الصحافه

إسرائيل: الاعتراف بالدولة الفلسطينية تجاهل للقانون الدولي.. وسنضم الضفة والغور

إسرائيل: الاعتراف بالدولة الفلسطينية تجاهل للقانون الدولي.. وسنضم الضفة والغور

أمنون لورد

قبل نحو أسبوعين، نشر روب مالي وحسين آغا مقالاً في “الغارديان” البريطانية ادعيا فيه بأن الوضع يلزم بالعمل بأفضلية أولى بإنهاء الحرب. يفهم من أقوالهما أن اعتراف حكومتي بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطينية سيضر هدف إنهاء الحرب. “هذه الخطوة منقطعة بشكل مطلق عن الواقع، وفي تضارب مع أهدافها المعلنة… هذا لن يدفع الطرفين قدماً لحل الدولتين”. مالي وآغا متماثلان مع الفلسطينيين، وبالتأكيد ليسا من اليمين الصقري.

لكن أمس، انضمت أستراليا أيضاً إلى تلك الدول المميزة – فرنسا، كندا وبريطانيا، حين أعلن رئيس الوزراء بأن حكومته ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. النتيجة الخطيرة هي النتيجة ذاتها – إبعاد إنهاء الحرب وما تسميه إسرائيل “جائزة لحماس” أو للإرهاب.

بكلمات أبسط: تحولت منظمة إرهاب إلى جيش هاجم إسرائيل ببربرية لم يشهد اليهود مثيلاً لها منذ المحرقة. الجيش الإسرائيلي يعمل قرابة سنتين كي يحسم ويحيد منظمة الإبادة الجماعية هذه. لكن المشاهد القاسية، بما في ذلك الصور المزيفة، تقنع بعضاً من زعماء الدول التي تسمى متنورة بالانتقال إلى طرف حماس. إذ لا سبيل آخر لوصف الخطوات السياسية التي أعلنوا عنها للاعتراف بدولة فلسطينية. هذه ليست مجرد خيانة لإسرائيل، بل تأييد من حكومات اليسار في العالم الغربي لمنظمة حماس والمذبحة التي ارتكبتها في 7 أكتوبر. وانضم إلى المعرض المستشار الألماني ميرتس، الذي منح هو الآخر ريح إسناد للإرهاب بإعلانه حظر سلاح جزئياً ضد إسرائيل.

حشروا إسرائيل في الزاوية

تلك الدول، بمعونة الأحداث الداخلية في إسرائيل ضد الحكومة، خفضوا دوافع حماس بالوصول إلى وقف نار وتحرير المخطوفين. من جهة أخرى، الوضع السياسي الخطير حشر إسرائيل في الزاوية. لا مفر لإسرائيل غير الخروج إلى عملية عسكرية تحسم حماس، ولا – مخربو حماس سيواصلون الاستمتاع بوقف نار قسري على إسرائيل ولن يعيدوا المخطوفين إلى أن تقدم إسرائيل تنازلات سيكون معناها استسلاماً مطلقاً.

إن الاعتراف بدولة فلسطينية يعتبر أيضاً إباحة دم ليس فقط بالنسبة لإسرائيل بل لليهود في تلك الدول الغربية مثلما قد نرى في كثرة العنف اللاسامي. في أستراليا اتخذت الحكومة والسلطات المرة تلو الأخرى إجراءات ألمحت للمسلمين ولليساريين الراديكاليين بأن أعمالاً ضد اليهود وضد إسرائيليين في أستراليا هي بمثابة منطقة صيد حر. هكذا حصل في حينه أيضاً عقب حظر دخول آييلت شكيد إلى أستراليا.

اعتراف لا يحل الجوع

هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام هي تجاهل مطلق من تلك الحكومات للواقع وللقانون الدولي. عضو برلمان لها صديق في غزة، قالت لها هاتفياً إن الناس يبحثون عن الطعام، وقد لا يجدون ما يأكلونه قريباً. وها هي عضو البرلمان إياها اعتقدت أن الرد المناسب على وضع التغذية لتلك المرأة هو اعتراف بدولة فلسطينية. ليس للفلسطينيين بنية تحتية حكومية وسياسية يمكن الاعتراف بها كدولة. عندما أُعطوا أرضاً إقليمية وإمكانية للحكم، أثبتوا بأن الكيان الحكومي الذي نشأ أصبح مفعماً بعدوانية بربرية.

إن عدوانية حماس المجنونة موجهة أيضاً ضد السكان الذين يعيشون في غزة. لا يمكن للخبراء أن يتذكروا أي جسم حكومي في التاريخ استخدم واستغل الناس الذين يخضعون لحكمه كلحم للمدافع، بهذا الشكل المعيب.

هم بالتأكيد يحظون بتأييد صحف معينة في إسرائيل، أو بتأييد منظمة إنسانية مثل “أطباء من أجل حقوق الإنسان”. وحتى كُتّاب ومغنيات فقدوا البوصلة. إسرائيل ستكون ملزمة، إضافة إلى العملية العسكرية الاضطرارية في غزة، إلى اتخاذ خطوات من طرف واحد، مثل فرض السيادة في المناطق “ج” في “يهودا والسامرة” وفي الغور.

إسرائيل اليوم 12/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب