تحقيقات وتقارير

صحيفة عبرية: جهات في البيت الأبيض تتهم إسرائيل بمحاولة تخريب المحادثات بين واشنطن وحماس

صحيفة عبرية: جهات في البيت الأبيض تتهم إسرائيل بمحاولة تخريب المحادثات بين واشنطن وحماس

الناصره /وديع عواودة

بالتزامن مع تهديد ووعيد الإدارة الأمريكية بـ”الجحيم” على حماس، تتواصل المداولات المباشرة بين الطرفين مما يبعث على التساؤل عن معنى الفجوة بين الأقوال في الإعلام والأفعال على الأرض. في الوقت ذاته، يُكشف النقاب اليوم الجمعة عن اتهامات أمريكية لإسرائيل بمحاولة تخريب هذه المداولات.

وبعد الكشف عن القنال السري بين المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بوهلر وقادة من حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة، قال الأخير أمس إن الرئيس الأمريكي ترامب حوّل الموضوع إلى أولوية قصوى. وتطرق بوهلر بشكل خاص للأسرى ذوي الجنسية الأمريكية، فقال: “نحن نشرع في مرحلة جديدة ليس مقبولا فيه احتجاز مواطنين”.

جاءت أقوال بوهلر على خلفية لقاء ترامب مع عدد من المفرج عنهم الإسرائيليين داخل البيت الأبيض في لقاء انتهى بتهديد جديد لقادة حماس،  قال فيه ترامب إن “هذا هو الوقت لمغادرة غزة طالما كان لديكم فرصة”.

وفي تغريدة كتبها ترامب بعد اللقاء المذكور، توجه لأهالي غزة قائلا: “ينتظركم مستقبل جميل ولكن ليس عندما تحتجزون مخطوفين. ففي مثل هذه الحالة ستموتون. اتخذوا قرارا حكيما وأفرجوا عن الرهائن الآن أو سيكون الجحيم”.

في المقابل، حذّر الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة من مغبة معاودة العدوان على غزة التي من شأنها قتل الرهائن.

في ظل الكشف عن القنال السري المباشر بين الولايات المتحدة وحماس، تنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم الجمعة عن مصادر أمريكية رسمية قولها إن إدارة ترامب تتهم إسرائيل بمحاولة تخريب المداولات المذكورة من خلال تسريبها.

وتنقل الصخيفة العبرية عن هذه المصادر الأمريكية التي تحدّثت مع جهات لها علاقة بعائلات المحتجزين قولها إن مندوبي الإدارة الأمريكية الذين طاروا إلى الدوحة، لم يُطلعوا إسرائيل على المحادثات مسبقا بعدما نجحت بإفشال جولة سابقة منها كان يفترض أن تتم في الأسبوع الماضي.

وتتابع الصحيفة العبرية: “حسب المصادر هذه، فإنهم لم يكتفوا بمعارضة هذا القنال المباشر بين أمريكا وحماس من أجل الإفراج عن مخطوفين أمريكيين بدون علاقة وقبل اتفاق شامل بين إسرائيل وحماس للإفراج عن كل المخطوفين، لأن الخوف الجوهري لدى إسرائيل هو من تقدم واسع في اتفاقات مستقبلية حول قطاع غزة دون أن تكون هي مصدر المعلومات للإدارة الأمريكية”.

وتنقل الصحيفة عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نفيه هذا الاتهام بالقول إنها “أخبار كاذبة”.

بالتزامن تنقل وكالة رويترز عن مصدرين مصريين قولهما إن المداولات بين ستيف ويتكوف وحماس والوسيطتين القاهرة والدوحة قد انتهت بروح إيجابية، ولذا يمكن  الإشارة إلى إمكانية الانتقال للمرحلة الثانية من مداولات الصفقة. في المقابل، قال مصدر إسرائيلي إننا لا نعلم بمثل هذا التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية.

يشار إلى أن ويتكوف قد تطرق أمس للاتصالات وألمح للرغبة في التقدم بالخيار الدبلوماسي قبل الحرب، بقوله إن المحتجز الإسرائيلي من الجنسية الأمريكية عيدان ألكساندر مهم لنا جدا كبقية المخطوفين، لكنه أمريكي وجريح، لذا فهو على رأس سلم أولوياتنا. نحن اليوم نتحدث عن مواصلة المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية ولا يهمنا كيف ندعو لها، فالسؤال هو هل سنصل إلى حل في حال أعدنا كل المخطوفين لبيوتهم وهذه أولوية ترامب”. في مقابل الإشارة للجهد الدبلوماسي، لوّح ويتكوف بالعصا بقوله: “هناك تاريخ للعودة إلى القتال لكن لا أستطيع الكشف عنه”.

2025 عام الحرب

في هذا المضمار عاد قائد جيش الاحتلال الجديد أيال زامير وهدد بالحرب وكشف عن بلورته خطة لمعاودة القتال في غزة، وبموجبها ستقوم عدة وحدات باحتلال مناطق داخل القطاع انسحبت منها القوات الإسرائيلية.

وقالت صحيفة “هآرتس” اليوم الجمعة، إن تطبيق الخطة التي أعدت بناء على طلب المستوى السياسي تقتضي بتجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط لخدمة عسكرية مطولة. في المقابل تنوه الصحيفة إلى أن جهات أمنية إسرائيلية تشكّك بقدرة الجيش على القيام بذلك، وتقول إن فرقا في الاحتياط تستصعب ملء صفوفها وإن ضباطا وجنودا قالوا إنهم لن يمتثلوا مجددا للمشاركة في القتال.

وتنبه الصحيفة العبرية إلى أنه فيما تمضي الإدارة الأمريكية بالتهديد وإرسال إنذار أخير لـ”حماس”  ومنح إسرائيل ما تحتاجه لإنهاء العمل داخل القطاع في حال لم يُفرج عن كل المخطوفين، فإن ويتكوف يعمل من وراء الكواليس. منوهة إلى ما أوردته رويترز عن تقدم بالمفاوضات بين مبعوث الرئيس ترامب وبين قيادات في حماس دون إطلاع الجانب الإسرائيلي على ذلك.

يشار إلى أن زامير كان قد هدد بالحرب منذ اليوم الأول للإعلان عن تعيينه قائدا جديدا لجيش الاحتلال، حيث قال إن “حماس” تلقت ضربة مؤلمة، لكن المهمة لم تُستكمل بعد، وسنة 2025 هي سنة حرب، مع التركيز على غزة وإيران.

ضربة مؤلمة

وبعد طقوس خاصة لتعيينه قائدا للجيش، أعرب زامير عن ثقته بأن اسرائيل ستُخضع أعداءها وتُحقق النصر، وأنه من الأهمية بمكان تطبيق المساواة في تحمُّل العبء، ودعا جميع أطياف المجتمع الاسرائيلي إلى المساهمة في الذود عن الوطن، مشددا على أنها مسؤولية مشتركة، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات كبيرة في ساحة القتال بغزة ولبنان، وهاجم في اليمن وإيران، منوّهاً بأن حركة “حماس” تلقت ضربة مؤلمة، لكن المهمة لم تُستكمل بعد، ولا بد من استكمالها وإلحاق الهزيمة بهذه الحركة.

وهناك جهات في إسرائيل تشكك بقدرة وجاهزية الجيش الإسرائيلي المنهك من العودة لحرب جديدة، وأن نتنياهو يخشى أن تكون هذه مغامرة خطيرة على المخطوفين وعلى الجنود أيضا من شأنها إشعال الشارع الإسرائيلي الذي يبدي نوعا من تصعيد الاحتجاج في الأسابيع الأخيرة علاوة على خوفه من تقلّب مزاج ترامب المستعجل من أمره ويطمع بإنهاء ملف غزة والذهاب لصفقة سياسية إقليمية كبرى.

في ذات الوقت، هناك جهات في إسرائيل ترى أن نتنياهو ربما يعاود الحرب بعد شهر مستغلا موافقة أمريكية محددة بالزمن للضغط على حماس فعليا، وهناك من يتهم نتنياهو بتضليل الإدارة الأمريكية والتغرير بها كما جاء على لسان رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب