منوعات

مؤثرو ابن تيمية… ينتشون بالمجازر

مؤثرو ابن تيمية… ينتشون بالمجازر

رماح إسماعيل

رماح إسماعيل

تفنّن مؤثرون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً عبر منصة تيك توك، في التشفي بأبناء بلدهم من أهالي الساحل السوري، الذين تعرّضوا لمجازر مروعة ارتكبتها فصائل مسلحة تابعة للإدارة السورية الجديدة، راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء.

الناشطون الذين يُفترض أن يرتقوا بمحتواهم المعد لجمهورهم ــــ ومعنى الارتقاء هنا هو نشر الأخلاق لا نشر قلّتها ـــ عملوا على تصدير خطاب الكراهية بشكل مكثف، من دون الاكتفاء بالتصفيق للإبادة فقط، بل العمل على تقديم مقترحات دموية للفصائل المسلحة عن كيفية التخلص من جثث «العلويين» المتراكمة في شوارع المدن الساحلية.

محمد جدوعة، السوري المقيم في ألمانيا، ظهر في مقطع فيديو مهللاً للمقتلة التي شهدها الساحل السوري، ومستشهداً بآيات من القرآن، وفتوى لابن تيمية تبارك بقتال أبناء الطوائف (العلوية والشيعية والدرزية)، وترفعها منزلةً على قتال اليهود.

لكن المقطع لم يصل فقط إلى متابعي جدوعة، بل وصل أيضاً إلى السياسي الألماني، ماركوس فروهنماير، رئيس حزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذي شارك المقطع عبر منصة إكس معلقاً: «لاجئ سوري يدعم «القاعدة»، ويحرّض علانية على ارتكاب المجازر بحق الأقليات الدينية في سوريا. لا مكان لمثل هؤلاء المتعاطفين مع الإرهاب في ألمانيا».

تقديم مقترحات دموية للفصائل المسلّحة عن كيفية التخلّص من الجثث

وفي إثر ذلك، أطلقت الشرطة الألمانية تحقيقاً ضد جدوعة، ليسارع الأخير إلى نشر مقطع مصوّر آخر برّر فيه تحريضه قائلاً إنّ «التعبير قد خانه، وبالتأكيد هو ليس داعماً للإرهاب»، كما قدم اعتذاره إلى الأقليات في سوريا. لكن يبدو أنّ تبريراته لم تسعفه، لأنه عاود الظهور مجدداً والقول إنّه سيخضع لإجراءات القانون الألماني أياً كانت.

وفي هولندا أيضاً، رصد الناشطون المحلّيون تطرف المؤثرين السوريين، ليسلطوا الضوء عليهم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تمهيداً لاتخاذ السلطات الإجراءات المناسبة بحقهم كداعمين للإرهاب، ومحرضين على إبادة الأقليات بأعنف الطرق.

واعتقلت السلطات الهولندية، المؤثرة السورية أسيل كاشف، وأصدرت أمراً بترحيلها، بعدما نشرت فيديو مصوّراً توجهت فيه للفصائل المسلحة في الساحل السوري قائلةً: «افعلوا ما تريدون بالعلويين، لكن لا تصوّروا ما تفعلون، فقط أطربوا مسامعنا»، وتابعت دسّ سمها الطائفي بالقول: «نريدهم أشلاء، ألقوهم في البحر حتى لا يقول أحد إنّ الأسماك جاعت في عهد بني أمية».

وأيضاً في هولندا، تلاحق السلطات صاحبة مقطع فيديو تحريضي مشابه، يحمل اسم قمر اللاذقية على منصة تيك توك، طالبت فيه الفصائل المسلحة بنشر جثث العلويين على جبال الساحل «كي لا يقال جاعت كلاب في عهد بني أمية».

وتأتي حملة الملاحقات هذه في ظلّ تنديد أوروبي بالمجازر المرتكبة في الساحل السوري، ودعوات جماعية لفتح تحقيق محايد في مجرياتها، ومعاقبة مرتكبي هذه الفظائع، إضافة إلى مخاوف من أن تتحول سوريا إلى دولة راعية للإرهاب في الشرق الأوسط، بسبب ممارسات بعض الفصائل المسلحة التي اعترفت الإدارة السورية الجديدة بالتجاوزات التي اقترفتها بحق المدنيين من دون تمكّن قوات الأمن العام السوري من كبحها.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب