دعوة نتنياهو إقامة دولة فلسطينية في السعوديه إفلاس سياسي
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/صحيفة-صوت-العروبه-5.jpg)
دعوة نتنياهو إقامة دولة فلسطينية في السعوديه إفلاس سياسي
بقلم رئيس التحرير
مثلما يفلس الفرد، أو تفلس الشركة ماليا، تفلس الدولة أو السلطة السياسية ماليا، أو سياسيا، أيضا. والإفلاس السياسي يعني عجز الدولة أو السلطة عن مواجهة التحديات، أو الأخطار المصيرية أو تحقيق الأهداف. أما علامته فدعوة المجتمع الدولي للتدخل في الأمر إلى جانبها أو نيابة عنها لاستيعاب التحديات، أو لمواجهة الأخطار، أو لنجدتها ماليا لأنها على حافة الإفلاس.
إن الإفلاس السياسي واضح عند نتنياهو وأركان حكومته بعدما فشل في تحقيق أهداف الحرب على غزه والضفة الغربية ، واصطدمت مخططاته بثبات وصمود الشعب الفلسطيني .
التصريحات الشعبويه لنتنياهو وأركان حكومته أمثال ايتمار بن غفير وسوميرش وغيرهم هي دليل التخبط والإفلاس السياسي وآخر تلك التصريحات دعوة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية في السعودية ، هذه التصريحات أثارت جدلا واسعا، حول إقامة دولة فلسطينية على أراض سعودية، نظرا لما تمتلكه من مساحات شاسعة .
رأى مراقبون أن تلك التصريحات جاءت في إطار الخطاب اليميني المتطرف الذي تتبناه حكومة نتنياهو ، خاصة بعد تمسك السعودية بموقفها الرافض للتهجير، والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وتأتي هذه التطورات في ظل مقترحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضمن ترحيل سكان غزة إلى دول عربية أخرى، وتطوير القطاع اقتصاديا تحت إدارة أميركية، والتي قوبلت برفض واسع من قبل الدول العربية، بما في ذلك السعودية، التي أكدت رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
إن تصريحات نتنياهو، تؤكد التباين الكبير في المواقف بين السعودية والاحتلال بشأن حل القضية الفلسطينية، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة في مساعي تحقيق السلام في المنطقة، في ظل الموقف السعودي المُؤازر للاردن ومصر في موقفهما من تهجير الفلسطينيين خارج غزة.
ان السياسة الصهيونية لا ترى في القضية الفلسطينية إلا التصفية، وجعل فلسطين كاملة لإسرائيل” ويبدو أن إسرائيل لا تفكر بدفع استحقاقات السلام، وتريد فقط الحصول على مكاسب بلا أي تنازلات تضمن حل النزاع على أسس العدالة والشرعية الدولية”
إن الطرح السعودي الرسمي يتناغم أيضا مع الطرح الشعبي الذي تجسد في ردود متتالية للسفير السعودي الأسبق في واشنطن ولندن ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، على خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة، الأمر الذي قد يفسر تصريحات نتنياهو بأنها تأتي ردا على الموقف السعودي تجاه الخطاب الصهيوني المتطرف.
ما فشل نتنياهو بتحقيقه بالقوة العسكرية في غزة يريد تحقيقه بالحيلة الدبلوماسية، بغطاء من إدارة دونالد ترامب، وبالتالي يحاول نتنياهو اتباع سياسة صفقة مقابل صفقة، أي بمعنى الموافقة على الانتقال للمرحلة الثانية والثالثة مقابل مكاسب إقليمية من قبيل التطبيع مع عدد من الدول العربية، إلا أن نتنياهو تفاجأ على ما يبدو بالمواقف العربية التي رفضت طروحات ترامب.
ونلفت إلى أن حالة التفكيك وإعادة التركيب التي يجري العمل عليها من قبل نتنياهو بغطاء أميركي تشير إلى مدى عمق الأزمة الداخلية التي يعاني منها نتنياهو، حيث يواجه أزمة كبيرة تتعلق باحتمالية انسحاب بعض أعضاء الحكومة على رأسهم سموتريتش، إذا ذهب نتنياهو إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار دون مكاسب ترضي على أقل تقدير سموتريتش، الذي يهدد بالانسحاب ما يعني انهيار الائتلاف الحكومي، وتعميق حالة الفشل المركب في غزة وفي الضفة الغربية، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى تصريحاته المتطرفة حول إقامة دولة فلسطينية في السعودية.
إن موقف السعودية وتأكيدها على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية واضح، وجاء ردا لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، و أن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن ترحيل سكان غزة إلى أراضٍ عربية تعكس بوضوح الأيديولوجية التي يتبناها اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي يرى أن الحلول يجب أن تكون على حساب الدول العربية المجاورة. “وان هذه الرؤية ليست جديدة، بل تعود إلى عقيدة سياسية راسخة لدى التيارات القومية المتشددة في إسرائيل، والتي تسعى إلى فرض واقع جيوسياسي جديد يتجاهل الحقوق الفلسطينية ويفرض حلولًا أحادية الجانب”.
و “لطالما كانت هناك أصوات يمينية إسرائيلية تدعو إلى تهجير الفلسطينيين إلى دول عربية، بحجة أن هناك متسعا جغرافيا في العالم العربي لاستيعابهم، متجاهلين أن الفلسطينيين لهم وطن وهو فلسطين، كما تعكس تصريحات نتنياهو توجها تاريخيا داخل اليمين الصهيوني الذي يرى أن أي حل للصراع يجب أن يكون بتوسيع النفوذ الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب الدول العربية ، من خلال الضغط السياسي أو العسكري أو حتى بإثارة الأزمات.”
|