مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل خارطة للحوار بين حماس وفتح

مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل خارطة للحوار بين حماس وفتح
كشف مصدر فلسطيني مطلع، اليوم الأحد، أن وفداً رفيع المستوى من حركة “فتح” قام بتقديم مبادرة سياسية متكاملة للقيادة المصرية تتضمن خارطة طريق للحوار مع حركة “حماس”، بهدف التوصل إلى تفاهم وطني شامل.
وقد عقد الوفد لقاء مهماً مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، جرى خلاله مناقشة تفاصيل الخطة السياسية المطروحة.
خارطة للحوار
وأشار المصدر إلى أن خارطة الطريق التي تقدمت بها “فتح” تضمنت بنوداً مفصلَة تهدف بالأساس إلى نزع ذرائع الحكومة الإسرائيلية، ووقف ما وصفه بـ”حرب الإبادة والتدمير” الجارية، مع التأكيد على إطلاق مسار سياسي جاد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتوزعت مراحل الخطة على النحو التالي:
المرحلة الأولى: المسار السياسي التمهيدي
تنص هذه المرحلة على البدء بعملية سياسية هادئة تدار خلف الأبواب المغلقة، بإشراف مصري مباشر، وتهدف إلى التمهيد لتقريب وجهات النظر بين “فتح” و”حماس”، وتستند هذه المرحلة إلى محددات رئيسية تُقسم إلى مسارين:
أولاً: المسار السياسي
- التزام حركة “حماس” بمرجعيات الشرعية الدولية، وخاصة قرارات الأمم المتحدة، كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
- تبني خيار المقاومة الشعبية السلمية كاستراتيجية بديلة وشاملة في مواجهة الاحتلال بدلاً من العمل المسلح.
ثانياً: المسار التنظيمي
- قبول “حماس” بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية على الأصعدة الوطنية والعربية والدولية.
- الإقرار بوحدة النظام السياسي الفلسطيني، بما يشمل توحيد الحكم، ومؤسسات الأمن، والسيادة القانونية، مع ضمان استمرار التعددية السياسية والتنوع الحزبي.
- الموافقة على مبدأ الشراكة السياسية عبر إجراء انتخابات عامة نزيهة.
وفيما يخص الخطوات العملية المطلوبة من “حماس” في هذه المرحلة:
- الإقرار بوحدة الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 كوحدة سياسية متكاملة، ووحدة النظام السياسي الذي يديرها.
- توحيد الأجهزة الإدارية والخدمية، بما فيها القوات الأمنية، من مدينة رفح جنوباً وحتى مدينة جنين شمالاً، ضمن جهاز واحد تابع للسلطة الشرعية.
- الإعلان الصريح عن إنهاء سيطرة “حماس” على القطاع من الناحية المدنية والأمنية، مع البدء فوراً باتخاذ خطوات عملية لإعادة دمج قطاع غزة مع الضفة الغربية، ليشكلا كياناً إدارياً موحداً، تحت إشراف السلطة الفلسطينية وبالتنسيق الكامل مع الدولة المصرية.
المرحلة الثانية: الحوار الوطني الشامل
في هذه المرحلة، يتم إطلاق حوار وطني واسع النطاق تشارك فيه كافة الفصائل الوطنية، ويتمحور حول المبادئ التالية:
- أولاً: الحل السياسي: الالتزام بمبدأ الوحدة الوطنية، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية كإطار مرجعي للتسوية السياسية.
- ثانياً: طبيعة المقاومة: التوافق على صيغة موحدة لمفهوم المقاومة، تقوم على الوسائل السلمية البعيدة عن إراقة الدماء.
- ثالثاً: رؤية الدولة الفلسطينية المستقبلية: الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية حديثة تقوم على قواعد التعددية السياسية، وضمان حرية التعبير، واحترام سيادة القانون، والتداول السلمي للسلطة.
- رابعاً: آلية الشراكة السياسية: التأكيد على أن بناء الشراكة السياسية يجب أن يتم من خلال مسار ديمقراطي شفاف، ينتهي بإجراء انتخابات عامة.
تفاصيل اللقاء في مصر
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن اللقاء الذي جمع الوفد الفتحاوي بوزير الخارجية المصري تضمن تبادل وجهات النظر والتقديرات بشأن التطورات الميدانية الجارية في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل.
وخلال اللقاء، قدم وزير الخارجية المصري إحاطة شاملة حول الجهود التي تبذلها القاهرة من أجل إعادة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بأقصى سرعة ممكنة.
كما جدد الوزير المصري التأكيد على الموقف الثابت لبلاده الداعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، وشدد على رفض القاهرة القاطع لمحاولات إسرائيل المستمرة لتكريس الانقسام الجغرافي والسياسي، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، باعتبار ذلك انتهاكاً واضحاً لوحدة الأراضي الفلسطينية.