هآرتس: شرطة إسرائيل تقتحم محلين لبيع الكتب وتعتقل صاحبيهما بذريعة “حيازة مواد تحريضية”

هآرتس: شرطة إسرائيل تقتحم محلين لبيع الكتب وتعتقل صاحبيهما بذريعة “حيازة مواد تحريضية”
اقتحم أفراد من الشرطة، الأحد، فرعين لمحل بيع الكتب Educational Bookshop في شرقي القدس. مر أفراد الشرطة بين الرفوف، استطلعوا العناوين العربية مستعينين بمترجم “غوغل” وصادروا عشرات الكتب وألمحوا إلى أن عدداً مميزاً من “هآرتس” بالإنكليزية ربما يعدّ مادة تحريض، واعتقلوا أصحاب المحلين، محمود وحمد منى. تم الاقتحام والتفتيش استناداً إلى أمر قضائي أصدرته قاضية محكمة الصلح في القدس، حافي توكر.
ورد في طلب الأمر القضائي أن ثمة اشتباهاً بتماثل مع منظمة إرهاب وحيازة مواد تحريض. لكن الشرطة لم تطلب إذن النيابة العامة المطلوب حسب القانون، لفتح تحقيق موضوعه الاشتباه بالتحريض. وعليه، فحين جاءت مرحلة تمديد الاعتقال، تغيرت التهمة إلى “الاشتباه في المس بسلامة الجمهور”. وطلبت الشرطة تمديد اعتقال بائعي الكتب لثمانية أيام على الأقل. والدليل الأكثر إدانة هو كراس ملون للأطفال بعنوان “من النهر إلى البحر” – وجد في مخزن الدكان نسخة واحدة منه. وبالمناسبة، يمكن شراء نسخة هذا الكراس من أمازون بـ 4.99 جنيه إسترليني.
القاضي جاد أرنبرغ من محكمة الصلح في القدس، رد طلب الشرطة لكنه قرر تمديد الاعتقال ليوم واحد لغرض استمرار التحقيق. قاضي المحكمة المركزية إيلي ابربنال، وبخ الشرطة على أنها لم تتلق إذناً للتحقيق بالتحريض، لكنه قرر عدم التدخل في قرار محكمة الصلح، وبقي الاثنان ليلة أخرى في المعتقل. هكذا، بسبب سلوك ذي نزعة قوة وغير ديمقراطي من الشرطة وجبن أو سذاجة القضاة، تم احتجاز محمود وأحمد ليلتين في المعتقل. وتعاظمت السخافة أكثر من ذلك عندما تبين، بعد أن أفرج عنهما أمس، بأن الشرطة لم تتكبد على الإطلاق عناء التحقيق معهما مرة أخرى، رغم تمديد الاعتقال.
Educational Bookshop ليست “مجرد” محل كتب، هي مؤسسة مقدسية فاخرة. لا يوجد دبلوماسي، صحافي أو باحث في القدس، إلا ويعرف هذا المحل، بكنوز الثقافية التي فيه. والدليل امتثال ممثلين دبلوماسيين لتسع دول وللاتحاد الأوروبي لمداولات محكمة الصلح.
الاقتحام والاعتقال دليل على عمق العفن المستشري في الشرطة وفي جهاز القضاء. على المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، أن توضح للشرطة بأن سلوكها غير قانوني، وأنهم إذا كانوا يسعون إلى فتح تحقيقات بالتحريض – يمكنهم أن يجدوا في الشبكات الاجتماعية وفي مقابلات صحافية مع سياسيين وفي مواعظ الحاخامين، آلاف الدعوات للقتل الجماعي وسحق غزة والتجويع، ولباقي جرائم الحرب.
مع ذلك، من يريد البحث عن بقعة ضوء في هذه القضية، سيجدها في وصول عشرات الإسرائيليين إلى محل الكتب ذاته لشراء الكتب تعبيراً عن تضامنهم، على الرغم من كل هذا التحريض ونزع الشرعية والأكاذيب في اليومين الأخيرين
أسرة التحرير
هآرتس 12/2/2025