الصحافه

“سنسرع قدوم المسيح”.. جيش يأتمر بأمر المستوطنين: كلنا خدم في كنيس سموتريتش

“سنسرع قدوم المسيح”.. جيش يأتمر بأمر المستوطنين: كلنا خدم في كنيس سموتريتش

دهشة وصدمة: مستوطن كبير في الجيش سرب معلومات سرية للقيادة العليا السياسية لمشروع الاستيطان! حسب التقرير في “كان 11”. العميد احتياط ايرز فينر، قائد طاقم التخطيط التنفيذي في قيادة المنطقة الجنوبية، نقل إلى وزير المالية سموتريتش معلومات أمنية حول خطط عملياتية في قطاع غزة. هذا نشر مهم ومقلق، لكن يصعب القول بأنه مفاجئ. عملية “خلد في الكابنت” هي بالإجمال استمرار مباشر للتنسيق الوثيق بين الجيش والمستوطنين. وهما كيانان تحولا إلى جسم واحد مع حدود مطموسة وأهداف مشتركة.

بصورته الحالية، الجيش الإسرائيلي لا يدافع عن المستوطنين فحسب، بل يخضع لأوامرهم ويخدم أيديولوجيتهم. لذلك، يوفر الجنود المعلومات للمستوطنين، التي تساعدهم على تشويش نشاطات عملياتية أو التملص من القانون. ليس صدفة أن يسمي تقرير لـ “نحطم الصمت” من العام 2016، الذي وصف العلاقات بين الطرفين، بالاسم الصحيح “القيادة العليا”، إشارة إلى من يقرر الوضع على الأرض.

تظهر في التقرير شهادات كثيرة لجنود، تظهر كيف يشارك المستوطنون في فرض الحكم العسكري على الفلسطينيين، ويأمرون الجنود ويشاركون في اتخاذ القرارات في الجيش. علاقات القرابة والوصول إلى المعلومات السرية يتم استغلالها لتشويش نشاطات إنفاذ القانون، الموجهة ضد المستوطنين، مثلاً، في الحالات القليلة التي عمل فيها الجيش على إحباط الإرهاب اليهودي. “لا شك أننا عملنا لدى المستوطنين”، شهد نقيب خدم في منطقة الخليل.

في العقد الذي مر، لا سيما منذ 7 أكتوبر الذي حول الجيش إلى جيش انتقام، تطورت علاقة التكافل هذه إلى أبعاد وحشية. تتجول دانييلا فايس بشكل دائم في قطاع غزة وكأنها مندوبة مبيعات لوكالة عقارات، التي تفحص تقدم المشروع. في مكان ما في لبنان، يتم إرسال الجنود ليكونوا حراساً لعالم آثار لديه خيال مسيحاني في مهمة هدفها الوحيد تأكيد حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل الكاملة وأكثر من ذلك.

في هذه الأثناء، حصل المستوطنون في الضفة على ضوء أخضر لتوسيع سيطرتهم، ويستخدم الجيش كجهاز حماية وتنظيم للعملية. الإرهابيون اليهود يقتحمون القرى ويحرقون البيوت وينكلون بالسكان – والجيش لا يمنعهم، بل يساعدهم. نشطاء يساريون يبلغون بأن الجيش نفسه يسرب معلومات للمستوطنين، مثلاً، التنسيق بين المستوطنين والجيش للتبليغ عن قاطفي الزيتون الفلسطينيين الذين ينسقون عملهم مسبقاً؛ للانقضاض عليهم. ما الذي يمكن توقعه عندما يأتي الضباط من مؤسسة التعليم التابعة لـ “جفعوت هشومرون” والإدارة المدنية التي يحكمها سموتريتش، وكل الجيش يسير وهو يحمل إشارة المسيح على الزي العسكري.

إذا كان ضباط كبار في الجيش قد سربوا مواد لوزير المالية كي يستخدمها للدفع قدماً بأجندتهم المتطرفة المشتركة، فإن الأمر يتعلق بتطور مرغوب فيه. إذا كان الجيش يشكل الذراع العسكرية لحركة الاستيطان، فلماذا لا تتم مشاركة المعلومات مع الذراع السياسي لنفس المخلوق الفرنكنشتايني؟ سموتريتش نفسه عزز هذا الموقف عندما أعلن بتفاخر رداً على النشر: “هل تبحثون عن الخلد. ادخلوا إلى كل كنيس في “الصهيونية الدينية” وستجدون العشرات، إذا لم يكن المئات، من الجنود والضباط بكل الرتب”. في حلمه، كل جندي في “الصهيونية الدينية” هو عملياً واش متحرك، وظيفته ضخ معلومات سرية لرؤساء الحركة. جيش كامل من العملاء، الذين يشرفون على ما يجري حولهم ويتأكدون من أنه يتساوق مع إملاءات الحزب. ما هذا الجمال. هذا بالضبط ما كنا بحاجة إليه.

يوعنا غونين

هآرتس 11/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب