مقالات

قراءة مغايرة للإسلام بقلم الباحث الدكتور عيسى حداد-باريس

بقلم الباحث الدكتور عيسى حداد-باريس

‏‏قراءة مغايرة للإسلام بقلم الباحث الدكتور عيسى حداد-باريس
قراءة مغايرة للإسلام – أعتز بها – مسترد – من الذاكرة (كنت طالبا جامعيا- 1970 ) – موقف من الإسلام.. (في ذلك الزمن تعالى صوت اليسار بعضه اتخذ صفة هرطقية طفولية.. وقلت هذا الكلام) -* لكل فكر أعنة إن أراد أن يكون جدليا – مدركا للتاريخ والواقع)
مقتطف من نص يعرض رؤية ثورية في الإسلام ( جيل الثورة – العدد 26/5/1970 ص 98 بقلم عيسى حداد) – أضع النص كما جاء عليه، بمظهره، بسماته وهناته. تحت عنوان في الذكرى الخالدة لإشراقه الرسالة، جاء الآتي
———————-
في أسطر قليلة معدودة لا يمكن مطلقاً المحاولة لتحديد مواقع العظمة لهذه الذكرى أو ما يمكن أن توحي به هذه الذكرى.. من ذكريات.. وشجون .. وآمال كبار لشعبنا.. وجماهيرنا..
ومن خلال النظرة العلمية للتاريخ.. يأتي التأكيد على أن الرسول العربي العظيم استطاع أن يقود الجماهير العربية في ثورة قومية اجتماعية فكرية حضارية إنسانية أرسى من خلالها – البناء الأساسي للوجود القومي العربي.. وقدم للإنسانية، من خلال تلازم ( العروبة – الجماهير ) بالرسالة – مشاعل خالدة.. وقد كان النتاج – تكامل الوجود القومي العربي وحيازته على عناصر الاستمرار والبقاء.. وكان أيضاً الإسلام – الرسالة الإنسانية للعالم.. وهكذا كانت من خلال العروبة والرسالة الحلقة الحضارية الهامة – في سلسلة الحضارة الإنسانية المتتابعة..
الثورة العظيمة – التي قادها الرسول العربي.. من أعماق الصحراء.. وسار فيها باتجاه العالم الواسع.. تلك التي – لا زلنا – نلمس آثارها الخالدة.. في بحر العالم الكبير.. وعلى ضفافه.. والتي – لا زلنا ونحن ( في بداية نهوضنا العربي الثوري) نجهل عنها الكثير.. بل ونبخل عنها أحياناً بالتحدث الموضوعي..
• • •
الثورة العظيمة.. تلك التي حملتها جماهيرنا من قلب الصحراء ورأت فيها وجودها القومي.. وحياتها الحضارية المتقدمة وأكدت فيها ممارستها الإنسانية النبيلة.. تلك التي، لم نستطع بعد دراستها. وفهمها.. بعمق..
• • •
الثورة العظيمة- التي استطاعت أن تزيح عن كاهل الشرق الأوتوقراطية الإقطاعية العسكرية الرومانية والفارسية بنت على أنقاضها – ( الإسلام ) كرسالة حضارية – فكرية – اجتماعية – دينية – تلك الرسالة.. التي رأت فيها شعوب الشرق الإسلامي – خلاصها – وإنسانيتها من خلال ( الإسلام العظيم ). الثورة العظيمة هذه .. تلك التي ننسى عظمتها.. أحياناً..
• • •
الثورة العظيمة.. تلك الثورة التي نقدسها أحياناً ( بشكلية فارغة ) وأحياناً أخرى – نمارس عليها النسيان. وفي كلتا الحالتين – ” ننسى نحن التقدميون العرب – واليساريون العرب”- ننسى عظمة الإسلام وننسى المعنى العميق للتفجر الثوري العربي – والذي جاء الإسلام تعبيراً رائعاً.. وخالداً له..
ففي الحالة الأولى.. تسود الطقوس الشكلية الفارغة.. على الذكرى.. ويحتل ساحاتها اليمين..
وفي الحالة الثانية – نبرهن عن عجزنا- في فهم الوقائع التاريخية وفي استيعابها.. ونقع في الشرك.. ( اليسار الذي يتحرك دون جذور – تشده إلى أرضه – ووطنه – وتاريخ نضال جماهيره.). بل وأكثر من ذلك – فأننا نفصح عن عجزنا – في استيعاب – وتمثل قوانين الفكر الاشتراكي العلمي.. ونقع فريسة فهم يميني لهذا الفكر..
وهكذا.. وفي الحالتين- ندع التراث- والتاريخ.. والقيم الروحية – ملكاً لعبث اليمين وأعداء الجماهير.. بدلاً من أن يكون مفجراً ثورياً – لطاقات الجماهير وإبداعاتها وإمكاناتها.. وقدراتها ( ولقد مارس الثوريون في فيتنام وفي الصين وفي أنحاء أخرى.. تفجير – القيم الروحية – للشعب لصالح المسيرة الثورية.. وأكدوا على العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع.. وذلك لإغناء الفكر وإنجاز الثورة ).
• • •
في الذكرى الخالدة لإشراقة الرسالة.. حيث انبثق الفجر في الصحراء.. وقدمت رمالها الضياء – للعالم الواسع الكبير.. لا بد أن نجدد فهما للعروبة.. والرسالة.. والتاريخ.. والحضارة.. والشعب..
——————-
مع النص: يجدر النظر، أن هذا النص يعود لأيار 1970, وما كان للإسلام السياسي بعد، من قوة ضغط في عالم السياسة والمجتمع..
لننظر الآن في مراجعات المفكرين واليساريين.. بصدد الإسلام.. ألم ترسل بعض النفحات النقدية المنبثة في متن النص إشارات صائبة على المأزق الذي قيد الفكر اليساري والقومي والتقدمي السائد آنذاك، من خلال تجاهله للإسلام كقوة محركة ومفجرة لطاقات الجماهير.. والسؤال الآن: دلوني أين الخطأ فيما قد ورد على التو..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب