مقالات
الذهنية الصهيونية وأطروحاتها للكيفية التي يتم بها تهجير أهل عزّة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -
الذهنية الصهيونية وأطروحاتها للكيفية التي يتم بها تهجير أهل عزّة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
عقلية الاستيطان الصهيوني في عزّة مبنية على أساطير دينية،وردت في الكتب التراثية لليهودية الصهيونية،وفي فكر البدايات للحركة الصهيونية،وخلال تكون الذهنية الصهيونية المسكونة والمنقادة بتلك الأساطير،أنشأ قادJها اذرع فكرية،وأدوات تنظيمية،تجوب العالم محاولة ايجاد مواقع لها بين المثقفين،والمتنورين من أبناء العائلات الميسورة.
وكان من الملاحظ،بناء على دراسات ميدانية قامت بها جهات أكاديمية،وفي أنحاء متفرقة من العالم،وخاصة ما سمي عالم الجنوب،وعلى وجه التحديد في الوطن العربي،والأقطار الإسلامية ،أنّ المدارس التبشيرية، و على رأسها الماسونيين المتطوعين،كانت تقاد وتوجه من قبل الحركات الصهيونية،التي وضعت في استراتيجيتها أن يكون لهذه المدارس،وما يماثلها من مؤسسات،دورها في تأسيس ثقافة ماسونية،بوصفها مقدمات لتأسيس العقلية الذهنية الصهيونية،في تلك الأوساط لتكون رديفا وطليعة للحركة الصهيونية العالمية.
ان الذهنية الصهيونية ذهنية استئصالية معادية للآخر،بكل تنوعاته ومشاربه،لأنها في الأساس مبنية وموجهة بشعار استراتيجي يشكل فاعدة،ومرتكزا في تكوين وبناء امة شعب الله المختار.
وهذه الذهنية الصهيونية نجد لها مبشرين ودعاة في المجتمع الصهيوني،ينشطون حاليا داخل الكيان الصهيوني،وخاصة أحزابه الحاكمة،لترويج ثقافة الهجرة بين أوساط أبناء غزّة ممن طالهم بؤس التهجير الذي تقوم به الآلية العسكريّة الصهيونية،وهذه الذهنية الصهيونية معتمدة على تراثها،وثقافتها الصهيونية تطرح الحلول والآليات المكنة لدفع أهل غزة للهجرة إلى الدول التي قدمت بلادها مأوى ممن ينحني بحكم ظروفه القاهرة للهجرة خارج وطنه غزة. وذلك بتوفير الإمكانات التي تتيح الهجرة،مثل كنداواستراليا و….إلخ
وهناك في تلك الدول،للحركة الصهيونية قوى تهيئ المساعدات للمهاجر،وتبالغ بالثناء على من يقبل الهجرة،وتقدم الإغراءات مثل المساعدات المالية،وتامين وسائل النقل المعدة للتسفير ،دون مقابل مالي.
وترى الذهنية الصهيونية المستندة إلى ثقافتها الغنية باستعمال العنف والهدم والاستئصال والإبادة الجماعية والتطهير العرقي،أن السبيل إلى تصفية أهلّ قطاع عزّة وتحويله إلى ارض ووطن للمستوطنين الصهاينة هو تنشيط ثقافة الهجرة والغربة في أوساط المهجرين من أهل غزّة بقوة السلاح والهدم والتهجير والإبادة،الذي طال ارضهم ومصادر عيشهم وأمنهم الحياتي،ومستلزمات العيش في وطنهم،تحت دعاوي صهيونية تقول بأن فلسطين”أرض بلا شعب ،لشعب بلا ارض.
وعن سؤال موجه إلى جامعة الدول العربية،التي هي بالأساس جامعة الأنظمة العربية،تضع في خلدها آليات الذهنية الصهيونية،في عملية إشاعة ثقافة الهجرة،بين أهل غزة ،بعد أن فشل التهجير بالقسر والإرغام بقوة السلاح والإفناء.
د-عزالدين حسن الدياب -25-1-2924
