الصحافه

التحذير المصري: لا بد من “ناتو عربي” لمواجهة “عدو المنطقة”

التحذير المصري: لا بد من “ناتو عربي” لمواجهة “عدو المنطقة”

شاحر كلايمن

من كل خطابات القمة العربية في قطر، ها هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسرق العرض. مثل نظرائه في الدوحة ودمشق وعمان، وفي عواصم عربية أخرى، شجب محاولة تصفية قادة حماس في الدوحة. ومع ذلك، تحدث حاكم القاهرة بشكل عملي أكثر.

أولاً، طرح السيسي فكرة التعاون الأمني بين الدول العربية والإسلامية. ومنذ نهاية الأسبوع، سربت أنباء إلى وسائل الإعلام العربية حول رغبة مصر في المضي بآلية كهذه. ومع ذلك، تصدر الفكرة لأول مرة إلى الملأ من الرئيس المصري بنفسه.

“الغرور الإسرائيلي المتزايد يستوجب منا العمل على المبادئ التي تعبر عن رؤى مشتركة للأمن الإقليمي”، قال السيسي. بل وتطرق لإسرائيل بالتلميح كـ “عدو” مع نهاية خطابه إذ قال: “يجب أن تغير مواقفنا رؤية العدو لنا بحيث يرى في كل دولة عربية، من المحيط إلى الخليج، مظلة تغطي كل الدول الإسلامية والمحبة للسلام. وكي تتغير هذه الرؤية، المطلوب هو قرارات وتوصيات قوية والعمل على تنفيذها بصدق، بحيث يتم ردع كل عدوان، ويتلقى كل مغامر تحذيراً. في هذه الظروف التاريخية، سيكون ضرورياً إقامة منظومة عربية إسلامية للتنسيق والتعاون تتيح لنا جميعاً التصدي للتحديات العظيمة – الأمنية، والسياسية، والاقتصادية”.

إعلان نوايا

في هذه المرحلة، يدور الحديث أساساً عن تحذير، إذ إن “ناتو عربياً” سيعاني من صدام واضح في المصالح. مثلما في الماضي، ما كل دولة سيسرها الانضمام إلى المعركة مع إسرائيل من أجل الأخرى، ولا يهم كم يصار إلى الحديث عن “دول شقيقة” وعن “تضامن”. وإعلان نوايا كهذا، محظور على إسرائيل تجاهله، وعلى القيادة الإسرائيلية أن تتابعه.

ثانياً، توجه الرئيس المصري مباشرة إلى مواطني إسرائيل، وهذه ظاهرة تكرر نفسها في أثناء الحرب، ويجري زعماء الدول العربية في إطارها فصلاً بين الجمهور والحكومة الحالية. “لشعب إسرائيل أقول: ما يحصل الآن يمس بمستقبل السلام، ويهدد أمن كل شعوب المنطقة، ويمنع كل فرصة لاتفاقات سلام جديدة، بل يخرب اتفاقات سلام قائمة مع دول المنطقة”، حذر السيسي، “ستكون التداعيات قاسية، وستعود المنطقة إلى أجواء النزاع، وستضيع هباءً جهود تاريخية عنيت بإقامة سلام وبإنجازات تحققت. هذا ثمن سندفعه جميعنا بلا استثناء. لا تجعلوا جهود أسلافنا تذهب هدراً”.

وتوجه السيسي إلى الإرادة في إسرائيل لتوسيع اتفاقات إبراهيم إلى دول أخرى كالسعودية. وبالفعل، تبين منذ الهجوم الإسرائيلي بأن التطبيع مع الرياض آخذ في الابتعاد. منذ جلسة مجلس الشورى في المملكة، الهيئة الاستشارية للحاكم، عاد ولي العهد محمد بن سلمان ليطرح “المبادرة العربية” من جديد، وهو منحى أكثر تصلباً من “مسار مصداق لإقامة دولة فلسطينية”. وقال إن “مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في 2002 تشكل اليوم المسار لتحقيق دولة فلسطينية. يبدو أن الغموض حول مواقف الأمير قد تبدد، واختار بن سلمان السير على المضمون، على الأقل حتى وقف نار في غزة، أو تغيير الحكم في إسرائيل، ووفاة الملك سلمان. هذه التطورات قد تسمح له بإعادة احتساب المسار.

رغم طوفان التنديد والاتهام، قيدت الدول العربية والإسلامية ردها بالإعلانات فقط في هذه المرحلة. يدور الحديث عن خطوة أبعد بكثير مما كانت حماس وباقي منظمات الإرهاب معنية به. هذا الأسبوع مثلاً، دعت حماس لاستخدام “سلاح النفط”، لفرض عقوبات اقتصادية ولإقامة “قوة عربية” تعمل بكل الوسائل لوقف الحرب الإسرائيلية.

خطوة إلى الوراء

على هذه الخلفية، كان هناك من برد الأجواء. “تعالوا لنكون واقعيين: الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل لن تقطعها، والدول التي فيها قواعد لواشنطن لن تغلقها، ومصر لن تتراجع عن اتفاق الغاز، وأبو مازن لن يتخلى عن حكم رام الله”، كتب المحلل السعودي الكبير عبد الرحمن الراشد في صحيفة “الشرق الأوسط”، وتابع: “هذه أثمان سياسية باهظة، وحتى لو دفعتها الدول ذات الصلة، لا هي ولا الفلسطينيون سيحصلون على تنازلات أو انتصارات في المقابل. وهكذا ألقي ضوء على المنطق من خلف سلوك الدول العربية: صحيح أن لإسرائيل تفوقاً عسكرياً، لكنها تعاني من موقف ضعف بالذات في الساحة السياسية.

إسرائيل اليوم 16/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب