رياضة

عودة للحرس القديم ومفاجآت مدوية في قوائم المنتخبات العالمية!

عودة للحرس القديم ومفاجآت مدوية في قوائم المنتخبات العالمية!

 شهدت قوائم بعض المنتخبات العالمية والعربية، مفاجآت تندرج تحت مسمى «مدوية»، ما بين عودة جماعية لرجال الحرس القديم، وبين استدعاء أبرز الوجوه الصاعدة على الساحة في الآونة الأخيرة، وذلك في تجمع مارس/آذار الجاري، حيث تخوض المنتخبات الأوروبية معارك ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية، وأيضا تصفيات كأس العالم 2026، كما الحال في مختلف قارات العالم، التي تستعد للانتهاء من التصفيات النهائية للمونديال مع نهاية هذا الموسم، وفي هذا التقرير دعونا نستعرض معا أبرز المفاجآت في قوائم المنتخبات في المعسكر الحالي.

أسفرت أول تشكيلة للمنتخب الإنكليزي تحت قيادة مدربه الألماني الجديد توماس توخيل، عن أكثر من مفاجأة خارج التوقعات، في استعدادات «الأسود الثلاثة» لمباراتي ألبانيا ولاتفيا في تصفيات القارة الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، أبرزها استدعاء العائد من الموت الكروي ماركوس راشفورد، كمكافأة على صحوته الأخيرة مع ناديه الحالي أستون فيلا، والتي وصلت لحد المساهمة في الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مقارنة بالنسخة المجمدة والباهتة التي كان عليها مع مانشستر يونايتد قبل إرساله إلى «الفيلا بارك» على سبيل الإعارة لنهاية الموسم الحالي، وأيضا كانت سببا في ابتعاده عن تمثيل منتخب بلاده منذ عام بالتمام والكمال، شاملة صفعة غيابه عن القائمة النهائية التي مثلت وطن كرة القدم في بطولة الأمم الأوروبية «يورو 2024»، وشملت مفاجآت مدرب بايرن ميونيخ السابق، إعادة المخضرم الثلاثيني جوردان هيندرسون إلى المنتخب، رغم كفاحه للحصول على مكان في التشكيل الأساسي لفريقه أياكس أمستردام، لكن على ما يبدو أن توخيل لديه رأي أو هدف آخر، ربما يكون الاستفادة من خبرته الدولية الكبيرة وتمريرها إلى نجوم المستقبل، بعد غياب قائد ليفربول السابق عن المنتخب منذ فترة ليست بالقصيرة، وتحديدا منذ نوفمبر/تشرين العام قبل الماضي، وهو تقريبا ما فعله مع منبوذ الأمس لدى جماهير مانشستر سيتي كايل ووكر، المعار حاليا إلى ميلان الإيطالي، فقط للاستفادة من عصارة خبرته في بداية تدشين مشروعه الطموح مع المنتخب الذي يحلم بفك عقدته مع الألقاب الجماعية الكبرى، بعدما كان قريبا من تحقيق لقب اليورو في آخر نسختين، بعد عقود طويلة من الجفاف والبحث عن البطولات، وتحديدا منذ التتويج بكأس العالم في الستينات.

عدوى
الحرس القديم

انتقلت ظاهرة عودة رجال الحرس القديم إلى منتخبات أخرى في أوروبا، مثل تراجع الاخطبوط الملكي تيبو كورتوا عن قرار الدفاع عن منتخب بلاده، طالما استمر المدرب دومينيكو تيديسكو، على رأس الجهاز الفني لمنتخب الشياطين الحمر، حتى أن البعض ما زال يتذكر قراره، بالاعتذار عن التواجد في القائمة المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، وأيضا بسبب خلافاته مع المدرب السابق، لكن مع تولي الفرنسي رودي غارسيا، القيادة الفنية للمنتخب البلجيكي منذ بداية العام الجاري، سرعان ما تراجع الحارس العملاق عن قراره، ليكون جزءا من المجموعة المطالبة الآن بتحقيق الفوز على أوكرانيا في مباراة إياب تصفيات الصعود والهبوط لدوري الأمم، بعد الخسارة في مباراة الذهاب بنتيجة 3-1، وعلى نفس الاتجاه، قرر المدرب الهولندي رونالد كومان، إعادة مواطنه وسلاحه الفتاك في ولايته الأولى قبل التنازل عن وظيفته مع منتخب الأراضي المنخفضة لتولي الإدارة الفنية لفريقه السابق برشلونة في صيف عام كورونا 2020، والحديث عن المهاجم المتأرجح ممفيس ديباي، الذي طار من أجله المدرب كومان إلى الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وتحديدا إلى وطن السامبا والسحر الكروي البرازيل، لمشاهدته عن كثب مع ناديه الحالي كورنثيانز، الذي سجل معه هدفين فقط في آخر 12 مباراة، ومع ذلك، راهن عليه كومان في القائمة المستدعاة لتلبية نداء الوطن أمام إسبانيا لتحديد هوية المتأهل لنصف نهائي البطولة الأوروبية المستحدثة، في انتظار ما سيحدث في مباراة إياب «الميستايا»، بعد انتهاء مباراة ذهاب ملعب «فينورد» بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما مساء الخميس الماضي، وبالمثل عاد الغالاكتيكو المدريدي كيليان مبابي إلى منتخب بلاده الفرنسي، بعد غيابه عن آخر تجمعين في العام الماضي، لكن عودته كانت مخيبة لآمال المشجعين، بعدم ظهوره بالمستوى المتوقع أو المنتظر منه في ليلة السقوط المؤلم أمام كرواتيا 2-0 في ذهاب ربع نهائي دوري الأمم، وسط عاصفة من الانتقادات اللاذعة تجاه المدرب ديدييه ديشان، وصلت لحد اتهامه لعداء الجواهر الخام من أصحاب الجنسية المزدوجة، وبالتحديد الذين تتحدر أصولهم من الجزائر، وذلك بعد إصراره على تجاهل اثنين من ألمع المواهب في الدوري الفرنسي، والإشارة إلى ساحر نادي موناكو مغناس أكليوش وقناص نادي ليون ريان شرقي، هذا في الوقت الذي يبذل فيه الاتحاد الجزائري كل ما في وسعه لإقناع اللاعبين بالتخلي عن فكرة تمثيل الديوك، لمرافقة زملاء الأمس في منتخبات الفئات السنية لفرنسا أمثال بدر الدين بوعناني، وأمين غويري وفارس شابي وأسماء أخرى في مشروع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مع محاربي الصحراء.

غرائب وبشائر

على المستوى العربي، أحدث مدرب المنتخب المصري حسام حسن، ضجة على نطاق واسع، باستمراره في إقصاء نجم النادي الأهلي وهداف الدوري المحلي برصيد 9 أهداف إمام عاشور، كنوع من أنواع العقاب للشاب العشريني بسبب تصريحه العفوي الشهير، حين قال في لقاء تلفزيوني موثق: «على فكرة يا عميد أنا لست نيجيريا»، كاعتراض ضمني على تجاهل ضمه إلى صفوف منتخب الفراعنة، بالتزامن مع تتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا مع نادي القرن في القارة السمراء، وهذا ما أثار حالة من الجدل في الوسط الرياضي المصري، وصلت لحد التشكيك في اختيارات العميد ووضعه في إطار المدرب الذي يضع مصالحه ومشاكله الشخصية على حساب الصالح العام للمنتخب، حتى لو كانت الضريبة استبعاد اللاعب الأكثر تنوعا وتكاملا على المستوى المحلي، قبل مباراتين بحجم إثيوبيا وسييراليون في الجولتين الخامسة والسادسة لتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم. بينما في الجزائر، سار المدرب بيتكوفيتش على خطى نظرائه في أوروبا، الذين استعانوا فجأة برجال الحرس القديم، بعد ضم المشاغب يوسف بلايلي إلى صفوف «الخضر»، للمرة الأولى منذ مشاركته لدقائق معدودة أمام موريتانا في ليلة الإقصاء المبكر في بطولة أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023، لكن أكثر ما أثار الجدل في اختيارات المدرب السويسري لقائمة مباراتي بيتسوانا وموزمبيق لنفس تصفيات الماما أفريكا المؤهلة للمونديال، هو إصراره على استدعاء لاعبه المفضل سعيد بن رحمة، رغم تعقد وضعه، بانتقاله من ليون الفرنسي إلى نيوم الناشط في دوري القسم الثاني السعودي، مع الكثير من علامات الاستفهام حول تأثيره مع ناديه الطامح في التأهل لدوري دورشن للمرة الأولى في تاريخه الحديث، مثل الاكتفاء بتسجيل هدف وحيد من كرة ثابتة وصناعة هدفين من مشاركته في 7 مباريات في دوري أقل تنافسية من الليغ1 ومن قبله البريميرليغ.
أما مدرب المغرب وليد الركراكي، فاستمر في تقديم مفاجآته السارة لجماهير أسود أطلس في كل تجمع دولي، وهذه المرة استعان بأربعة من أبرز الوجوه الصاعدة، في استعداداته لمباراتي النيجر وتنزانيا لتصفيات المونديال، في مقدمتهم نجم كلوب بروج البلجيكي شمس الدين طالبي، الذي تمنع على منتخب مسقط رأسه البلجيكي لتمثيل منتخب الآباء والأجداد المغربي، ومعه قناص رينجرز الاسكتلندي حمزة إكمان، إلى جانب مدافع إسبانيول الكتالوني عمر الهلالي ولاعب مارسيليا الفرنسي بلال ندير، هذه تقريبا كانت أبرز مفاجآت قوائم المنتخب في معسكر مارس الجاري.

 ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب