رئيسيالافتتاحيه

جنون العظمة لدى ترمب تدفع العالم للهاوية

 

جنون العظمة لدى ترمب تدفع العالم للهاوية

بقلم رئيس التحرير 

أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة “حماس” حتى يوم السبت المقبل للتراجع عن تعليق عملية تبادل الأسرى بسبب الخروقات الإسرائيلية، مؤكدا أنه سيدعو لإلغاء وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ترامب قوله: “ستفتح أبواب الجحيم إذا لم يعد الرهائن من غزة، إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن “إسرائيل بوسعها إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار”.

وأضاف أنه سيجري حديثا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اعتبار يوم السبت المقبل “موعدا نهائيا لعودة الرهائن من غزة” جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي عقب إعلان الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة مساء الاثنين، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت القادم، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ، وأشار إلى أن “هذا التأجيل مستمر إلى حين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.

كما هدد الرئيس الأمريكي المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية بوقف المساعدات إذا رفضتا استقبال لاجئين فلسطينيين ضمن خطته لتهجير أهالي قطاع غزة، مشيرا إلى اعتقاده بأن “الأردن سيستقبل اللاجئين”.

ويأتي ذلك عقب تجديد ترامب، تصريحاته الداعية إلى تهجير سكان قطاع غزة، وذلك تحت ذريعة إعادة الأعمار، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي خروقا ته لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل يومه الـ23.

وأعاد ترامب تصريحاته التي أثارت الكثير من الجدل بشأن غزة، قائلا هذه المرة إنه لا يزال “ملتزما بشراء غزة وامتلاكها”، مضيفا أنه “ربما يعطي أجزاء من القطاع إلى دول أخرى في الشرق الأوسط لبنائه”، مشددا على أنه سيحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، و”سيهتم بالفلسطينيين، وسيتأكد من أنهم لن يقتلوا” وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي، فقد أكدت عمان والقاهرة رفضهما القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدتين أن أراضي فلسطين للفلسطينيين، ولن يسمحوا بتصفية القضية الفلسطينية.

تهديدات وتصريحات ترمب هي بمثابة صب الزيت على النار وإشعال فتيل الصراع في المنطقة وهي لا تصدر إلا عن رئيس يتصف بجنون العظمة والكبرياء وهو ” مصطلح يصف حالة من الاعتقاد حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ” وقد ”  استخدم هذا المصطلح من قبل أهل الاختصاص في وصف حالات مرضية يكون جنون العظمة عارضا فيها كما هو الحال في بعض الأمراض العقلية.

وإذا حقا ترمب يعاني من اضطراب وهامي، وعقدة استعلاء، ووهام، واضطراب نفسي أو يعاني من حالة مرضية ذهانية (مرض عقلي) تتميز بالهذيان الواضح والمستمر وما يميزها مجموعة ثابتة منتظمة من الهذيان وقد صدرت عنه العديد من التصريحات التي تؤكد ذلك ومنها تصريحات عن غزه ورغبته بامتلاكها وتهجير أهلها وتهديدات للأردن ومصر إذا لم تستقبل المهجرين سيضطر باتخاذ الإجراءات بحقهما وتهديده كندا واعتبارها الولاية الواحد والخمسون وتهديد المكسيك وبنما وإجراءات بحق الصين وأوروبا وجمله من القرارات والتصريحات تدلل عن حالة من الهذيان وسيطرة مجموعة من المعتقدات تنم عن مشاعر العظمة ومشاعر الاضطهاد ويعيش أفكارا متسلطة تسبب له الهذيان وإطلاق تصريحات خارجه عن المألوف في عالم السياسة

للإجابة على هذا السؤال، لا بد من فهم من هو دونالد ترامب، وما الذي يدور في عقل هذا الرجل، الذي يشكل خطرًا على البشرية، وفقًا لما وصفته الطبيبة النفسية باند إكس لي، رئيسة التحالف العالمي للصحة العقلية. ترى إكس لي أن ترامب “شخص نرجسي يرى نفسه وحياته أكثر أهمية من بقية البشر مجتمعين”. هذا ليس رأيها وحدها، فمنذ لحظة ترشحه للرئاسة وحتى نهاية ولايته الأولى، كان الباحثون والصحفيون منشغلين في النبش في ماضي ترامب ومحطات حياته، بحثًا عن إجابة للسؤال المحوري: لماذا يتصرف بهذه الطريقة؟

العديد من علماء النفس، من بينهم جون كارتنر من جامعة جونز هوبكنز، ولانس دودس الباحث في السلوك القهري الإدماني، وجاست فرانك، الطبيب النفسي الذي مارس المهنة لأكثر من أربعين عامًا، أجمعوا في أبحاثهم حول شخصية ترامب على أنه مصاب باضطراب “النرجسية الخبيثة”، وهو مرض خطير حدده عالم النفس الشهير إريك فروم في عام 1964. يتكون هذا الاضطراب من مزيج شديد من النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والسادية، والشعور بالعظمة. وبحسب هؤلاء الخبراء، فإن ترامب غير مؤهل ليكون على رأس الولايات المتحدة الأمريكية، فهو مهووس بذاته، يسعى وراء مجده الشخصي، وليس لجعل “أمريكا عظيمة مجددًا” كما يدّعي.

وفي ولايته الثانية، لم يكن يتوقع أن يتغير نهج ترامب، بل ازدادت هواجسه النفسية هشاشة، التي حاولت الطبيبة النفسية باند إكس لي شرحها في كتاب “The Dangerous Case of Donald Trump“، حيث أوضحت مدى خطورة بقائه في السلطة على العالم.

لذلك، لا عجب اليوم في مظهر البيت الأبيض، مع عودة ترامب وبصحبة أتباعه عديمي الخبرة والكفاءة على رأس الإدارة الأمريكية. إذ يكفي أن نذكر أنه عيّن مذيعًا تلفزيونيًا لمنصب وزير دفاع أقوى جيش في العالم! ناهيك عن تصريحاته وقراراته المتهورة في السياسة الخارجية، والتي تستعدي الحلفاء قبل الأعداء، مثل تهديده بضم كندا، واحتلال جرينلاند، والاستيلاء على غزة.

عاد ترامب إلى البيت الأبيض حاملاً فكرة إعادة تعريف موقع واشنطن في العالم، ولكن بمنطق رجل أعمال لا يعترف إلا بالمكسب والخسارة الفورية. لا يرى في التحالفات الدولية الكثير من الفاعلية، ويعتبر المؤسسات الدولية قيوداً تكبّل سيادة أمريكا، والاتفاقيات صفقات خاسرة ربما يجب إعادة التفاوض عليها وفق شروطه وحده. ويرى المحللون والأطباء النفسيون أن هذا النهج ليس مجرد تغيير في الأولويات الإستراتيجية، بل هو انعكاس واضح لشخصيته—رجل لا يستمع إلا لنفسه، مقتنع بعبقريته المطلقة، مهووس بفرض هيمنته على كل شيء، حتى لو كان الثمن هدم النظام الذي جعل أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم.

في ولايته الثانية، يبدو أن ترامب لم يعد مجرد رئيس شعبوي، بل زعيماً يمينياً يعيد تشكيل العلاقات الدولية بفوضوية، مفككاً المؤسسات، وكاسراً للتقاليد السياسية.

فما الدوافع النفسية التي تجعل ترامب محباً لتحطيم التقاليد، وكسر القواعد، وتفكيك المؤسسات؟ وهل ينبع نهجه من رؤية سياسية مدروسة، أم من اضطراب نفسي يدفعه إلى إثبات تفوقه عبر الهدم لا البناء؟

وفقًا لتقرير صادر عن مركز ميلر التابع لجامعة فرجينيا، فإن السياسة الخارجية الأمريكية، التي لطالما ارتكزت على قيادة واشنطن للنظام العالمي، وجدت نفسها أمام منعطف حاد مع صعود دونالد ترامب. فعلى الرغم من عقودٍ من الالتزام المؤسسي بممارسة الهيمنة العالمية، استغل ترامب موجة استياء شعبي كانت قد بدأت بالتشكل منذ نهاية الحرب الباردة، وتصاعدت مع تداعيات الحروب الطويلة في العراق وأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

هذا الإرهاق العام من التدخلات العسكرية الخارجية، ربطه ترامب بخطابه الشعبوي، متماشياً مع رؤيته للسياسة الخارجية على أنها استجابة لمعاناة “الرجال والنساء المنسيين” في أمريكا، الذين اعتبر أنهم ضحايا العولمة الاقتصادية.

لم يكن نهجه مجرد انسحاب من الالتزامات الدولية، بل جاء مقرونًا برؤية مزدوجة ومتناقضة تجمع بين العزلة وتعزيز القوة العسكرية، مما أدى إلى إعادة صياغة العلاقات الدولية وفق مبدأ الأحادية، بعيدًا عن الترتيبات المتعددة الأطراف. هكذا، أصبحت إحدى ركائز أجندة “أمريكا أولًا” تفكيك الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف، واستبدالها بصفقات مباشرة بين الدول، حيث تُفرض شروط واشنطن دون قيود مؤسسية.

فكان ترامب صريحًا في عدائه للاتحاد الأوروبي، الذي اعتبره خصمًا اقتصاديًا أكثر من كونه حليفًا استراتيجيًا، ولم يتردد في تهديد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالانسحاب منه، متذرعًا بأن الدفاع عن أوروبا عبء مالي لا يجب أن تتحمله الولايات المتحدة. ولم يتوقف الأمر عند المجال العسكري، ففي يونيو 2017، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة أكدت ازدرائه للتعاون الدولي بشأن القضايا البيئية، وهو القرار الذي سرعان ما ألغاه جو بايدن في أول يوم من رئاسته، لكن فور عودة ترامب وعقب تنصيبه بيوم واحد، أعلن مجددًا انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.

وبعد عودته اليوم، استأنف ترامب استهدافه للمحكمة الجنائية الدولية، ليستخدم العقوبات ذاتها لحماية قادة الاحتلال الإسرائيلي المتهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة. وبعد عودته، وخلال أقل من شهر، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وأعلن “حالة الطوارئ الوطنية للتعامل مع التهديد الذي تمثله جهود المحكمة”، بعد أن أصدرت مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، بسبب جرائمهم في الحرب الإسرائيلية على غزة.

لم يكن موقف ترامب من المحكمة الجنائية الدولية سوى جزء من استراتيجية أوسع قوامها تجاهل القانون الدولي وتفكيك المؤسسات متعددة الأطراف. خلال فترته الأولى، لم يعر أي اهتمام لقرارات الأمم المتحدة أو القوانين الدولية المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بل عمد إلى تعزيز نهجه الأحادي في السياسة الخارجية، مُعلنًا في ديسمبر 2017 اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ضاربًا بعرض الحائط عقودًا من التوافق الدولي حول وضع المدينة. وفي مايو 2018، افتتحت الولايات المتحدة رسميًا سفارتها في القدس، وسط موجة من الغضب الفلسطيني والدولي. واليوم، وبعد أن شن الاحتلال حرب إبادة على غزة، خرج ترامب ليعبث في المنطقة مجددًا، فاستضاف نتنياهو في البيت الأبيض وسط مطالب من منظمة العفو الدولية باعتقاله. وبعدما تبادل هو ونتنياهو الإطراء، خلط ترامب الأوراق وخرج بقرارات مفاجئة للكثيرين، طارحًا فكرة استيلاء الولايات المتحدة على غزة وتهجير شعبها، ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين الدولية والتاريخ والواقع السياسي المعقد للمنطقة ويطلق العنان بتصريحاته مهددا ومتوعدا غزه بفتح أبواب الجحيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب