«سخط وغضب» في الوسط الفني المغربي بسبب «تكرار الوجوه نفسها» في التمثيل والموسيقى
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/سخط-وغضب.jpg)
«سخط وغضب» في الوسط الفني المغربي بسبب «تكرار الوجوه نفسها» في التمثيل والموسيقى
عبد العزيز بنعبو
الرباط – احتج عدد من الفنانين المغاربة على «الاقصاء والتهميش» مباشرة بعد الكشف عن محتوى الأعمال درامية التي ستقدمها القنوات التلفزيونية المحلية خلال شهر رمضان المقبل، واتهمت تلك المسلسلات أو «السيتكومات» بـ «تكرار الوجوه والأسماء نفسها»، إلى جانب «اقحام أشخاص لا علاقة لهم بالتمثيل أو بمختلف المهن المرتبطة بالدراما أو الكوميديا».
الرأي العام بدوره كان له موقف من هذا الاحتجاج الفني، وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض الفنانين سيظهرون في أكثر من عمل وفي كل القنوات التلفزيونية، في حين يتواصل غياب أسماء ووجوه أخرى اشتاق لها المشاهد.
المنتجون من جهتهم يبررون اختياراتهم بمعايير «الشعبية» و»الاقبال الجماهيري» و»النجاح في جلب المشاهدين»، وهو الرأي نفسه الذي يقولونه عن اختيار بعض المؤثرين لتشخيص أدوار في أعمالهم الدرامية أو الكوميدية.
«تكرار الوجوه» يشمل حتى المهرجانات والحفلات الموسيقية، وفق ما أكده بعض المطربين من جيل الرواد أو جيل الشباب، بل تجاوز الأمر ذلك إلى الحديث عن تفضيل الفنان «الأجنبي» على «الفنان المحلي»، فيما أشار بعضهم إلى «غياب كامل للاهتمام بالوضع المعيشي والمهني للموسيقيين والمطربين المغاربة» مقابل «إعطاء الأولوية للموسيقي والمطرب القادم من الخارج».
وفي رأي غالبية النقاد ومعهم عدد كبير من المهنيين، فإن مسألة تكرار الوجوه، سواء في الأعمال التلفزيونية أو في المهرجانات الموسيقية، جزء من أزمة المشهد الفني في المغرب في ظل «الارتجال» وعدم الانضباط للقانون المنظم لمهن فنون العرض.
وفي رأي الفنان عادل بوعواد فإن «حالة السخط» في الوسط الفني المغربي تحولت إلى «ظاهرة»، بعد أن «تعالت أصوات فنانين شباب ورواد في مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات غاضبة تعبر عن استياء عميق من الوضع الحالي».
وأكد الرئيس المؤسس لفرقة «بابل» الموسيقية المغربية في تصريح لـ «القدس العربي»، أن عددا كبيرا من الفنانين «ينشرون تدوينات ومقاطع فيديو يعبرون من خلالها عن تذكرهم واستيائهم بسبب الاقصاء الذي يطالهم من المشاركة في المهرجانات الوطنية ونقص فرص الشغل وعدم المساوات وغياب تكافؤ الفرص».
وأضاف بوعواد أن هذا الوضع جعلهم «يتساءلون عما يجري في المشهد الفني الذي اتضح جليا أنه هش جدا في جائحة كورونا عندما وجد الفنان نفسه يصارع أمواج الحاجة والعوز في غياب ترسانة قانونية تحفظ كرامته».
وقال الفنان عادل بوعواد إن تفسيرات «الاقصاء والتهميش تتضارب»، هناك من «يختزلها في ظاهرة السمسرة التي يعرفها القطاع، وجزء آخر من الفنانين يعتبرها صراع أجيال»، فيما «فئة ذهبت لأبعد من ذلك واعتبرت الوضع مؤامرة وتفضيلا للفنان الأجنبي عن المحلي».
وحسب رئيس فرقة «بابل» لموسيقى الروك، فإن «كل تلك التساؤلات لم يجد لها الفنان المغربي أجوبة إلى حدود الساعة»، وذلك في «انتظار انصاف الابداع المغربي».
ووصف الفنان عملية العرض والطلب بـ «المستنقع» الذي يسبح فيه الفنان مضطرا ليبيع منتجه الفني بثمن بخس طمعا في المشاهدات، بل هناك من لم يجد غير «تيك توك» لجني بعض المال الشيء الذي تسبب في تفاقم الوضع وأختلط الحابل بالنابل، ليجد الفنان نفسه في وسط دوامة «ظاهرة المؤثرين» و»التفاهة»، ويتحول إلى مادة للتشهير وتقزيم وضعه الاعتباري وتبخيس قيمته الفنية وتاريخه الإبداعي.
وشدد بوعواد على أن «المغرب يزخر بكفاءات وطاقات خلاقة هائلة تحتاج الى الرعاية»، وتمنى في الأخير أن «تتوفر ارادة سياسية قوية ووعي بقيمة الفن لكي نتدارك ما يمكن تداركه لتمرير المشعل للأجيال القادمة».
«القدس العربي»: