مقالات

غزّة تحارب عن الأمة العربية في فلسطين بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

غزّة تحارب عن الأمة العربية في فلسطين
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
الحديث عن المستقبل العربي،هو الحديث عن أمة كتب عليها أن تحارب على عدة جبهات،والحرب في هذه الجبهات،هو في حقيقته حرب الأمة العربية عن مستقبلها،الذي تنشده وتتطلع إليه وفي معركة الوحدة العربية تتلاقى جميع المعارك التي تخوضها الأمة العربية،من حرب التجزئة إلى حرب التخلف والفقر، حرب بناء الإنسان العربي الجديد،الذي يحمله قدره   من أجل حمل الرسالة العربية الخالدة،وبناء الحضارة الإنسانية الجديدة
التي تتعايش فيها شعوب العالم، لاغالب ولامغلوب،ولا قاهر ومقهور،بل فيها أخوة إنسانية،تتسابق فيها الأمم للعيش المشترك،والعدالة الإنسانية.
ومعركة الوحدة العربية،هي معركة الأمة العربية الصعبة،لأنها في حقيقتها،هي معركة المصير العربي،التي تُولد في جوانيتها معركة المستقبل العربي.
وعندما نقول إن غزة تحارب عن الأمة العربية،ففي أعقاب العدوان الصهيوني على العراق،وإخراجه من المعارك الصعبة التي كان يخوضها،أخذت الأمة تبحث عن قطر من الأقطار العربية،يدخل معركة المصير العربي،لأن العروبة تعيش معركة مفتوحة مع الصهيونية العالمية،وذراعها الأوروبي والأمريكي،وهي مفتوحة بقوة الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والصهيونية العالمية.والقول بالحرب المفتوحة بين الأمة العربية،وبين الصهيونية العالمية،فرض على الأمة العربية،البحث عن قطر من الأقطار العربية يأخذ دوره ومهامه القتالية،والبحث عن قطر عربي آخر يشكل سنداً قتالياً في مهام الحرب، وهذا ،لايأتي من فراغ،ولا من خلال منطق الرغبة،وإنما من خلال قانون تبادل الأدوار بين الأقطار العربية،الذي قال عنه تاريخ الأمة العربية،من عصور موغل في قدمها،حتى تاريخ الحرب التي خاضتها مصر عن الأمة العربية بقيادة عبد الناصر،وصولاً إلى دخول العراق في معارك الأمة العربية بقيادة صدام حسين.
إذا؛الحرب الجارية في فلسطين،غداة العدوان الصليبي على العراق،وخروجه من المعركة ،جاء دور القطر العربي الفلسطيني،في معركة تبادل الأدوار في معركة المصير العربي،والحقيقة أن تبادل الأدوار هذا عادة يقاد ويوجه بما يمكن تسميته التلاقي بين العفوية الشعبية المسكونة بالحاسة السادسة ،وبين هموم الأمة في معاركها الصعبة،هذه الهموم التي تتجلى في مواقف واختيارات وإرادة تعبر فيها الأمة العربية،عن قدّرها بأنها أمة محاربة،بحثاً عن المستقبل،ومهامها الإنسانية الحضارية.
وكانت أرض غزة ساحة للاختيار القومي في معركة المصير العربي،يوم انطلقت قوى الأمة العربية في معركة طوفان الأقصى،مستجيبة مع القانون القومي في تبادل الأدوار بين الأقطار العربية.
إذا،حرب الأمة العربية في فلسطين،فرضت على غزة أن تحارب عن الأمة العربية،وذلك هو قدرها،الذي نعني به الظروف التاريخية التي مرت،وتمر بها الأمة العربية”إذا ضعفت في بعض الأجزاء في جسدها،فإن أجزاء أخرى تهب للتعويض،ولكي ترجع الأمل،وتجدد الثقة بالأمة،ولكي تكون الصوت الذي يلهم الآخرين،يلهم بقية العرب الأمل والحماسة والنهوض-في سبيل البعث-ج5-ص396-399.”
ودخول غزّة معركة المصير العربي، إذا؛ جاء في إطار تبادل الأدوار بين الأقطار العربية،الذي تفرضه عروبة الحغرافيا العربية،هذه العروبة الممتدة من عصور موغلة في قدمها،كانت خلالها هذه الجغرافيا متماسكة بقوة العروبة الإنساني،وبقوة دورها الحضاري،وبقوة معاني وثقافة رسالتها الحضارية.
وحاضر الأمة العربية الراهن،هو امتداد لتاريخها الطويل كانت فيه في حالة دفاع عن وجودها،كونها أمة محاطة بقوى تبحث عن أدوار لها،بحكم الجيرة،ًمن جهة،وبحكم مغادرة الديانات الرسالةمواقعها،من عروبة الحغرافيا،إلى بلدان وشعوب تتصادم في تكوينها الثقافي،مع الروح المشرقية العربية،لهذه الديانات فقلبتها عن أصولها وجذورها،لتتواءم مع نزوعها الذي زأيناه في وازعها الاستعماري،واستسلامها للأساطير التلمودية التوراتية،وأسطورة الشعب المختار.
غزة تحارب عن الأمة العربية، بعد غياب مصر ومن ثم العراق تحت ضغوط الحرب الصهيونية وذراعها الأوروبي الغربي،المحمول بعدوانيته تحاه الأمة العربية،والولايات المتحدة الاميركية التي أغرقتها البروتستانتية،في الثقافةالصهيونية وأساطيرها التلمودية .
وحرب غزة في التحليل الأخير دلالة مؤكدة،إنها تُكمل ماقام به العراق،على دروب قوة عروبة الجغرافيا العربية.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب