الصحافه

في “صورة مفزعة .. الاقتصاد الإسرائيلي يفقد عجلة نمو الذكاء الاصطناعي: لا دولة دون “إنتل”

في “صورة مفزعة .. الاقتصاد الإسرائيلي يفقد عجلة نمو الذكاء الاصطناعي: لا دولة دون “إنتل”

فقدَ سهم “إنتل” أمس في أثناء التداول في “وول ستريت” أكثر من 5 في المئة من قيمته، وبذلك هو يكمل انخفاضاً بنحو 50 في المئة في السنة الأخيرة. هذه ليست أنباء طيبة للاقتصاد الإسرائيلي الذي يفقد قاطرة نموه في السنوات الأخيرة.
التكنولوجيا العليا هي قاطرة نمو الاقتصاد الإسرائيلي. هذه هي إحدى المسلمات الأهم في إسرائيل والعالم، و”إنتل” محرك مهم لتلك القاطرة. كل هذا يعيش اضطراباً الآن. ثمة صورة مفزعة تبرز من أحاديث مع رجال في صناعة التكنولوجيا العليا: إسرائيل ليست جاهزة لثورة الذكاء الاصطناعي، وقصة “إنتل” التي يتركز عليها كل اهتمام التكنولوجيا الإسرائيلية قد تكون هي القصة.
لفهم مكانة “إنتل” في الاقتصاد الإسرائيلي، علينا النظر إلى الأرقام. في العام 2022 الذي شهد ذروة عمل “إنتل”، صدرت إسرائيل إلى الخارج منتجات وخدمات بمقدار 9 مليار دولار شكلت في حينه 5.5 في المئة من عموم تصدير التكنولوجيا العليا الإسرائيلي، وهذا كثير.
مراقب الدولة يحذر
“يجدر بالذكر أن قصة إنتل أكبر بكثير من قصة التصدير المبهرة. “إنتل” تغذي غير قليل من الإسرائيليين في الدوائر الأولى والثانية والثالثة لمعطيات الخدمات، والموردين، وهكذا دواليك. لقد علمت “إنتل” الإسرائيليين كيف تعمل شركة أمريكية دولية، وكيف تفكر بالمقاييس اللازمة لتصبح لاعباً مهماً في العالم. وبالفعل، خريجو “إنتل” مفتخرون في كل عوالم التكنولوجيا المحلية. لقد فوتت إسرائيل فرصة تنوع تعلقها بمصادر غير “إنتل”، وعليه فإن مخاطرة “إنتل” هي مخاطرة إسرائيل”، يقول حن هرتسوغ، من شركة الاتصالات BDO.
منذ زمن بعيد، نشر مراقب الدولة تقريراً أشار فيه إلى انعدام استعداد إسرائيل لثورة الذكاء الاصطناعي. معنى عدم الاستعداد هذا، يبين حرجاً للاقتصاد الإسرائيلي. مراقب الدولة وجد أن لجنة في وزارة الحداثة قررت في العام 2023 بوجود حاجة عاجلة لتمويل عالم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 5 مليار شيكل، وذلك من أجل إنتاج نوع من المجال يقلل تعلق الاقتصاد الاسرائيلي بـ “إنتل”. ووجد المراقب أن ملياراً واحداً فقط خصص من أصل 5 مليار شيكل، ولم يتحقق من هذا المليار إلا 400 مليون شيكل فقط.
يفوتون الثورات
في العام 2023 كان موضوع الذكاء الاصطناعي في مهده، وكان يمكن خلق هذا المجال الاقتصادي، بحيث إذا ما نضجت التكنولوجيا يكون هذا متصدراً للمجال، لكن هذا لم يحصل، وهو ما يبدو واضحاً أيضاً في ترتيب إسرائيل في المدرجات الدولية. فمثلاً، وجد جدول أوكسفورد أن إسرائيل تدهورت من المرتبة 35 إلى المرتبة 68 من بين 193 دولة في قدرة استيعاب وتصدر عوالم الذكاء الاصطناعي، أو الأدق ما وجد تعبيره في “استعداد الدولة” بين الأعوام 2020 – 2023.
مهما يكن من أمر، فوتت “إنتل” ثورة الخلوي، وفوت الاقتصاد الإسرائيلي معها تلك الثورة إياها. والآن، تتخذ “إنتل” خطوات أخيرة لملاحقة الوتيرة في عوالم الذكاء الاصطناعي، وإسرائيل كدولة وكاقتصاد تتدهور معها. توجد “إنتل” -على الأقل حسب منشورات مختلفة في الولايات المتحدة- كوحدة واحدة أو كأجزاء قبيل البيع، وهذا يبقي إسرائيل دون واحدة من المقطورات الهامة في الاقتصاد المحلي؛ إذ ليس واضحاً ما الذي سيرغب فيه المشتري الجديد، وأين سيرغب في تحديد مكان المشاريع الجديدة، وكذا دواليك. لم يفكر أحد تصل “إنتل” إلى نهاية طريقها – ستبقى، لكن يبدو أن إسرائيل الآن فوتت ثورة الذكاء الاصطناعي، ما يجسد ضربة غير بسيطة للاقتصاد المحلي في سياق الطريق.
نيتسان كوهن
إسرائيل اليوم 26/2/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب