تحقيقات وتقارير

مؤشرات على تحركات لأعضاء في حزب البعث المحظور في العراق… والأنظار تتجه صوب أربيل

مؤشرات على تحركات لأعضاء في حزب البعث المحظور في العراق… والأنظار تتجه صوب أربيل

مشرق ريسان

عبر رئيس إقليم كردستان العراق، عن استغرابه من تصريحات إياد علاوي بشأن وجود مقر لحزب البعث في أربيل، مؤكدا أن الحزب محظور وفق القانون ولا صحة لفتح مقرٍ له بالإقليم.

بغداد ـ  في الوقت الذي تحدث فيه سياسيون ومراقبون للشأن السياسي العراقي، عن تحركات لأعضاء في حزب «البعث» المحظور، داخل الأراضي العراقية، وتحديداً في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، رغم نفي السياسيين الأكراد هناك تلك الأنباء، مدافعين عن التزامهم بالدستور والقوانين العراقية التي تحظر على هذا الحزب مزاولة أيّ نشاط سياسي في البلاد، تؤكد مصادر أخرى وجود قيادات «بعثية» في كردستان، وأن الحزب بدأ يوسّع نشاطه في العراق.
الأسبوع الماضي، نفى مقر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، تصريحات أدلى بها السياسي العراقي المخضرم إياد علاوي، بشأن افتتاح مقر لحزب البعث المحظور في إقليم كردستان العراق، فيما برر الأخير تصريحه أنه جاء مجتزأً من كلمة له أثناء إعلانه تشكيل «التجمع المدني الوطني العراقي» بزعامته.
وجاء في البيان: «أدلى أياد علاوي خلال إعلان تجمع سياسي، بمزاعم حول فتح فرع لحزب البعث في كردستان».
وأضاف: «من هنا نؤكد على أن أبواب كردستان وأربيل مفتوحة أمام جميع المواطنين العراقيين للعيش بحرية، لكن ما ذكره علاوي بشأن افتتاح فرع لحزب البعث في كردستان ليس له أساس من الصحة، ونعلن في الوقت ذاته، أن مثل هذه التصريحات موضع استغراب شديد وتثير علامات استفهام حول أسباب إطلاق مثل هذه التصريحات المغلوطة».
كذلك، عبر رئيس إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، عن استغرابه من تصريحات السياسي إياد علاوي بشأن وجود مقر لحزب البعث في أربيل، مؤكدا أن الحزب محظور وفق القانون العراقي ولا صحة لفتح مقرٍ له بالإقليم.
وأوضح بارزاني للمحطّة الرسمية، أنه «بصراحة ما حصل من تصريح من أياد علاوي سوء فهم ونحن مستغربين جدا من هكذا تصريحات»، وفأد بأن «حزب البعث، وبموجب الدستور العراقي الذي نلتزم به، هو حزب منحل، ويحظر أي نشاط فكري أو تنظيمي له في أي منطقة من العراق، بما في ذلك إقليم كردستان».
وشدد على أن «إقليم كردستان ملتزم بجميع الأنظمة والقوانين المطبقة في العراق»، مشيرًا إلى أن «هكذا تصريحات لا أساس لها من الصحة، ونرفضها رفضًا قاطعًا».
وعقب بيان مقرّ بارزاني، أصدر مكتب علاوي بياناً مقابلاً أشار فيه إلى أنه «تابع ما تم تداوله مؤخراً من مقطع مجتزأ لكلمة علاوي بشأن مزاعم افتتاح مسعود بارزاني لمقر لحزب البعث في أربيل، ما أدى إلى تفسير غير دقيق لمقصده».
وبيّن، أن «علاوي كان يشير في كلمته إلى نفي هذه الادعاءات التي انتشرت مؤخراً حول وجود مقرات لحزب البعث في إقليم كردستان»، مؤكدا «عدم صحتها بشكل قاطع، إلا أن استقطاع حديثه أخرج الكلام عن سياقه مما تسبب في سوء فهم».
ووفق البيان فإن «علاوي يكن كل التقدير والاحترام لمسعود بارزاني الذي كان في طليعة من قاوموا النظام السابق»، مؤكداً أهمية «الدقة والمسؤولية في نقل التصريحات وتجنب الاجتزاء الذي قد يؤدي الى إثارة الجدل دون مبرر».
ووسط ذلك، خاطب الخبير الأمني العراقي، فاضل أبو رغيف، رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بتسليم «ستة بعثيين» قال بأنهم ارتكبوا جرائم بحق العراقيين، على رأسهم المطلوب الأول، طاهر جليل الحبوش، الذي كان رئيساً لجهاز المخابرات، خلال فترة النظام البعثي.
وكتب أبو رغيف «تدوينة» جاء فيها: «ارتكب البعثيون أشنع الجرائم التي طالت الشعب العراقي، ومنهم الأخوة الكرد الأحبة، والآن يتواجدون على أرض الإقليم سيما بأربيل، ستة من المطلوبين بهذه الجرائم وغيرها، ويقف على رأسهم المطلوب الأول، طاهر جليل الحبوش».
وأضاف مخاطباً بارزاني: «أتمنى عليك صادقاً وصوناً لدماء أهلك أن تبادر لتسليمهم بأسرع وقت، لأنهم مطلوبون، والدماء لا تشوبها المجاملات ولا تصاب بالتقادم، والدماء تفور فارغة إلى ربها تطلب الثأر والانتصاف ممن سفكها».
وتعزيزاً لما أورده أبو رغيف من معلومات تفيد بوجود قيادات بعثية في الإقليم الكردي، كشف عضو «تحالف الأنبار»، عبد الستار الدليمي، عن وصول قيادات من حزب البعث إلى الأردن ومنها إلى محافظة أربيل شمال العراق.
وفي تصريحات لمواقع إخبارية مقربة من «الإطار التنسيقي» الشيعي، ذكر الدليمي أن «عددا كبيرا من قيادات حزب البعث المقبور وصلوا إلى الأردن ومنها إلى محافظة أربيل شمال العراق، لحضور أول مؤتمر للحزب، بعد ساعات من لقاء جمع مسؤولين أردنيين مع قيادات الحزب المقيمين في الأردن للتشاور في آلية تسهيل مهمة حركة قيادات الحزب المقبور وتنقلهم من دول إلى أخرى، بعد السماح بعودة نشاطات حزب البعث على الأراضي الأردنية وبدعم أمريكي».
وأضاف أن «عمان شهدت لقاءً ثلاثياً جمع شخصيات أمريكية وأردنية وكردية وعراقية، لتنسيق المواقف والخروج برؤى ثابتة حول توفير الدعم لتغطية الاجتماعات والفعالية التي يقيمها الحزب المقبور في الأردن وشمال العراق وبلدان أخرى»، مبينا أن «أمريكا أعطت الضوء الأخضر لتسهل حركة قيادات الحزب المقبور دون أي قيود أو شروط، في مخطط تقوده أمريكا لزعزعة أمن واستقرار العراق لدواع باتت معروفة لدى الجميع».
وتأكيداً لأنباء تحركات الحزب المحظور، أقر الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة العراق، محمد دبدب، والذي كان قيادياً في حزب «البعث»، بـ«وجود تنظيمات فاعلة لحزب البعث في العراق وفي غالبية الدول العربية والغربية».
وقال في تصريحات لموقع «رووداو»: «نعم، هناك نشاط وتنظيم فاعل بقوة لحزب البعث في العراق، لكنه تنظيم سري، كما توجد تنظيمات بعثية في البلدان العربية والغربية»، موضحاً أن «أي دولة يوجد فيها جالية عراقية، فهذا يعني وجود تنظيمات بعثية فيها».
ونفى دبدب «وجود أي مقرات أو فروع علنية في أي محافظة أو مدينة عراقية أو في إقليم كردستان لحزب البعث، خشية من التنكيل بهم»، مضيفاً: «في تاريخ الدول الأخرى، لا تمتد الفترات الانتقالية طويلاً حتى تعود الحياة السياسية إلى استقرارها، لكن ما حدث ويحدث في العراق، وبعد 21 سنة من تغيير النظام، نشهد عدم الاستقرار أو منح الحريات السياسية، فالسلطات ما تزال تتخذ إجراءات عقابية قاسية ومبالغاً فيها ضد البعثيين السابقين، متسترة بقانون اجتثاث البعث، الذي لا يعاقب البعثي فقط، وإنما يعاقب عائلته ويحرمها من مصدر معيشتها، بالحرمان من الراتب التقاعدي، وهو حق قانوني معمول به في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مصادرة بيت السكن».
وشدد على أن: «قانون اجتثاث البعث سيف مسلط على كل من لا يتفق مع سياستهم».
وتساءل القيادي السابق في حزب البعث: «كيف لنا أن نتصور العمل العلني لحزب البعث في العراق، وأعضاؤه قد تعرضوا للاغتيالات والاختطاف والتنكيل بهم؟».
وأكد أنه «لو توفرت حياة ديمقراطية حقيقية، وحسب اعتقادي، ربما يترشح الحزب للانتخابات، لكن من المستحيل أن يتحقق ذلك في مثل هذه الظروف، فما يزال هناك سياسيون عراقيون، وفي مواقع رفيعة، يشعرون بالخوف من الحزب».

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب