في سؤال “المرحلة الثانية”: ترامب “غير مضمون” ونتنياهو يخدع الإسرائيليين وسموتريتش لا يثق فيهما
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/في-سؤال.jpg)
في سؤال “المرحلة الثانية”: ترامب “غير مضمون” ونتنياهو يخدع الإسرائيليين وسموتريتش لا يثق فيهما
ناحوم برنياع
في 8 حزيران 2024 اقتحمت قوة من “الشاباك” و”اليمام” مبنيين في مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع. أربعة مخطوفين: نوعا ارغماني، الموغ مئير غان، اندريه كوزولوف وشلومي زيف، خلصوا تحت نار كثيفة. وقتل مقاتل “اليمام” ارنون زمورا، في أثناء القتال، وسميت العملية بعد موته باسمه. حسب الجيش الإسرائيلي، قتل أكثر من 100 فلسطيني، من مخربي حماس ومواطنين، وحسب حماس قتل 274 وأصيب 700.
كانت عملية لامعة بمعنيي كلمة لامعة. نعرف اليوم بأن المخطوفين اوهد بن عامي، ايلي شرعابي واور ليفي، احتجزوا في الجوار. وقرر المخربون الذين احتجزوهم الثأر. أنزلوا الثلاثة إلى نفق، جوعوهم ونكلوا بهم. عندما نقل الثلاثة إلى طابور النهاية يوم السبت، بدوا كما بدا السجناء في بيرغن – لوزان في يوم التحرير. كانت الصدمة ثقيلة. الطابع الإجرامي والسادي لرجال حماس انكشف بكل وحشيته. يمكنهم لبس بزات وإقامة منصات وإصدار شهادات تحرير وكأنهم جيش شرعي. حين تلوح لهم فرصة، يعودون لما هم عليه – رعاع متعطشون للدم وأبناء موت.
في أثناء الاستعدادات للعملية، طرح سؤال حول ما قد يحصل لمخطوفين آخرين. فليكن واضحاً: لا أدعي بأن قرار تخليص مخطوفين بالقوة كان مغلوطاً أو متسرعاً. أعتزم الإشارة إلى ثقب كبير في الخطاب الجماهيري على تحرير المخطوفين، وفي الواقع في الخطاب على الحرب كلها: استيعاب وجود نتائج مرافقة لكل عملية تنفذها إسرائيل.
منذ بداية الحرب والحكومة تخفي عن الجمهور كامل الثمن: في نظرها، الجمهور ليس راشداً بما يكفي، وليس ناضجاً ليفهم الواقع. السيدة ستروك من الخليل تفهم؛ السيدة كوهن من الخضيرة لا تفهم. كاتس، وزير مع كثير من الفخامة وقليل من فهم الأمن، يوبخ رئيس “أمان” على أنه قدر، في نقاش مغلق، بأن خطاب ترامب بشأن الترحيل ربما يثير معارضة في العالم العربي. إلا يدرك كاتس أن هذا عمل رئيس “أمان”؟ أن من يدس رأسه في الرمل وينتهي بمفهوم مغلوط يقود لـ 7 أكتوبر جديد؟
ينبغي لأحد ما أن يقول لكاتس الحقيقة: أعداء إسرائيل وأصدقاؤها يتابعون وزراء دفاعها عن كثب. ليس جيداً التفكير بأن ليس لوزير دفاعنا ثقة بالجيش، ليس هناك أمن في الحصانة القومية، فهذا يمس بأمن الدولة. قد أخلط بين شيء وآخر من غير جنسه، لكن في السبت الأخير دهشت لسماع أن د. جلعاد بودنهايمر، رئيس خدمات الصحة النفسية في وزارة الصحة، أصدر بياناً يوصي فيه الجمهور بألا يشاهد صور تحرير المخطوفين الثلاثة خشية أن تضر الصور بنفسيتهم. لو اكتفى بالتوصية بعدم تعريض الأطفال للصور لقلنا فليكن، بالكاد، لكن تحذيره كان موجهاً للراشدين أيضاً.
ماذا يحصل هنا؟ بعد سنة وثلث من صافرات الإنذار والتفجيرات، من الغرف الأمنية وغرف الدرج، والصدمات وما بعد الصدمات، والجنازات والثكل، والدمار والخراب، هل يظن أحد ما في الحكومة بأن التهديد الأكبر على عقولنا هو رؤية ثلاثة رجال نحفاء يقتادون إلى منصة في قطاع غزة؟
المجال الأخطر الذي تحاول فيه الحكومة إخفاء الحقيقة عن الجمهور هو المفاوضات على مرحلة ثانية من صفقة المخطوفين. في مقابلتين صحافيتين أعطاهما لنداف ايال في “يديعوت أحرونوت” وليونيت ليفي وعميت سيغال في القناة 12، قارن يوآف غالنت معارضة نتنياهو لصفقة المخطوفين في نيسان – أيار وموافقته على الصفقة في كانون الثاني. وقال جملة كهذه: نتنياهو فضل سموتريتش على بايدن، ولكنه فضل ترامب على سموتريتش.
قد يعطي رئيس الوزراء وزناً مختلفاً للرئيسين: كان بايدن قبل نهاية ولايته. بمفاهيم عديدة، كان إوزة عرجاء. أما ترامب فبدأ لتوه، وبكل قوة. ما ليس معقولاً هنا وأخفي عن الجمهور هو ماذا كان دور سموتريتش في هذه القصة. كيف يمكن لرئيس كتلة مسيحانية، ذات وزن انتخابي قليل، أن تفرق بين حياة وموت 11 مخطوفاً وربما أكثر، فقدناهم بين نيسان وكانون الثاني.
نقترب الآن من المرحلة الثانية للصفقة، ويتواصل الإخفاء والتضليل. ما أقلق نتنياهو أثناء المداولات على المرحلة الأولى، هو الانتقال إلى المرحلة الثانية؛ أي لا يريد الدخول إلى مكان لا يمكنه الخروج منه، وألا يدفع ثمناً على الانتقال بتفكيك حكومته. خوفه من سموتريتش تملكه مرة أخرى. صور المخطوفين الثلاثة الذين تحرروا السبت، أظهرت له، في فندقه في واشنطن، بأن ضغط العائلات وضغط معظم الإسرائيليين لتحرير الجميع سيشتد.
كان ينبغي لأقوال ترامب أثناء الزيارة أن تهدئ من روعه: فقد تحدث ترامب كأن القتال سيستأنف بعد الصفقة، لكنه ليس بايدن: لن يوفر حياة سكان غزة. ستنتهي المرحلة الثانية، ستسلح حماس نفسها من جديد، وستعلن إسرائيل أن حماس تخرق وقف النار، وستدخل إلى غزة من جديد، بإسناد أمريكي.
فما بالك أن نتنياهو قد جاء لمواصلة الصفقة وهو معزز بإنجازات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وبسقوط النظام في سوريا، وبتصفية السنوار، وبتصريحات ترامب. نعم سيسمح لنفسه.
لكن نتنياهو ليس واثقاً بترامب، والأهم أنه ليس واثقاً بأن سموتريتش واثق بترامب. وعليه، ما زال يخفي ويخادع ويعد الجمهور باستمرار التحرير، وبالتوازي يفعل العكس. رئيس الموساد دادي برنياع ورئيس “الشاباك” رونين بار، أزيحا عن الفريق المفاوض. رئيس الموساد هو ابن بيت في قطر؛ ورئيس “الشاباك” في المخابرات المصرية. لغال هيرش، الذي يفترض أن يحل محلهما، لا يملك علاقات ولا مؤهلات. الوسطاء يفهمون هدف الاستبدال جيداً، وسيتصرفون بناء على ذلك. ومثلما قلنا، لكل عمل لحكومة إسرائيل نتائج مرافقة، باستثناء أنهم ينسون قول الحقيقة لنا.
يديعوت أحرونوت 10/2/2025