التفاف يتعاظم حول “موقعي العريضة”.. ونتنياهو مرتعباً: هل يتحدثون؟

التفاف يتعاظم حول “موقعي العريضة”.. ونتنياهو مرتعباً: هل يتحدثون؟
رئيس الوزراء معني بتمديد الحرب في غزة لأسباب معروفة. الطاقم الذي عمل مع الوسطاء بيننا وبين حماس كان مهنياً ومتفانياً، نجح في تحقيق صيغة لتحرير كل المخطوفين ولوقف نار دائم، ونتنياهو صادق على ذلك. وبعدها فعل كل شيء للفرار من التزامه.
نجح في تبديل الطاقم بالوزير ديرمر، الذي يؤدي دور مؤجل النهاية. الرئيس ترامب لا يدرك سبب التأخير، ورئيس الأركان يصرخ بأن ليس لديه جنود، وأهالي المخطوفين والمخطوفون أنفسهم يشددون نبرة النقد. والآن رجال جهاز الأمن أيضاً، الاحتياط والمتقاعدون، ينضمون إلى طالبي إنهاء الحرب، التي كنا نبتعد خطوة عن “النصر المطلق” فيها قبل 16 شهراً.
قد يبتلع بيبي غير قليل من النقد، حتى وإن كان صاخباً، لكن عندما تأتي الأصوات من صفوف الناس المرتبطين بجهاز الأمن فهو خرج عن طوره. ووصفه للموقعين كـ “متقاعدين شائخين في هوامش المعسكر”، كشف الضائقة التي علق فيها حين انكشف أنه لا هدف للحرب. عندما يدعوه جمهور كثير ونوعي لإنهاء الخطوة الزائدة هذه ولتحرير كل المخطوفين، فلا يمكنه تجاهل ذلك.
قادة جهاز الأمن في الماضي، وضباط كبار ورجال أمن كبار يخدمون في الاحتياط لكنهم ليسوا في الخدمة، لن يتأثروا بخطوة مثيرة للشفقة لرئيس الأركان ولقائد سلاح الجو، بشأن قرار تسريح من وقعوا على العريضة. فالنقص الشديد في القوى البشرية لن يسمح لهما بمواصلة الاستخدام بهذه الوسيلة.
الناس ينضمون يومياً لموقعي العرائض. بعضهم متقاعدون شائخون (وإن كانوا أكثر شباباً من نتنياهو نفسه…)، فقد كرسوا كل حياتهم لأمننا وأغلبيتهم العظمى فعلوا هذا سراً، دون أن يعرف الجمهور أسماءهم. ليس سهلاً على آلة السم التشهير بهم وإلغاؤهم والاستخفاف بهم. برز خوف نتنياهو من هذا بالضبط، من أن هؤلاء المتقاعدين الشيوخ سيقررون الحديث رغم حذر ما يتميزون به بشكل عام.
حماس هُزمت، ونحن لم ننتصر. حماس ضُربت على ركبتيها. وزعماؤها قتلوا، وكذا كثير جداً من رجالها. مخزوناتها من السلاح تضررت جداً. لا شيء تريده الآن أكثر من إنهاء الحرب. وهي مستعدة (ظاهرا) للتخلي عن حكمها واستبداله بمجلس خبراء. من الصعب التصديق بأن صورة قطاع غزة هي ما فكر به مخططو العملية الشيطانية في قطاع غزة قبل فتح بوابات الجحيم. حماس هُزمت لكننا لم ننتصر. الكثير من الحقائق وضعت موضع شك. الكثير من المؤسسات فقدت حصانتها.
الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام والمحكمة لم تعد نبأ مفاجئاً. ووزير العدل يقاطع رئيس المحكمة العليا، ووزير المالية يقاطع رئيس “الشاباك”، وأجهزة الحكم يتضاربون كالزعران في السوق. الخط بين المسموح والممنوع، وبين القانوني والإجرامي، والعادي وما هو ليس كذلك، تشوش بشكل مثير للدوار.
يوسي بيلين
إسرائيل اليوم 18/4/2025