مقالات

قراءة في دفتر الحرب ونحن على مشارف العام الثالث بقلم: د. امتثال بشير -الهدف السودانية –

بقلم: د. امتثال بشير -الهدف السودانية -

قراءة في دفتر الحرب ونحن على مشارف العام الثالث
بقلم: د. امتثال بشير -الهدف السودانية –
ما يؤلم حقا، أننا على أعتاب العام الثالث للحرب الكريهة؛ وتداعياتها، ونيرانها التي أوقدها من استبعد وقوفه بعد مماته بين يدي من لا يظلم عنده أحد..
الطرفان المتقاتلان، كل يخشى المساءلة يوم الحساب، ولمعرفتهما ببواطن ومواطن الجبن وانحطاط أخلاق كل منها… سيتقاتلان حتى آخر قذيفة؛ يساعدهما من يمددهما بالدعم المادي العسكري والاقتصادي والسياسي والإعلامي؛ ويقابله غياب الحراك الميداني المنظم المبرمج؛ ويعتبر نتاج طبيعي لتشرذم الصف المدني، سواء لضيق الأفق أو طمعا في مكاسب دنيوية لايستحون من أن تكون أيديهم هي السفلى؛ عند الداعم الإقليمي والدولي لأي من أمراء الحرب.. ..وضيق الأفق تفسره الأحلام السابحة في الفضاء بلا مهبط آمن.. وبتصور منهم أن غيرهم سينجز لهم ما عجزوا عنه، غير مبالين بالثمن الذي سيسدده الوطن ومواطنه..
خطابات أمراء الحرب لا تبشر بنهاية قريبة لها حتى وإن صدقت روايات انتصارات وتقدم (الجيش) في عدد من الولايات.. ابتداء من الجزيرة مرورا بأحياء العاصمة، وولايات سنار، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض وشمال كردفان…الخ
إذ أن استراتيجية القتال بينهما متباينة بين حرب الذراع الطويلة المعتمدة علي القصف الجوي والمدفعي، وحرب الشوارع ومنطق أضرب وأهرب بما خف وزنه وسهل حمله،
ولتطابقهما كنسخة مكررة ممن كنا نطلق عليهم ما بعد انتصار أبريل 85م؛ قوى التصعيد والتصعيد المضاد.. فإن كان السابقون منهم؛ قادوا العلاقة بين شمال السودان وجنوبه؛ بالتوافق على الانفصال؛ رغم عددالضحايا الأبرياء…
نسخة العقد الراهن قد تمضي وبمباركة معلنة أو غير ذلك؛ من الداعمين الدوليين، نحو انشطار آخر لأجزاء من السودان الغربي بل ومن جبال النوبة..
وما حدث بكنابي الجزيرة بحق أبناء الجنوب بشكل خاص؛ وغيرها من التصفيات الدموية القائمة علي التمييز الجهوي أو الإثني؛ إنما تعزز خطاب الكراهية والفتنة والتشرذم، وتستبعد التآخي والوحدة الوطنية.
وكلما تأخر التوافق على برنامج وأطر حد أدنى؛ بالإمكان إنجازه بتناغم وتكامل بين القوى المدنية داخل وخارج السودان وتوظيف علاقات أطرافها أو تواجدها خارج القطر لدعوة المجتمع الدولي للكف عن دعم أو إضفاء أي شرعية لكليهما، كلما اقترب أو ترجح مآل الانقسام أو الانفصال..
… نواصل ما قد نتوصل إليه من تقديرات تقبل (الصواب والخطأ).. إذ أنها ستكون قاصرة إن لم تتبعها ملاحقة المستجدات على أرض المعارك وكواليس العلاقات الخارجية وتقييم ومراجعة الجهد المبذول لبناء الجبهة وتنظيم الطاقات البشرية الشبابية من الجنسين وتوحيد الخطاب الإعلامي وتقدم الطليعة للصفوف؛ عند انطلاق فعالياتها بشفافية بين أبناء وبنات شعبنا بوعي مشترك لضروراتها، إن أردنا استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي ونجحنا في إشاعة الوعي والفعاليات التي تؤكد أولوية وقف الحرب ومدى تضرر إنسان السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب