مقالات

 لسان حال الاسرى اليوم لحظة تنسم  الحربة وكانه يقول نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

 لسان حال الاسرى اليوم لحظة تنسم  الحربة وكانه يقول نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

 

 

25.4.2025

————————————

كثيرون في عالمنا الصغير لا يتفهمون معنى الاسر ، ولا يتفهمون او حتى لا تصل الى اذهانهم ما معنى اسير ، وكم من السنوات يمضيها الاسير في اسره في سجون الاعداء. ولا يعلم كثيرون في هذا العالم لماذا الاسرى يقضون في السجون، وقصة قد تمر على اسماعهم مرور الكرام.  وقليلون في عالمنا قد مروا بهذه التجربة. القصة لربما ان العقل الباطني للكثيرين ان السجون وجدت لمن يخالف النظام والقانون، ولا يعلمون انه في الجهة المقابلة من هذه الحياة ان السجون تحتوي على علية الشعوب ، ورموزهم واصحاب فكر ونضال ضد الاحتلال في سبيل حرية الوطن والشعب. عبر سنوات الاحتلال بلغ عدد الذين تم اسرهم من الشعب الفلسطيني وصل الى ما يربوا عن المليون فلسطيني ، والبعض امضى اكثر من مرة في تلك السجون. قبل السابع من اكتوبر 2023, بلغ عدد الاسرى ما يربو على ستة الاف وخمسمائة اسير، وبعد السابع من اكتوبر قفز العدد الى ما يربو على عشرة الاف اسير، ولا يعرف بعد عدد الاسرى من قطاع غزة في الحرب العدوانية التي تشن  على القطاع. هناك صفقات تاريخية تمت بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي للافراج عن الاسرى ، وبسبب سياسة الباب الدوار ما ان يفرج عن اسرى حتى يقوم الاحتلال بحملات الاعتقال التي تعيد ملئ تلك السجون من الاسرى.

كل الذين كانوا وما زال البعض في السجون الاسرائيلية، من الفلسطينين هم يحملون قصة وطن وشعب ناضل ويناضل من اجل الحرية لهم.  هم من كل الوان الطيف الفلسطيني ، بعضهم امضى عدة عقود بمحكوميات عالية تصل الى عدة مؤبدات، واقلهم من هذه الاحكام قد تصل مائة عام ويزيد. وهناك منهم من اصحاب الاحكام المتوسطة وبعضهم الاقل من ذلك ، والبعض الاخر هم ممن يقضي في السجن دون محاكمات بما يسمى بالعرف احكاما ادارية ، وهم الذين ناضلوا وخاضوا بما عرف بمعركة الامعاء الخاوية، وانتصر فيها الكف على المخرز لكل الذين خاضوا هذه المعركة.

تعتبر قضية الاسرى وهي واقع سياسي بامتياز لانها تعني بكل ما تعنيه الكلمة انها قضية شعب وقضية . لكنها اخذت منحى انساني واسع بسب الفترة الزمنية الطويلة التي امضى الاسرى فيها بالاسر. كل اسير فلسطيني له قصته التي تستحق ان تكتب، وان تروى عاشت في وجدان كل اسير وتركت اثارا وندوبا في ذاته، وبعض تلك الروايات عاش معها اصحابها وعاشوا الامل ان يفرج عنهم ليعانقوا تلك الذكريات مع انفاس الحرية التي حلموا بتنفسها عبر الزمن. ولعل احد القصص المؤثرة التي انتشرت قصة الاسير الذي اتصل على اسرته ليسال اذا ما كانت والدته على قيد الحياة ام لا؟. روايات في منتهى العمق الانساني في تلك الرواية. وهكذا هو الحال ، كل منهم يحمل روايات انسانية ونضالية تحمل معاني الوطنية الانسانية في ذاتها تستحق ان تروى في اطار الارث الثقافي الفلسطيني، عبر مسيرة الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله . قصص تروى وتسمع اليسير منها لكنها تدمي القلوب، وبسبب الاجراءات التي تمت بعد الحرب التي تمت على غزة ، بقيادة الوزير بن غفير وزير الامن الداخلي فقد مورس ابشع انواع العذاب ، بالاضافة الى خفض الحصص من الطعام ، وامور اخرى تشير في مجملها الى ممارسة انواع من العذابات ، والاهانات التي لا تطاق في السجون الاسرائيلية. جل الاسرى فقدوا الكثير من اوزانهم بسبب تلك الاجراءات القاسية.

ومع الاتفاق الذي تم في الافراج عن الاسرى ، حيث كانت اليوم هي الدفعه الثانية من الصفقة للافراج عن الاسرى، فان المشهد يتحدث عن نفسه في البهجة من الاسرى انفسهم والشعب الفلسطيني ، وذوي الاسرى. اذ ان قضية الاسرى تحمل في طياتها غصة في خاصرة القضية الفلسطينية ،  وكان حال الاسرى والناس يقول ما قاله الشاعر الكبير محمود درويش : ” نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب