الصحافه

إسرائيل: نستعد لاحتلال القطاع وفرض السيطرة الكاملة على الغزيين

إسرائيل: نستعد لاحتلال القطاع وفرض السيطرة الكاملة على الغزيين

عاموس هرئيل

عائلات المخطوفين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والمحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، سمعوا مؤخراً من كبار رجالات إدارة ترامب تنبؤات كئيبة بشأن احتمالية التوصل إلى صفقة أخرى. تولد لدى المشاركين في المباحثات انطباع بأن المفاوضات الآن عالقة تماماً، وأن الرئيس ترامب لا ينوي استخدام الضغط على نتنياهو للعودة والتقدم في خطة للتوصل إلى صفقة. بالعكس، يبدو أن ترامب ينوي الآن دعم نتنياهو في حالة قرر الأخير الانتقال إلى عملية برية واسعة، استمراراً لقصف جوي كثيف من قبل إسرائيل منتصف هذا الأسبوع، الذي أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار.

يسود في أوساط عائلات المخطوفين قلق كبير إزاء التطورات. قبل القصف الإسرائيلي الذي قتل فيه -حسب حكومة حماس- أكثر من 400 فلسطيني (بعد ذلك تم الإبلاغ عن أكثر من 300 قتيل آخر في هجمات أخرى)، ناقش الطرفان سلسلة من الاقتراحات التي طرحها الأمريكيون لإطلاق سراح مخطوفين آخرين مقابل تمديد وقف إطلاق النار. والآن، احتمالية عودة سريعة إلى هذه الخطط أصبحت ضئيلة جداً.

قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب، أول أمس، إن موقف نتنياهو بخصوص المفاوضات يناقض موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي

هل ستكون هذه النهاية؟ ليس بالضرورة. في مقابلة مطولة أجراها مع المذيع اليميني تاكر كارلسون، قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب، أول أمس، إن موقف نتنياهو بخصوص المفاوضات يناقض موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي. حسب قوله “بيبي يشعر بأنه يفعل الأمر الصحيح. يقف أمام الرأي العام (الإسرائيلي) الذي يريد عودة هؤلاء المخطوفين”. وقد وصف اللقاء مع العائلات في ميدان المخطوفين، الذي امتنع نتنياهو عن الوصول إليه كـ “تجربة روحية”.

وأضاف ويتكوف: “علينا إعادة هؤلاء الأشخاص. أتحدث عن ذلك مع بيبي وديرمر. لكن لهما أيضاً موقفاً استراتيجياً في مسألة كيف يجب معالجة حماس. نيتهما جيدة، وسياسة الرئيس أن حماس لن تبقى هنا”. إلى جانب التملق للمسؤول عنه، ترامب، أغدق ويتكوف ثناء على الوسيطة قطر، التي تحصل مؤخراً على انتقاد كبير في إسرائيل إزاء علاقاتها مع حماس.

ستارة من الدخان

في الواقع، ركزت إسرائيل حتى الآن على الهجمات الجوية، إلى جانب اقتحامات برية صغيرة شمالي القطاع، في الجزء الشرقي لممر نيتساريم، في وسط القطاع، وفي منطقة رفح جنوباً. ولكن في الوقت نفسه، ما زالت هناك استعدادات تجرى لتطبيق خطة كبيرة لرئيس الأركان الجديد إيال زمير، بهجوم بري واسع في القطاع وتجنيد عدة فرقة تشمل وحدات احتياط كثيرة. قال زمير للوزراء بأنه يعتقد أن خطته قد تؤدي إلى تحقيق الهدف الذي لم تحققه إسرائيل خلال سنة ونصف من الحرب، وهو تدمير كلي لسلطة حماس وقدرتها العسكرية.

وقالت مصادر أمنية لـ “هآرتس” بأن إسرائيل ما زالت تبقي مجالاً لصفقة مؤقتة، يتم خلالها إطلاق سراح مخطوفين. ولكن حسب أقوال هذه المصادر، وإزاء الضغط السياسي للحكومة بفضل توسيع القتال، يبدو أنه سيشتد بدون تحقيق صفقة. خطة نتنياهو طموحة جداً ولا تواجه تحفظات مهمة وواضحة من قبل كبار ضباط الجيش و”الشاباك”. والنية استغلال العملية العسكرية بقيادة زمير لفرض الحكم العسكري في القطاع، أو في جزء كبير منه، مع نقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية للجيش الإسرائيلي. رئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، عارض ذلك بشدة، وحذر من وضع يقتل فيه الجنود أثناء توزيع الطحين على السكان المدنيين الفلسطينيين.

يبدو أن إسرائيل تنشر الآن سحابة دخان حول نوايا الحكومة والجيش الحقيقية، مع انتظار بشرى في المفاوضات، التي مشكوك فيه أن تصل، ويمهدون الأرض لعملية واسعة لاحتلال القطاع وإعادة سيطرة إسرائيل الكاملة عليه. سيحدث هذا في وقت تدفع الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى إعادة الاستيطان وطرد قسري للفلسطينيين الذي سيعرض على أنه “هجرة طوعية” بدعم ترامب. العميد احتياط عوفر فنتر، يستعد الآن بانفعال للإعداد لعمل إدارة تشجع الهجرة بإدارته. في حين أن استطلاع لجهاز الأمن في أوساط الفلسطينيين يتوقع أن ربع السكان تقريباً وافقوا على الهجرة، رغم عدم وضوح بشأن الدولة التي ستوافق على استيعاب سكان من غزة.

الصحافي عميت سيغل، الضليع جداً فيما يجري في بلاط نتنياهو، كتب الجمعة الماضي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن توجه نتنياهو هو تغيير مطلق لقواعد اللعب، بدعم كامل من ترامب. وحسب قوله، فإن “ما أقنع الرئيس بالعودة إلى الحرب هو لقاؤه مع المخطوفين (الذين تم إطلاق سراحهم). جاءوا لإقناعه بوجوب إخراج الجميع الآن، وقد اقتنع بوجوب إخراج حماس قبل ذلك. سأل إذا كان هناك أبرياء أو صديقون ساعدوهم في غزة، وأجيب بالسلب.

الإدراك بأن الحرب توشك على التوسع مع الخطر على حياة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة وعلى حياة جنود الجيش الإسرائيلي، يثير نقاشاً مجدداً في جيش الاحتياط. يتراكم في الخلفية غضب في أوساط معارضي الحكومة على قرار نتنياهو إقالة رئيس “الشاباك” رونين بار. للمرة الأولى منذ بداية الحرب، يطرح اثير من رجال الاحتياط، بينهم طيارون في سلاح الجو، إمكانية وقف التطوع للخدمة رداً على التطورات. آخرون كثيرون، بما في ذلك في الجيش النظامي، يناقشون سيناريو لـ “الرفض الرمادي”، أي عدم الامتثال بدون الإعلان عن سبب عملهم الحقيقي.

هآرتس 23/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب