الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بقرار من المستوى السياسي والعسكري يتنصل. بقلم مروان سلطان-فلسطين
بقلم مروان سلطان-فلسطين

الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بقرار من المستوى السياسي والعسكري يتنصل.
بقلم مروان سلطان-فلسطين
23.1.2025
————————————-
ما ان توقف اطلاق النار في قطاع غزة ، قام الجيش الاسرائيلي بنقل عدد من وحداته الى الضفة الغربية، وقام بنشر ايضا اعداد كبيرة من الحواجز العسكرية، حيث تشير المعلومات ان الاحتلال اقام اكثر من تسعماية حاجز في الضفة الغربية. ومن ثم شن حملة عسكرية اطلق عليها اسم البوابات الحديدية على مخيم جنين واستعمل فيها المسيرات وطائرات الاباتشي ومئات العربات المصفحة ، وتشير الاوضاع ان العملية متدحرجة وقد تنتقل من منطقة الى اخرى. كل هذه المظاهر العسكرية والحواجز ، لم يكن لها اي داع من الناحية الفعلية ، لانه لا يوجد ما يستدعي التغير في المظاهر العسكرية في الضفة الغربية. اسرائيل اصلا تقيم بعض الحواجز الدائمة التي وضعتها لتفصل جنوب الضفة عن شمالها، وهي اشبه ما تكون بالمعابر التي تقام على الحدود الدولية، وهناك ايضا البوابات الحديدية التي قامت بوضعها على مداخل المدن والقرى الفلسطينينة ، بحيث يمكن لها في اقل من نصف ساعة اغلاق هذه البوابات ليدخل اكثر من مليوني ونصف فلسطيني في معازل كبيرة ، وتعزل الحركة عبر تلك المدن والقرى ويصبح الفلسطيني داخل معتقلات كبيرة تتوقف فيها حرية الحركة والتنقل.
في اطار العمل اليومي، عادة ما يتنقل المواطنين عبر المدن ، عدة الاف من الناس يوميا تنتقل من مدينة الى اخرى وتعود الى مدنها وقراها بعد انقضاء اعمالها. العمال والفلاحين والموظفين والطلاب ونقل البضائع والسفر الى الخارج ، كل هذا يتوقف او بتعطل حركتهم المعتادة وبالتالي كثير من هذه المصالح تبدء مع هذه الحواجز والاغلاقات بالانكماش.
استمرار هذه المظاهر بالطريقة القائمة وهو المشهد الذي يميز هذا المظهر الجديد توقف الاف السيارات والمركبات العمومية والخاصة والشاحنات التي تنقل البضائع بكافة اشكالها المعدة لحركة المواطنين وبضائعهم وتنقلهم . طوابير من السيارات الواقفة تمتد من مدينة الى اخرى لا لشئ ، فقط الجنود يتسامرون ويضحكون ويعملون على تعطيل المسار لتلك السيارات. هذا يعني ان الطلبة اصبحوا لا يتلقون علومهم ويفقدون جزء من محاضراتهم، ونقل البضائع عبر المدن ايضا تتكدس وتوقف، الموظفون لا يستطيعون ان يصلوا الى اماكن عملهم كما هو معتاد في ساعات العمل الرسمي، كل ذلك يعني اذا ما استمر هذا الوضع ، اعادة برمجة لكل نواحي الحياة. وهذا يعني ان يتكبد الناس
مصاريف اضافية لا قبل لهم بها، من الالتزام في السكن والمبيت في مناطق العمل، والدراسة ، والمبيت لانجاز مهام تحتاج الى عدة ايام متتالية عوضا عن الذهاب والعودة مرة اخرى.
توقف الحركة وتعطلها في الحياة الفلسطينية لها تداعياتها وهذا يعني تعطل الحياة الاقتصادية ، لان الحركة جزء مهم واساس من النمو الاقتصادي في كل العالم. وهذا يعني ان سياسة الحاجز وتعطيل الحركة يكبد الفلسطينيين الملايين من الدولارات في اقتصاد يعتبر اصلا في مهب الريح وقد اصبح هشا بسب لحرب التي شنت على غزة بعد السابع من اكتوبر 2023 مؤخرا ، وهو ايضا تاثر بالاحوال السياسية المضطربةاصلا في المنطقة والتي ينجم عنها اجراءات احتلالية تعطل مسار ونمو الاقتصاد الفلسطيني وتصيبه في مقتل , في اطار السياسات الاحتلالية. قضية الشيكات المرتجعة هي بالمليارات الدولارات نتيجة العجز الاقتصادي الذي ضرب الضفة الغربية في اثناء الحرب على غزة وقضت مضاجع الاقتصاديين الفلسطينين وقد تكررت بشكل متلاحق مع كل الازمات التي مرت على الشعب الفلسطيني . وكانت اسرائيل منذ الحرب اوقفت ادخال العمال الفلسطينين من الدخول للعمل في الداخل الفلسطيني ، مما تسبب في ازمة اقتصادية خانقة في الضفة الغربية ، ولا نتحدث عن قطاع غزة التي حرمت من كل اساسيات الحياة اصلا بسبب الحرب وتم خنق المسار الاقتصادي وتدمير كافة المرافق الاقتصادية فيها.
الذي رشح من الاعلام الاسرائيلي ان الجيش قام بنشر تلك الحواجز في الضفة الغربية، بناء على تعليمات المستوى السياسي ولم تكن للجيش والاجهزة الامنية الاسرائيلية اي مخططات للانتشار ولاقامة تلك الحواجز العسكرية لانه لا توجد اية اسباب وداع لها.
نتنياهو اليوم يقع تحت تهديدات وزير المالية سيمورتش ، الذي ابدى معارضته لوقف اطلاق النار في غزة، ويريد العودة الى الحرب بعد تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق وقف اطلاق النار. وتاتي التهديدات بحل الحكومة الاسرائيلية حال انسحاب فريق الصهيونية الدينية من الائتلاف الحكومي. سيموريتش صاحب مشروع ضم الضفة الغربية اوحى بعد توقف الحرب لرئيس الحكومة بانتشار الجيش واقامة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية ، جزء من الضغط على الفلسطينين في الضفة الغربية، وتعطيل مسار الحياة في الضفة الغربية.
من الواضح ان رفع الضغوط الامريكية عن المستوطنين، ووعودات الرئيس الامريكي بتوسيع حدود اسرائيل ، اشارة من الادارة الامريكية الجديدة تلقفها سيموريتش ، لاطلاق يد الاحتلال في الضفة الغربية لعمل ما يجول في خاطره.
يبدو اننا امام معترك جديد ، من توجهات السياسين الاسرائيلين الذين يتوقون الى شلالات الدم الفلسطيني الذي تذوقه كل الادارات الاسرائيلية السابقة منذ نشاتها والى اليوم . كل الحياة الفلسطينية باتت رهينة مزاج الساسة الاسرائيليين، ولا يهم الانعكاسات التي تسببها على الحياة الفلسطينية. سبعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون نظام الابارتهايد العنصري واحلامهم على حساب الشعب الفلسطيني.