مُشهيات وأطباق مصرية للعرض والفُرجة على موائد الفضائيات

مُشهيات وأطباق مصرية للعرض والفُرجة على موائد الفضائيات
كمال القاضي
تتعدد العناوين الخاصة ببرامج الطبخ النشيطة على المحطات الفضائية مع دخول شهر رمضان، وتتنوع معها بالطبع مُقترحات مُقدمي برامج التغذية الرمضانية بحسب طبيعة وثقافة الجمهور الموجهة إليه. وكالعادة تشغل البرامج المصرية المُضطلعة بهذا الشأن مساحة إعلامية واسعة لمُخاطبة القطاع الأكبر من ربات البيوت اللواتي ينتظرن الوصفات والإرشادات من ذوي الخبرة لإعداد المُختلف والجديد والمُفيد من الأطباق ذات المذاق اللذيذ.
ولا يفوت أولئك المتخصصون في إعداد المائدة الرمضانية النظر إلى المُشهيات والحلويات كعناصر تكميلية لا بد من وجودها، فالنوع الأول من المخللات والحوادق فاتح للشهية ومُحفز على الأكل، بينما النوع الثاني، مهم للتحلية بعد تناول الوجبة الدسمة.
وهناك قائمة مخصوصة للعصائر، يتم التحضير لها مُبكراً لتكون في مقدمة الأصناف الرئيسية، وهي معروفه مُسبقاً ويدخل ضمنها البلح وقمر الدين والتين كعناصر أساسية لإعطاء الشراب مذاقاً خاصاً.
يُضاف إلى هذا مشروب التمر هندي ومشروب العرق سوس والسوبيا والخروب كأنواع تقليدية ترتبط ارتباطاً مباشراً بشهر الصوم ويتم التركيز عليها من قبل الصائمين لحظة الإفطار، وتتمتع باهتمام خاص لدى العاملين على تجهيزها سواء بالمحال التجارية أو البيوت المصرية.
وكما هو معلوم تتنوع الأكلات والمشروبات وتختلف باختلاف الثقافات البيئية لكل إقليم، فالقاهرة كعاصمة تتميز بأصناف ونوعيات فيما تتميز بقية المُدن الأخرى بأكلاتها الخاصة. كذلك القرى والنجوع لا تزال مُحتفظة بعاداتها وتقاليدها الغذائية كما هي، فليس من الضروري أن تتوحد الأنواع وتتفق الأذواق، فهناك بكل تأكيد خصوصية للبلدان العربية في ثقافاتهم المُرتبطة بالأكل والشُرب والاحتفال بشهر رمضان والأعياد وجميع المُناسبات، فالمقلوبة وسلطة الفتوش والمنسف هي أكلات عربية بامتياز غير واردة في قاموس الأكلات المصرية المعروفة.
وكالعادة تتأهب المحطات الفضائية لاستقبال رمضان لتقديم العديد من البرامج على كافة المستويات، وهذا هو الطارئ والمُستجد منذ عدة سنوات، فكما تعتني الجهات المُنتجة للمُسلسلات وبرامج المقالب والكوميديا بما تقدمه وتطرحه لزوم الفرجة والتسلية، تستعد ذات المحطات بعينها لتقديم ما لذ وطاب في برامج الطبخ المُتخصصة بوصفها من أولويات المُشاهد خلال الشهر الكريم.
وقد أخذت هذه النوعية البرامجية مُسميات جاذبة ومُغرية بالمُتابعة والانتباه لاسيما بالنسبة للسيدات، فمنها ما يُغري المُشاهد بالتوفير والاقتصاد في إعداد أشهى المأكولات والأطباق بأقل التكلفة.
مأكولات شعبية بسيطة
وفي هذا السياق توضع العناوين الدالة على ذلك كبرنامج «على قد الإيد» على سبيل المثال الذي يتجه في سياسته ومحتواه إلى عمل المأكولات الشعبية البسيطة التي تُناسب محدودي الدخل والأسر البسيطة.
وتحاول برامج أخرى أن تحذو نفس الحذو، فالتكلفة هي إحدى العوامل الأساسية المؤثرة في ارتباط تلك البرامج بالقاعدة العريضة من الجمهور، ويُعد برنامج «الشيف» أيضاً واحداً من برامج الطبخ المُتميزة ليس في ما يخص عنصر التكلفة ولكن يتميز في الأصناف والأطباق التي يُمكن أن تُقدم على المائدة الرمضانية في العزومات العائلية والولائم بما يتوافر لدى صانع الأطباق من خبرات واسعة هي بالقطع مطلوبة في هذا الجانب.
وللمُشهيات والحلويات والعصائر كما أسلفنا مُتخصصون يحتلون مراكز مُتقدمة في مُعدلات المُتابعة بنسب متفاوتة، وتؤثر كل هذه المساحات الإعلامية المُتضمنة بالبرامج في التنمية الاقتصادية والدخول المباشرة للإيرادات.
فغالبية النوافذ الإعلامية المُحملة على الأقمار الاصطناعية والتي تبث إرسالها من مدينة الإنتاج الإعلامي تعتمد بشكل أساسي على عائد الإعلانات الداعم بقوة للقنوات والدافع إلى استمرارها بنجاح. فما يتم تحصيله يُمثل نسبة كافيه للإنفاق على الأساسيات ويتبقى منه فائض ربح وهو ما يُمثل استثماراً ذكياً ومتطوراً من شأنه أن يُطيل أمد الخريطة الإعلامية المصرية والعربية ويُبقيها على هذا النحو لفترة طويلة قادمة.
ويُلاحظ في الموائد المُقدمة بالفضائيات المُختلفة التركيز على أكلات مصرية بعينها، خاصة في الأيام الأولى من الشهر، يأتي على رأسها المحشي بأنواعه كالكرنب وورق العنب والباذنجان والكوسة.
وهذا يؤشر إلى الميل الشعبي العام إلى هذه الأكلة الغنية بالمكونات الغذائية والمدعومة بلحوم الطيور كالبط والدجاج والحمام وما تيسر من البروتينات الأخرى المُتاحة.
تأتي العجائن المحشوة باللحم المفروم في المقام الثاني من حيث الاهتمام العائلي، كالجولاش والرُقاق والسمبوسة والبيتزا وغيرها، فهي شهية وقليلة التكلفة نسبياً، لذا يتم الإقبال عليها بشكل ملحوظ من عموم المصريين بمُختلف ثقافاتهم وأوساطهم الاجتماعية.
وتتبقى النوعيات الشعبية التراثية الأصيلة ثابتة على مائدة رمضان العامرة بالخيرات، كالمُصقعة والبُصارة والعدس مع طبق السلاطة الخضراء الطازجة كمكونات اقتصادية لذيذة ومُغذية.