نتنياهو يهدد الفلسطينيين ورئيس الاستخبارات يحذر من اقتراح ترامب في الضفة وكاتس يعنف هليفي
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/نتنياهو-يهدد.jpg)
نتنياهو يهدد الفلسطينيين ورئيس الاستخبارات يحذر من اقتراح ترامب في الضفة وكاتس يعنف هليفي
عاموس هرئيل
مشهد الرعب الذي عرضته حماس صباح السبت في دير البلح حول تحرير المخطوفين الثلاثة، الهزيلين بدرجة مخيفة والمذعورين وتأثير فترة الأسر الطويلة واضحة بشكل جيد على وجوههم، أثار ردوداً من الغضب والصدمة في إسرائيل. ولكن إلى جانب الغضب من هذه المنظمة الإرهابية التي اختطفت أوهيد بن عامي وإيلي شرعابي من بيتيهما في “كيبوتس بئيري”، وأوري ليفي من حفلة “نوفا” في “ريعيم”، بات مهماً ترجمة هذه الصدمة إلى خطوات عملية. إذا لم يمارس الجمهور في إسرائيل ضغطاً جديداً على الحكومة للتقدم إلى المرحلة الثانية من الصفقة وضمان تحرير الـ 76 مخطوفاً المتبقين في قطاع غزة (أكثر من نصفهم يبدو أنهم ليسوا على قيد الحياة) فإن هؤلاء المخطوفين سيواصلون المعاناة تحت ظروف مشابهة، وربما أصعب. يمكن التطلع أيضاً إلى أقوال واضحة لرؤساء جهاز الأمن – رئيس الأركان ورئيس “الشاباك” ورئيس الموساد ورئيس مركز الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي – حتى لو كانت الحكومة تعمل بشكل حثيث على التخلص من معظمهم.
الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً على خلفية خطوات نتنياهو. فرئيس الحكومة الذي مدد وجوده في فندق فاخر في واشنطن حتى نهاية الأسبوع، إلى جانب عائلة كبيرة ومبذرة، يبذل جهوداً غير قليلة لإعاقة الانتقال إلى المرحلة القادمة. في البداية، سرب أنه يفضل تمديد المرحلة الأولى بواسطة نبضات أخرى في نفس المضمون، بسبب رغبته في تجنب الثمن السياسي الذي يكتنف المرحلة الثانية. ولكن حسب مصدر إسرائيلي تحدث مع مراسلة “هآرتس” ليزا روزوفسكي في واشنطن أمس، فإن نتنياهو ذهب خطوة أبعد، “إذا لم توافق حماس على مغادرة قطاع غزة” فثمة احتمالية لاستئناف الحرب أو تمديد المرحلة الأولى في الاتفاق”. وأضاف المصدر أن إسرائيل ستوافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا على حدود مصر ومن المنطقة العازلة على طول حدود القطاع فقط إذا وافقت حماس على إبعاد قادتها أو كل من له صلة بالمنظمة”.
رئيس الحكومة الذي مدد وجوده في فندق فاخر في واشنطن حتى نهاية الأسبوع، إلى جانب عائلة كبيرة ومبذرة، يبذل جهوداً غير قليلة لإعاقة الانتقال إلى المرحلة القادمة
معنى ذلك أن مصير المخطوفين واضح. فكل المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة في القطاع هم من الرجال، ومعظمهم تعتبره حماس في “سن الحرب”، أي أبناء الخمسين فما دون، ومن هم إما يخدمون بشكل نشط في الجيش الإسرائيلي أو يمكن نظرياً أن يخدموا فيه في الاحتياط. معروف أن التعامل مع الرجال المخطوفين في القطاع كان أصعب حتى من التنكيل النفسي والجسدي الذي مر على النساء. معظم من بقوا هناك يبدون بالتأكيد مثل الثلاثة الذين عادوا أمس إلى البلاد.
ليس صعباً تخمين وضع الذين بقوا في الأنفاق، وما قد يحدث لهم إذا تم تأجيل المرحلة الثانية. مشهد الثلاثة المخيف وضع حملة اليمين لإطلاق سراح ضابط الصف المعتقل من “أمان”، آري روزنفيلد (الذي أطلق سراحه بتأخير واضح ومبالغ فيه ووضع في الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي) في محل الاستهزاء، والادعاء الوقح بأن وضعه أخطر من وضع المخطوفين في القطاع.
ثمة فجوة كبيرة بين قلق الجمهور على المخطوفين الذي يظهره البث التلفزيوني وفي ردود الشبكات الاجتماعية وبين اللامبالاة التي تبثها الحكومة. تحت مبرر الامتناع عن تدنيس يوم السبت، عدد قليل من الوزراء كلفوا أنفسهم بعناء نشر ردود على عودة المخطوفين. من ناحيتهم، كل القضية هل مشكلة جهاز الأمن، الذي تابع رؤساؤه من غرفة العمليات عملية، هي تسلم المخطوفين. إن عدم مبالاة وزراء وأعضاء كنيست كثيرين في الائتلاف حول مصير المخطوفين يشبه الانغلاق الذي يتعاملون به تجاه مسؤوليتهم عن الفشل في المذبحة في 7 أكتوبر. خلافاً لذلك، فإن قيادة الجيش الضباط الكبار يتألمون، ومعظمهم على حق، وأعلنوا عن استقالاتهم في السابق.
الأساس هو حرف الانتباه
وزير الدفاع السابق غالنت الذي أقاله نتنياهو في تشرين الثاني الماضي، أكد في مقابلة مع “أخبار 12” ومع “يديعوت أحرونوت” ما نشر هنا في الوقت الحقيقي، وهو أن نتنياهو عطل متعمداً المفاوضات في أيار الماضي. كان هذا إحباطاً متعمداً استمر حتى نهاية تموز (تخريب خطة بايدن بعد الموافقة عليها)، وحتى أيلول (التسريب لوسائل الإعلام الأجنبية التي استهدفت حرف الانتباه عن قتل المخطوفين الستة على يد حماس في رفح وخلق أزمة مصطنعة حول المطالبة بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا). يتبين من أقوال غالنت أن من هم في محيط رئيس الحكومة اهتموا في أيار الماضي بإبلاغ الوزير سموتريتش عن الحد الأدنى للمخطوفين الأحياء، الذين وافقت إسرائيل على إعادتهم. وإن نشر العدد، 18 فقط، ساعد على تصلب حماس في مواقفها وإثارة الامتعاض لدى الجمهور في البلاد، وخلق تأخير متعمد للمفاوضات. إن نتيجة تأخير بلورة الصفقة حتى الشهر الماضي، شكلت فقدان بعض المخطوفين لحياتهم، بالأساس موت عشرات الجنود في الحرب في القطاع، التي كان يمكن وقفها.
لكن غالنت لم يعد يجلس في الطابق الـ 14 في وزارة الدفاع، ويجلس بدلاً منه الآن الوزير يسرائيل كاتس، الذي يفعل ما يريده رئيس الحكومة. أمس، تطاول غانتس على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال شلومي بندر، الذي وصفته حاشية نتنياهو كمرشح للإقالة في إطار موجة التطهير المتواصلة. وصمم رئيس الأركان هرتسي هليفي قبل نصف سنة على تعيين بندر رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية، رغم التحفظ على أداء لواء العمليات الذي ترأسه في 7 أكتوبر. ولكن نتنياهو وكاتس لا يهتمان بتفاصيل التحقيقات، بل بحرف الانتباه عن إخفاقات الحكومة، الذين بات مشهد المخطوفين العائدين من القطاع يوفر لهم تذكاراً.
كان المبرر هذه المرة ما جاء في تقرير عن أقوال بندر الذي حذر في الفترة الأخيرة في منتدى أمني من أن الدفع قدماً بخطة ترامب، تهجير الفلسطينيين من القطاع، ربما يثير أعمال الشغب في منطقة الحرم وفي الضفة الغربية مع بدء شهر رمضان. هذا تحذير مهني يرتبط بواجب رئيس شعبة الاستخبارات في إطار منصبه. ولكن كاتس أمر هليفي بتوبيخ بندر بذريعة أنه يحظر على الضباط “إصدار تصريحات ضد الخطة المهمة”. قبل بضعة أيام، سئل كاتب في مقابلة مع رجال احتياط عن تجنيد الحريديم، فـأجاب أن هجوم 7 أكتوبر كان “حدثاً محدداً” لا يمكن تكراره، لذلك فمن الجدير عدم استغلاله. لا مناص من الاستنتاج بأن وزير الدفاع في دولة إسرائيل، في فترة حرب، لا يفهم أي شيء في المجال الذي أسند إليه.
في هذه الأثناء، يبدو كأن ترامب نفسه يفحص ما إذا كان عليه البدء في إبعاد نفسه عن الضجة المناوبة التي ثارت حول اقتراح الترانسفير. أمس، قال الرئيس الأمريكي “لا يجب الإسراع نحو الخطة بشأن غزة”. ربما من الأفضل للدكتورة مريام أدلسون، المليارديرة المتبرعة المحببة إليه، أن تشرح له بأن الموضوع الملح الآن هو المخطوفون الإسرائيليون. في الوقت نفسه، يجدر بمكتب نتنياهو تخفيف صفحة الرسائل قليلاً. مبعوثو المكتب إلى الاستوديوهات أصبحوا يقارنون الخطة بإعلان كورش، ويصفونها كحدث بحجم التوراة. قد يظهر هذا مضحكاً قليلاً إذا تنازل ترامب عن الخطة قليلاً، وعاد إلى التركيز على حروبه ضد المتحولين جنسياً ونضاله على إعادة استخدام قشات البلاستيك.
هآرتس 9/2/2025