مقالات

صيرورة التغيير في سوريا  بين الإيمان واليقين إلى أين؟؟ بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب –استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب --استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

صيرورة التغيير في سوريا  بين الإيمان واليقين إلى أين؟؟
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب –استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
لسنا الآن بصدد تعريف للإيمان واليقين،ومابينهما من قواسم مشتركة،والتنوع في المعاني والمضامين.وإن كان تعريف المفاهيم والمصطلحات سنة منهجية أخذناه في كل دراساتنا وكتبنا،لأنّ متابعة صيرورة التغيير في القطر السوري،والقول فيه،بناء على استحقاقاته،إيجاباً وسلما،ًستجعلنا في حضرة هذه المعاني تعريفاً وتوضيحاً.لاشك أن الإشارة إلى أن القوى التي قامت بالتغيير،قوى منظمة في منظمات وجماعات بينها مجموعة من القواسم المشتركة التى ترى في الإسلام حلاً لمشكلات المجتمع العربي والإسلامي،
نقول إنّ هذه الإشارة لاتضيف شيئا،ومع ذلك نرى لها شرعية النظر في تكوين وبنية هذه المنظمات،من أن فيها مستويات من التنوع،التي نرى آثارها وحضورها في جدلية صيرورة التغير،بتقدمها إلى الأمام مرة،والتوقف بمكانها مرّة ثانية،بمعنى أن بعض التغيرات لم تأخذ حقها ونهاياتها المطلوبة،وإنّما بقيت بين بين.
وعن سؤال لماذا هذه التغيرات لم تصل إلى نهاياتها،التي تدخل شريكة مع التغيرات الأخرى في تحقيق أهداف التغيير المطلوبة لقطر عانى من الاستبداد والحروب والحرمان من حق المواطنة،والهوية العربية ،التي تعد برهانه حقيقة من إنه له شراكته وحضوره في معركة المصير العربي،وأن من حقه أن يعيش في وحدة وطنية،لأفرق بين مكوناتها في الحقوق والواجبات،ولايوجد فيها تسلط من زمر محسوبة على القوة الاجتماعية الحاكمة،وفي رغد العيش المفقود والمغيب لكثرة من أبناء القطر العربي السوري،إلى الدرجة التي أنزل الطبقة الوسطى من عرشها ومكانتها كضابط إيقاع للوحدة الاجتماعية وسلمها الاجتماعي،
ترى هل يحق لهذه المداخلة أن يكون مطلع إجابتها عن سؤالها النظرة التحليلية لعصبيات هذه المنظمات الجهادية إنطلاقاً من منهج العلامة العربي ابن خلدون الذي قال بعصبية العائلة المركبة والفخذ والبطن،والقبيلة والعشيرة،والمنظمات والحركات والأحزاب،وعصبية العقيدة والفكر،والجهة..إلخ.
فالعصبية عادة تشكل رابطة توحيديّة وتفكيكيّة،بموجب جدل مستويات العصبية في القربى،على اختلاف مضامينها وجدلها داخل هذه الوحدات والمكونات البنائية،في كل مستوياتها داخل البناء الاجتماعي،
يعترف صاحب المداخلة بأنّه لم يقم بدراسة تحليلة ثقافية حقلية ميدانية لهذه المنظمات،وإنما اعتمد على ماخلصت إليه الدراسات الحقلية التي قامت بها العديد من مراكز البحوث للمنظمات التي تأخذ بالإسلام وترى فيه حلاً لمشكلات المجتمع العربي ،التي استعصت عن الحل من قبل قوى واتجاهات وطنية وقومية.وكيف رأت في عصبيات تلك المنظمات وحدة وانقساماً وتفكيكا،ثم قتالاً وشرذمة،ونهايات مفجعة. .
ثانية،ترى ،هل ترى هذه المداخلة في المنظمات التي قامت بالتغيير حضور ووجود عصبياتها،على الشاكلة التي وجدتها في المنظمات التي درستها وحللتها،وقامت بالتفسير الثقافي للنهايات التي رأتها،على وجه الخصوص في المنظمات الأفغانية .تراها بعين مستقبلية من واقع مؤشرات ومعطيات،وفي مقدمتها،الموقف من أن يكون الجيش الحر القاعدة والمكونً الأساس للجيش العربي السوري،وفي توزيع المهام والمسؤوليات،غداة الظفر بالنصر على النظام،وفي الاقتراب من المعارضة التي انبثقت من أطراف بنية النظام الأسدي،وفي استكمال حاجات ومتطلبات الشعب الأساس من خدمات،وعدالة انتقالية،وقانون من أين لك هذا،وكهرباء تخرجه من هذه الظلمة ،وإصلاحات في التعليم والقضاء،وضرب ثقافة الخوف والفساد،التي كان لها حضورها في حياتنا السورية. المداخلة تأتي بهذه المطالب واًولوياتها مقدرة الإمكانات والوقت،ولكنها ترى في بنية هذه المنظمات ومكوناتها،ومالها من عصبيات موحدة ومفرقة،بانتظار الزمن الذي يعطي جدلها الاجتماعي في الوحدة والانقسام فضاءه الذي يظهر صراع مستويات العصبية حدودها ومستحقاتها.
في إطار هذه الرؤية،وما تتضمنته من أطروحات وتحليل ثقافي نرى في خطوات التغيير خيالا وظلال بنية العصبيات،التي تحكم سلوك ونشاط المنظمات الجهادية،وتعطيها هذه السحنة التي ارتبك التغير في خطواته،التي لاتحسب إطلاقاً لعصبيات هذه الوحدات،في تنوعها الاجتهادي،إذا جاز هذا التعبير،،وفي خلفيات عصبياتها،ومنظورها للتغيير وسقفه وهويته الثقافية .في إطار منطق الرغبة نريد للتغيير،بكل أسانيده ومكوناته البنائية الثقافية والاجتماعية والفكرية والسياسية،وفي إطار منطق الموضوعية التي تقود هذا التغيير،نريد أن يفرز لنا حياة اجتماعية وسياسية مستندة ومنقادةً بمبدأ المواطنة ًوتنوعاتها البنائية،وحكومة سياسية ترى فيها المواطنة ممكناتها ومكانتها وتنوعها،وعدالة اجتماعية ترضي كل الفئات الاجتماعية،وجيش عربي سوري يحمي الوطن وسلمه الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي،وضوابطه الأخلاقية القيمية.
وفي عالم هذا التغيير لايكفي إيمان القوى التي تقود التغيير،وإنما اليقين الشعبي بأن التغيير يبلغ مداه،بحيث ينهي الجيش العربي السوري الجدي ظاهرة الاختراقات الأمنية،التي نراها في كل من أحداث اللاذقية وطرطوس وجبلة،الجيش الذي يتواصل مع ماضيه الوطني بحاضره،الذي يخط خطوات إلى مستقبل تنتهي منه ثقافه الكراهية والخوف الذي عاشه خمسة عقود ونيِّف.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب