الصحافه

خفايا رد ترامب على فضيحة اليمن: دهشة من “غباء مستشاره” وانزعاجه من علاقته بمجلة يكرهها

خفايا رد ترامب على فضيحة اليمن: دهشة من “غباء مستشاره” وانزعاجه من علاقته بمجلة يكرهها

ابراهيم درويش

 كشفت مجلة “بوليتيكو” تفاصيل مثيرة عن رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فضيحة تسريب خطط الحرب في اليمن من قبل مستشاره للأمن القومي مايك والتز. رغم إظهار ترامب دعمه العلني لوالتز أمام الإعلام، إلا أن الغضب كان يسيطر عليه بسبب الخطأ الذي ارتكبه مستشاره.

رغم إظهار ترامب دعمه العلني لوالتز أمام الإعلام، إلا أن الغضب كان يسيطر عليه

ووفقا لتقرير أعده الصحافيون ميغان ميسرلي، وداشا بيرنز، وراشيل بيد، وإيلي ستوكول، وصوفيا كيا، انزعج ترامب عندما اكتشف أن والتز أضاف صحافيا عن طريق الخطأ إلى محادثة جماعية كانت تناقش خطط ضرب الحوثيين في اليمن. لكن لم يكن هذا هو السبب الوحيد، بل كان أيضا بسبب احتفاظ مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، برقم هاتف جيفري غولدبيرغ، رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتك”. وتعتبر هذه المجلة من أكبر المنتقدين لترامب، وهو يرى فيها خصما سياسيا. هذه العلاقة بين والتز وغولدبيرغ أضافت بعدا آخر للفضيحة، مما زاد من توتر الموقف داخل الإدارة الأمريكية، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين.

وقال شخص رابع إن الرئيس كان منزعجا بشكل خاص من الطبيعة المحرجة للحادثة. وقال هذا الشخص: “كان الرئيس غاضبا من أن والتز يمكن أن يكون بهذا الغباء”، حيث كشف غولدبيرغ في خبطة إعلامية أن والتز دعاه إلى المحادثة. ولكن بحلول عصر يوم الثلاثاء، تظاهر الرجلان بتهدئة الأمور، وبدأ البيت الأبيض في دعم والتز.

أجرى ترامب مقابلات قصيرة مع “إن بي سي نيوز” و”فوكس نيوز”، مؤكداً دعمه الكامل لمستشاره للأمن القومي. وفي تصريحات عبر موقع “إكس”، أشار اثنان من كبار المتحدثين باسم ترامب إلى أن صقور الأمن القومي يتعاونون مع وسائل الإعلام لتضخيم القضية أكثر من حجمها الحقيقي. من جهة أخرى، حضر والتز اجتماعاً مع سفراء ترامب في ظهر يوم الثلاثاء، حيث قال خلال الاجتماع: “هناك العديد من الصحافيين في هذه المدينة [واشنطن] الذين صنعوا لأنفسهم أسماء عبر اختلاق الأكاذيب. هذا الشخص تحديداً، لم ألتقِ به قط، ولا أعرفه، ولم أتواصل معه، ونحن نبحث الآن في كيفية دخوله إلى هذه الغرفة”.

أتبعت تصريحات ترامب بالدفاع عن مستشاره، حيث وصفه بأنه “رجل طيب جدا”، مشيرا إلى أن الهجوم عليه لم يكن عادلاً.

ومع ذلك، أشار الرئيس إلى أنه سيدرس استخدام المسؤولين لتطبيق “سيغنال”، وهو التطبيق الذي تم استخدامه في المحادثة مع غولدبيرغ، والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى خرق أمني أثناء مناقشة كبار المسؤولين الأمريكيين لخطط تنفيذ ضربات في اليمن.

لكن حلفاء ترامب حذروا من أن الدعم العلني لمستشار الأمن القومي لا يعني بالضرورة نهاية لمشاكله، مؤكدين أن القضية قد تظل تلاحق والتز في المستقبل.

وقال أحدهم، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحادثة قد أثرت سلبا على علاقة والتز بالدائرة المقربة من ترامب. وقد اختتم اجتماع يوم الثلاثاء 24 ساعة مضطربة، حيث كان البيت الأبيض، الذي شهد تحسنا في الانضباط والولاء والهيكلية مقارنة بإدارته الأولى، يواجه صعوبة في التعامل مع أول تسريب كبير له، والذي كان من الممكن أن يعرض الأمن القومي للخطر.

لطالما كان ترامب وحلفاؤه يشككون في التسريبات، وكانوا ينظرون إلى الموظفين الذين يتواصلون مع بعض المراسلين بشك عميق

لطالما كان ترامب وحلفاؤه يشككون في التسريبات، وكانوا ينظرون إلى الموظفين الذين يتواصلون مع بعض المراسلين بشك عميق. وعلى عكس إدارته الأولى، كان البيت الأبيض في فترة حكمه الثانية خاليا إلى حد كبير من التسريبات، بفضل الجهود المبذولة من قبل رئيسة الطاقم سوزي وايلز، والذين تم فحصهم مسبقا من حيث الولاء قبل انضمامهم.

وقد وصل الأمر ببعض حلفاء ترامب إلى حد تفتيش هواتف الأشخاص المشتبه في تسريبهم معلومات، بحثا عن آخر مراسل كان على اتصال بهم. في حالات أخرى، اشتكى مستشارو حملة ترامب من تواصل موظف آخر مع صحافيين سياسيين خارج نطاق اختصاصه. وأثناء الفترة الانتقالية، تم نشر معلومات غير صحيحة وتهديد بنشرها لتحديد مصدر التسريبات.

كل ذلك جعل حادثة تسريب خطط اليمن محط إحراج كبير للإدارة التي كانت تسعى بشدة لتأكيد أنها لن تتسامح مع التسريبات. أما تسريب تفاصيل عسكرية حساسة من كبار المسؤولين، فقد زاد من تعقيد الأمور، خاصةً أن الصحافي الذي تم تسريب المعلومات له كان يعمل في مجلة “ذي أتلانتك”، التي كان ترامب يعتبرها معادية له. فهذه المجلة كانت قد نشرت تقريرًا عن ترامب في عام 2019 يتهمه بالإساءة للجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب، وأيضا كانت من بين الداعين إلى عزله خلال ولايته الأولى.

ما زاد من غضب ترامب هو أن الصحافي الذي تم تسريب المعلومات له يعمل في مجلة “ذي أتلانتك”، التي يعتبرها الرئيس معادية له

وكانت هذه الحادثة قد زادت من تعقيد وضع والتز نظرا للكراهية التي يكنها ترامب لمجلة “ذي أتلانتك”. ورغم أن التسريب كان عرضيًا، إلا أن ترامب كان غاضبا أيضًا من حقيقة أن الصحافي غولدبيرغ كان جزءا من المحادثة.

في خضم هذه الفوضى، سعى البيت الأبيض وحلفاؤه إلى تقليل أهمية القضية، مشيرين إلى أن ما تم مناقشته في المحادثة لم يكن سريا، واعتبروا أن الأمر قد تم تضخيمه بشكل مفرط. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، دعم الرئيس الكامل لمايك والتز وفريقه.

ومع ذلك، أقر المطلعون على الحادثة أن هذا التسريب يمكن أن يكون له تأثير دائم على العلاقة بين ترامب ووالتز، خاصة أن هذا الخطأ يعكس تراجع الثقة في دائرة ترامب المقربة.

مقربون من البيت الأبيض: من المرجح أن تترك الحادثة أثرا دائما على العلاقة بين ترامب ووالتز، رغم محاولات التقليل من شأنها

وفي هذا السياق، كان ترامب قد نشر سابقا على منصته “تروث سوشيال” أن “ذي أتلانتك” هي مجلة “من الدرجة الثالثة” ولا تتمتع بمصداقية.

وعلّق بعض المقربين من البيت الأبيض أن الحادثة من المرجح أن تترك أثرا دائما على العلاقة بين ترامب ووالتز، رغم محاولات التقليل من شأنها. فإبعاد والتز الآن قد يزعزع الانسجام النسبي الذي شهدته هذه الإدارة. وقال شخص إن الإطاحة برأس في هذه الفترة قد تكون سابقة سيئة. مما يضع والتز في موقف حرج مع جماعة “أمريكا أولاً” في الإدارة وحلفائها الخارجيين الذين سيسعدون للغاية برؤيته خارج منصبه، متشككين في أسسه المحافظة الجديدة. وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض: “يثق الرئيس بفريقه أكثر بكثير مما كان عليه خلال ولايته الأولى. لكنه لا يزال شخصا لا ينسى الأخطاء بسهولة، لذا فمجرد أنه لم يتخلص من والتز أو أي من الآخرين اليوم، لا يعني أنه لن يأتي يوم ينفد فيه صبر المرء”.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب