منوعات

«مؤخرة» أمريكا و«سروال الصين العظيم»… والأردن حقا: «نقطة أول السطر»

«مؤخرة» أمريكا و«سروال الصين العظيم»… والأردن حقا: «نقطة أول السطر»

بسام البدارين

المشهد تلفزيونيا على الأقل حمال أوجه. مجددا حرصت كاميرا التلفزيون الأردني الرسمي على نقل التصريحات الحادة التي صدرت عن النائب هيثم زيادين وموقف مجلسي الأعيان والنواب من ملف «الهتافات المسيئة»، حيث أحد الأشخاص في تظاهرة دعت لها الملتقيات أطلق هتافات اعتبرت خادشة، وفيها قدر كبير من التجاوز.
لاحقا، تعتقل فتاة لأنها تجاوزت لفظيا في تظاهرة أخرى على رجال الدرك.
اعتقال امرأة ليس مألوفا في بلاد النشامى،  لكن التجاوزات مرصودة تلفزيونيا، وهي «فردية» في كل حال بعيدا عن مبالغات النواب، ويمكن معالجتها في إطار القضاء دون الإحساس بأن الواجب «الوطني» بعد الآن يقتضي «منع التظاهرات» أو تدشين مرحلة قمع حريات التعبير، لأن النتائج لحظتها ستكون أسوأ مما افترضه أحد المعلقين على شاشة تلفزيون «المملكة» وتصلح لأرشفة وتخزين المزيد من الاحتقان.

نقطة أول السطر

مع وجود ملاحظات على  فعاليات الملتقيات وقدراتها التنظيمية، وعلى الحركة الإسلامية وتشكيلاتها في الشارع عموما، بدا واضحا أن بعض الأطراف تحاول اللجوء مجددا إلى المبالغة والتهويل، رغم قناعة الجميع بأن الجريمة الإسرائيلية «أبشع جدا» من الخيالات.
أحدهم ودون تخطيط وبسرعة «تأثر بما يجري في الكويت»، وطالب بسحب جنسيات المتظاهرين! والوصفة هنا ستعيد للشارع أضعاف الأعداد بعد التعامل مع الجنسية، وكأنها «كأس عصير» يمكن صبه وإعادة سكبه في الإبريق.
معركة فيديوهات شاهدناها مؤخرا. الكارهون للتيار الإسلامي يعرضون هتافات مسيئة، ومنابر الحركة الإسلامية تعرض فيديوهات «الإشادة بالمؤسسات السيادية».
بعض الهتافات فعلا تسيء للمواطنين قبل الدولة، وجسم الحكومة وتاريخها أكبر بكثير من التأثر الفعلي بشخص موتور هنا أو فتاة شتمت هناك، ولأن المرحلة صعبة على الدولة أن تلعب دور «الراشد العاقل الصابر»، فكلاهما المشكك والمشكك به «أردنيون» يقوم كل منهما بالواجب.
يا قوم: القصة صغيرة… لا تكبروها وبدون مبرر حتى تصبح «فتنة» يستفيد منها العدو المعتقد بأن «الرب منحه جبال الأغوار والسلط»!
تصفية حسابات سياسية من جهة التيار الإسلامي على حساب المؤسسات، مسألة تحتاج للنظر والتأمل، خصوصا وأن كاميرا الجزيرة كانت موجودة في التظاهرة التي انطلقت فيها هتافات حماسية محتقنة أثارت مناخات التجاذب .
لا نعتقد أن تيار الموالاة عليه الافتراض أن أحدا في الشارع الأردني يمكنه، ولو لحظة واحدة الإساءة للمؤسسات السيادية في البلاد.
المبالغة في الحديث عن إساءات لهذه المؤسسات تحسب على الموالاة، التي تبدو أحيانا منفعلة.
مؤسسة العسكر تاج على رأس الجميع، وليست طرفا في الاشتباك السياسي، وعلى المعارضة والموالاة فهم ذلك معا، وحقا «نقطة أول السطر».

التنين الصيني

قرر  وزير الخارجية الأمريكي مايك روبيو، وفي آخر إطلالة له على الشاشة أن يقنعنا أن فكرة أن الرئيس دونالد ترامب عن الجمارك، فيها قدر كبير من العبقرية، فيما كانت قناة «الحدث» التلفزيونية، ولأسباب غامضة تحاول مطاردة أصل وجذر حكاية أوامر ترامب التنفيذية بخصوص الجمارك والحرب التجارية.
مراسلة «الجزيرة» في بكين زميلة صينية، لكنها تتحدث العربية بطلاقة، وبلكنة أفضل من مذيعي بعض الفضائيات العربية، وفي تقارير المتابعة من العاصمة الصينية، نفهم أن تلك الدولة العملاقة قررت «تسحيل سروال إدارة ترامب على الملأ».
حسنا قد يفعلها الصينيون الجاهزون لحرب تجارية وأخرى عسكرية، تمهيدا ل 75 دولة قال الرئيس ترامب إنها تعاملت فيزيائيا مع «مؤخرته».
على محطة «روتانا سينما»، التي ترفع لواء «مش حتئدر تغمض عينيك»، فيلم كوميدي مبهج مستوحى من أسوار الصين للنجم محمد هنيدي والحرب التجارية، تصلح هنا استعارة كلاشيه الفيلم الدعائي ليصبح بعد «التحديث» «سروال الصين العظيم»، ما دام العالم يتحدث عن مؤخرات وبواخر الولايات المتحدة.
الصين ممثلة «بني الأصفر» في تراثنا المنقول، قد تتولى المساعدة في تحديد متى وكيف ستتم تلك العملية الفيزيائية. عندها يستمتع الوزير روبيو بـ»عبقرية الجد ترامب»، بعد وصلة تسحيجية على طريقة «الفلول المصرية» رصدناها سابقا لمستشار الأمن القومي، الذي بلع ريقه وكاد يبكي أمام الكاميرات وهو يتحدث عن «أبو سروال» صيني «الرئيس ترامب منبع الحكمة والخبرة»!
لا أعرف كيف ولماذا تحتاج مؤخرة الولايات المتحدة لمن يقبلها؟!
ما علينا. تسابق إدارة «العبقري إياه» في تقزيم الولايات ألمتحدة، بدلا من تحويلها إلى جسم عملاق يحتاج الجميع لتقبيل الأجزاء الخاصة منه، والوصفة بسيطة وسهلة، حيث «زمرة مسحجين» يديرون مواقع حساسة في  قرار الدولة، ورئيس  عظيم واستثنائي «يتملقه» كل من حوله، إضافة إلى بن غفير وسموتريتش وزيلينسكي.
أقام ترامب  سهرات وناسة، تنافق له على طريقة محطة «أم بي سي» المتنوعة، وأحد المحللين عبر قناة «فرانس 24» لم يفاجئني  عندما وصف: ترامب بـ»نرجسي» يبحث عن «الولاء الشخصي» ويصدر قرارات مباغتة ومفاجئة وضخمة ومربكة فيربك الجميع حوله، ثم يعود للتراجع عن بعضها بالقطعة والتقسيط، وتصدر عنه تصريحات تناقض سلوكيات، وأفعال تناقض الأقوال في بعض الأحيان.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب