نتنياهو يأمل في كسب الوقت بـ “دفعة رمضان” ويروج لنضوج “دولة الهدف”
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/نتنياهو-يامل.jpg)
نتنياهو يأمل في كسب الوقت بـ “دفعة رمضان” ويروج لنضوج “دولة الهدف”
بن كسبيت
المعركة على المرحلة الثانية من اتفاق تحرير المخطوفين آخذة في الاحتدام كلما اقترب الوقت من اليوم الـ 42، حين يفترض بإسرائيل البدء بإخلاء محور فيلادلفيا. يتبين أن صور الفظاعة من تحرير الثلاثة المخطوفين، السبت، لا تغير مواقف “المطوقين” الذين يحيطون نتنياهو بشكل جذري: سموتريتش، القلق من ظل بن غفير الذي هجر الحكومة، نشر أمس منشوراً طويلاً وثاقباً ضد تنفيذ المرحلة الثانية، وإن لم يهدد صراحة بالانسحاب من الحكومة.
من الجهة الأخرى، د. مريم أدلسون، المقربة من ترامب والمشاركة في الضغط لإعادة كل المخطوفين الإسرائيليين إلى بيوتهم، أقلعت في طائرتها الخاصة إلى واشنطن. وأفاد مقربون منها بأنها مصممة على ألا يتراجع الرئيس ورجال فريقه وألا يسمحوا للطرفين بإضاعة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وعودة كل المخطوفين إلى البلاد.
في جانبنا، بدأنا بطرح أفكار بديلة: على افتراض أن نتنياهو لن يستجيب ولن يوافق على وقف الحرب أو وقف نار دائم في الانتقال إلى المرحلة الثانية، تحاول محافل مختلفة، بما فيها محافل الأمن أيضاً، تربيع الدائرة: بدلاً من الانتقال إلى المرحلة الثانية، خلق نوع من المرحلة الوسطى تخلو من أي إعلان لنهاية الحرب، لكن تتواصل الدفعات، بهدف إعادة أكبر عدد ممكن من المخطوفين الأحياء إلى البلاد، قبل أزمة أو تفجير الاتصالات.
يرى جهاز الأمن في شهر رمضان المقبل عاملاً قد يشعل المنظومة ويفجر الاتصالات، لكنه أيضاً عامل قد يخلق نوعاً من تأجيل الأزمة. هناك من يسمون الحل المتبلور “دفعة رمضان” كنوع من الاتفاق الانتقالي الذي يجسر بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة، ويحصل حول رمضان ليسمح للطرفين بعبور العيد الإسلامي بسلام. هذا يساعد نتنياهو في كسب الوقت وتمديد المرحلة التي يفترض بها الوصول إلى وقف دائم للنار، وستكون حماس مطالبة، حسب التقدير، بالتعويض بتحرير سجناء ثقال في وقت مبكر أكثر، وربما أيضاً زيادة وتسريع المساعدات الإنسانية.
احتمالات تحقيق “الدفعة الانتقالية” أو “دفعة الجسر” بين المرحلة الأولى والثانية إياها، لا تبدو عالية في هذه اللحظة. في جهاز الأمن من يؤيدون هذا الجهد انطلاقاً من مصلحة واضحة لمواصلة إنقاذ المخطوفين الأحياء بأي ثمن وبكل طريقة. نتنياهو لا يزال يخشى من سقوط حكومته، وهو يعرف بأن مناورة ترامب “النفي الطوعي” تفقد زخمها بسرعة، ويتبين عدم واقعيتها ومن غير المتوقع أن تحصل في المستقبل المنظور. صحيح، في محيط نتنياهو يعرفون بأن احتمالية مغادرة سموتريتش الحكومة عقب بن غفير ليس عالياً، وما دام بن غفير في الخارج سيبقى الضغط على سموتريتش، ونتنياهو غير مستعد للرهان.
ويتبين أن قصة الهجرة أو النفي الطوعي للفلسطينيين في قطاع غزة، والتي رفع ترامب مستواها فجأة في مؤتمر صحافي في واشنطن الأسبوع الماضي، ليست منفصلة تماماً عن الواقع في الميدان. لقد جرى العمل على خطة سرية لتشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعية من قطاع غزة سراً في الأشهر الأخيرة من محافل في إسرائيل.
وعثر في إطار هذه الاتصالات على دولة ثالثة ستكون “دولة هدف” متفقاً عليه للمهاجرين من غزة، وأجرت إسرائيل معها اتصالات وصفت كـ “في الطريق إلى النضوج”.
يشار إلى أن الخطة لم تكن متبلورة أو كاملة، وكان متوقعاً لها مزيد من العوائق الكثيرة، دولية وقانونية، لكن جرى دفعها إلى الأمام سراً – وتقدمت. القنبلة التي ألقاها الرئيس ترامب في المؤتمر الصحافي في هذا الشأن أصابت إسرائيل بالذهول، التي لم تتوقع بأن يأخذ الرئيس الأمريكي على نفسه خطوة من هذا النوع، بل وطالب بالملكية عليها. هكذا أو بشكل آخر، لا تعلق إسرائيل آمالاً كبيرة عليها في هذه اللحظة، سواء بقيادة أمريكية أم إسرائيلية. والأيام ستقول.
معاريف 10/2/2025