منوعات

غزة ستحلّق ولو بذراعين مبتورتين

غزة ستحلّق ولو بذراعين مبتورتين

نزار نمر

نزار نمر

فازت يوم الخميس الماضي صورة الطفل الفلسطيني محمود عجور بجائزة «أفضل صورة صحافية عالمية 2025»، بعدما اختارتها لجنة التحكيم من بين قرابة ستّين ألف صورة شاركت في النسخة الثامنة والستّين من مسابقة «وورلد برس فوتو» من توقيع أكثر من 3700 مصوّر من 141 دولة.

الصورة التي التقطتها المصوّرة الفلسطينية سمر أبو العوف لصحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية، تظهر ابن السنوات التسع وذراعاه مبتورتان، بعدما أصابه صاروخ إسرائيلي في آذار (مارس) 2024 ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزّة.

وأشادت لجنة التحكيم بـ«قوّة تركيب الصورة ودقّة إضاءتها»، مضيفةً أنّ «حلم محمود بسيط: يريد الحصول على أطراف اصطناعية وعيش حياة كأي طفل آخر». علماً أنّ الطفل الفلسطيني لا يزال يحلم بأن يصبح طيّاراً ذات يوم، رافضاً الاستسلام للقيود الجسدية.

ويقول عجور: «سأجرّب كلّ شيء. سأكون طيّاراً في المستقبل. ألعب كرة القدم مع أصدقائي وأتمنّى أن أزوَّد بيدَين اصطناعيّتَين لأعود إلى اللعب كما في السابق، وأمسك الكرة بين يدَي».

من جهتها، قالت أبو العوف إنّه «من أصعب الأمور التي شرحتها لي والدة الطفل، كيف كانت أوّل جملة قالها لها عندما أدرك بتر ذراعيه: كيف سأتمكّن من معانقتك؟».

هو العام الثاني على التوالي الذي تفوز فيه صورة من غزّة بهذه الجائزة، إذ كان مصوّر وكالة «رويترز» محمّد سالم فاز بالجائزة لعام 2024، لصورته التي تظهر فيها إيناس أبو معمّر (36 عاماً) وهي تبكي فيما تحتضن جثّة ابنة أخيها سالي (5 سنوات) المغطّاة بملاءة في مشرحة «مستشفى ناصر» في خان يونس جنوب غزّة.

  • الصورة التي فازت في دورة 2024
    الصورة التي فازت في دورة 2024

ويقارن كثر هذا النوع من الصوَر بصورة «طفلة النابالم» الشهيرة التي التُقطت عام 1972 خلال الحرب في فيتنام، خصوصاً أنّ الطفلة كانت تبلغ تسع سنوات في حينه أيضاً، مع فارق أنّ الصورة أدّت يومها إلى تسريع إنهاء الحرب، بعكس الإبادة المستمرّة في غزّة، رغم أنّ هناك رأياً ينفي ارتباط صورة الطفلة بنهاية الحرب التي استمرّت حتّى 1975.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب