واختلطت الأوراق.. صيغة “الأسير البطل” عماد العدوان “تزحف” بين الأردنيين: “فبركات” إسرائيلية وتحذيرات من “حماس”

واختلطت الأوراق.. صيغة “الأسير البطل” عماد العدوان “تزحف” بين الأردنيين: “فبركات” إسرائيلية وتحذيرات من “حماس”
بدأت قضية اعتقال عضو مجلس النواب الأردني عماد العدوان ومرافقين له تأخذ منحنيات منعرجة جدا سياسيا وأمنيا في الوقت الذي اختلطت فيه الأوراق تماما بانتظار نتيجة لقاء يفترض أن يعقد ظهر الإثنين بين النائب الموقوف والمودع لدى جهاز الشاباك الإسرائيلي وبين السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي.
وتختلط الأوراق السياسية أكثر بسبب عدم وجود رواية رسمية مقنعة حول ظروف وملابسات عملية اعتقال العدوان واحتجاز سيارته من جهة الجيش الإسرائيلي وسلطات الجمارك لا من الحكومة الأردنية ولا من الجانب الإسرائيلي حتى عصر الاثنين.
وكانت إسرائيل قد اتهمت النائب عماد العدوان بمحاولة تهريب كمية كبيرة من الأسلحة بينها أكثر من 160 مسدسا وأكثر من 30 بندقية طويلة إضافة إلى نحو 100 كيلو غرام من مادة الذهب.
ولم تقدم السلطات الإسرائيلية ما يقنع الأردنيين رسميا وشعبيا بحيثيات تلك الحادثة المزعومة.
لكن جميع المؤسسات الأمنية والسياسية الأردنية منشغلة إلى حد كبير بمتابعة ملامح أزمة جديدة وحساسة مع إسرائيل بعد احتجاز سيارة العدوان واعتقاله، فيما بدأت تصدر الأدبيات الشعبية والشعبوية التي تعتبر النائب العدوان بطلا وطنيا في إطار محاولته تهريب الأسلحة إلى فلسطين المحتلة وبصرف النظر عن الخلفيات مهما كانت.
وسبق النائب خليل عطية الجميع بدعوته لحراك رسمي فوري.
وطالب عضو البرلمان أندريه الحواري بالإفراج عن زميله البطل عماد العدوان.
ولم يصدر بيان عن رئاسة مجلس النواب بعد.
ويبدو أن فبركات وتسريبات إعلامية إسرائيلية تتقصد خلط الأوراق بنفس الوقت عبر إدخال بعض قادة حركة حماس في سياق الجدل حول المسألة، حيث تصريح منسوب عبر منصات التواصل لرئيس الحركة إسماعيل هنية ينتقد فيه حكومة الأردن لتقصيرها في تأمين الإفراج عن النائب العدوان.
وهو تصريح رد عليه الناطق باسم حركة حماس عزت الرشق بوضوح واصفا إياه بأنه مفبرك ونافيا بأن يكون “المجاهد هنية” قد أدلى بأي تصريح له علاقة باعتقال إسرائيل للنائب العدوان.
وطالبت عائلة العدوان سلطات البلاد بالتدخل وبقوة للإفراج عن ابنها فيما بدأت منصات التواصل تحديدا تعبر عن عملية خلط الأوراق بصورة حساسة عبر استعادة سلسلة من المؤثرات من الأرشيف في الماضي.
وبين تلك المؤثرات عملية إطلاق نار مفترضة من أبناء قبيلة العدوان التي تقيم واجهتها في منطقة الأغوار بالقرب من فلسطين المحتلة.
وتبين لاحقا أن العملية تعود لأحداث في الماضي ولا صلة لها بالحدث الأخير.
وبين مقتضيات الأرشيف خطابات تحت قبة البرلمان للنائب العدوان تعيد إنتاج صورته كبطل أصبح الآن أسيرا بالنسبة لشرائح واسعة في المجتمع الأردني بالرغم من كل محاولات التشويش الإسرائيلية، وبينها خطاب ينتقد فيه العدوان أداء حكومته في مناصرة الشعب الفلسطيني ويقول بصوت مرتفع إن شعب فلسطين المقاوم لا يحتاج لمساعدات طبية.
بالمقابل تواصل المؤسسات الأردنية عملها الدؤوب لاحتواء هذا الملف المتدحرج فينما يصدر تصريح غريب يتقصد التشويش عن وزارة خارجية الكيان تصور فيه بأن إسرائيل لا تلقي باللوم في ملف العدوان على الحكومة الأردنية بأكملها مما يوحي بسيناريو اللوم على جزء غامض من الحكومة الأردنية.
“القدس العربي”: