدايات احتلال الضفة واصبح عصيا على الكيان ، الى جانب المقاومة في نابلس وطول كرم ، وكل مناطق شمال الضفة عن بقية المدن الفلسطينية الاخرى كالخليل والقدس .
المقاومة الفلسطينية في الضفة رغم قناعتنا ببطولاتها في مواجهة قوات الاحتلال لكنها تحتاج الى دعم ومساندة ، وكم اتمنى ان تتمكن فصائل المقاومة في غزة من دعم مقاومة الضفة ، لاهميتها في فشل سياسة الاحتلال العدوانية الهادفة للاستلاء عليها ، والعمل على ابتلاع اراضيها ،الى جانب العمل المطلوب من تحييد عناصر السلطة باستهدافها ، والتي تعمل بدعم قوات الاحتلال ، وهو ما يشكل اكبر خطورة في الداخل الفلسطيني ان يسعى الاحتلال لتحقيق الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني .
ان معركة التحرر الفلسطيني تبدأ بالوحدة الفلسطينية في الداخل، فليس من العدل ان ينقسم الفلسطينيون وهو ما تمارسه السلطة ، سلطة اوسلو بزعامة عباس الذي يتفرع لتحقيق سياسة التنسيق الامني مع حكومة الكيان ، والذي يعتبر نقطة سوداء في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، في الوقت الذي تتوقف عملية دحر الاحتلال على الوحدة الوطنية .
لدى فصائل المقاومة واجب تنفيذ اتفاق بكين ،الاتفاق الذي نص على ان تكون جميع هذه الفصائل منظمة التحرير على قاعدة مقاومة الاحتلال
، بمعنى ان تدخل حماس والجهاد الاسلامي منظمة التحرير ليكون القرار الفلسطيني موحدا ، بعيدا عن نهج اوسلو الذي يرى في التنسيق الامني مع العدو هدفه الرئيسي ، وقد دمر حركة النضال الوطني الفلسطيني .
صحيح ان الارض الفلسطينية واحدة في اهميتها ، ولكني ارى ان الضفة ذات اهمية خاصة للعقلية الصهيونية التي تعتبرها جزءا من مشروع كيانها المزعوم ، فالكيان يطلق عليها يهودا والسامره جزء من التراث الصهيوني المزعوم ، وهو يدعي بانها كانت محتلة من الاردن وقام بتحريرها ، وهو ما يجب دعم صمود ثبوت المواطنين بشتى الطرق والوسائل الى جانب المقاومة الباسلة .
يجب ان لا يترك الفلسطينيون في الضفة امام الكيان الصهيوني ومرتزقته ، بل يجب حشد الدعم العربي والدولي ، وان يتحمل الاردن العبء الاكبر في حشد الدعم نظرا لان الضفة كانت تحت سيطرته ، وقد تم احتلالها من قبل الكيان في عدوانه في الخامس من حزيران ١٩٦٧ ، وصدرت القرارات الدولية باعتبارها اراضي محتلة ، ولا يجوز امام الكيان إلا باعادتها لاصحابها الشرعيين الفلسطينيين .
من الضروري ان يكون الجهد العربي جهد نوعي في سبيل مواجهة الاحتلال امام استهدافه الضفة ، وان لا يتكرر موقف اصدار بيانات الادانة كما حصل في الاعتداء على غزة ، وان تتحمل كل الدول العربية المسؤولية امام هذا العدوان الصهيوني المجرم ، بالاضافة الى العمل على الحشد الدولي وفي المقدمة منه الدول الاسلامية ، ليكون لها دور مساند فعلي مع الدول العربية.
إن فشل الاحتلال في تهويد الضفة ، وإن كان البعض سيقول وماذا بقي على عملية التهويد بعد زرع ثمانمئة مرتزق من المستوطنين ، ونجيب ان صاحب الحق يستطيع ان يصل لتحقيق اهدافه بالارادة والايمان ،فهاهي المقاومة في غزة قد افشلت كل مخططات الكيان التي كان يستهدف تحقيقها ، واضطر امام صلابة ارادة المقاومة وايمانها ان تفشل اهداف العدو العدوانية التوسعية