انحياز الإدارة الأمريكيّة إلى إسرائيل لن يجلب الاستقرار للشرق الأوسط…

انحياز الإدارة الأمريكيّة إلى إسرائيل لن يجلب الاستقرار للشرق الأوسط…
بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب.
بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ أيدت أمريكا و معظم الدول الأوروبية إسرائيل في شنّ الحرب على غزة و الانتقام من
حركة حماس، التي خططت و نفذت من خلال طوفان الأقصى هجوماً على القواعد الإسرائيلية، فقتلت و أسرت العديد
من الإسرائيليين…
قدّمت أمريكا و العديد من الدول الأوروبية، مُساعدات لا محدودة لإسرائيل، من أموال و أسلحة حديثة و دعماً
استخباراتيّاً و لوجستياً، و أمام صمت العالم، و بالخصوص الدول العربيّة و الإسلامية، أمام هذا الغزو الصهيوني
الهمجيّ، تطوّرت الحرب إلى إبادة جماعيّة للشعب الفلسطيني الأعزل أمام أعيُن العالم، في الوقت الذي وجدت الأمم
المتحدة نفسها عاجزةً على إيقاف تدمير القطاع و تقتيل مُتعمَّد للأطفال و النساء و الشيوخ..
تدخّل الرئيس المُنتخب ترامب، قبل تولّيه السلطة، و اتفق مع الكيان الإسرائيلي، على وقف الحرب و فسح المجال أمام
الوسطاء للسير في سبيل اتفاقية تبادل الأسرى..
صرّح ترامب، قبل و بعد تسلّمه الحكم، بأنّه سيعمل على إخماد نيران الحرب و تغيير وجه الشرق و جعله يعيش في
أمن و استقرار..فقد قال ترامب إنه سيوقف ما وصفها بالفوضى في الشرق الأوسط، كما سيوقف الحرب في أوكرانيا
ويمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة، دون أن يُفصح عن كيفية القيام بكل ذلك.
في نهاية يناير الماضي، وبعد أيام من تنصيبه رسميا، أفصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته الرّامية إلى
تهجير الغزيين من أراضيهم بحجة أنها أصبحت مدمَّرة وغير قابلة للعيش، نحو أراضٍ لائقة في دول عربية مجاورة
على رأسها مصر والأردن، زاعما أن خطته سوف تلقى ترحيبا من أهالي غزة الذين سيكونون "سعداء للغاية" لمغادرة
القطاع المحاصر والمهدَّم نحو أماكن أخرى"..
من الملاحظ أنّ رئيس أكبر دولة في العالم يتناقض في كلامه، ففي الوقت الذي أعلن فيه أنّه يعمل على تحقيق السلم و
الأمن و الاستقرار في الشرق الأوسط، يعود فيَتحدّث عن تهجير الفلسطينيّين من أرضهم و وطنهم؛ علماً أنّ الاستقرار
في المنطقة لن يتأتّى إلّا بحلّ القضية الفلسطينيّة التي هي جوْهر القضايا، و دون تسويتها، لن تعرف المنطقة أي
استقرار، لم يُدرك الرّئيس الأمريكي أنّه في حالة عدم تقرير مصير الفلسطينيّين، بإقامة دولتهم المستقلة و عاصمتها
القدس، فلن يكون هناك لا سلم و لا أمن و لا استقرار في الشرق الأوسط…