
مِلعقة في جوار المِشنقة

سمير القضاة
الفمُ الكريه،
له رائحةٌ تنتشرُ عبر التلفزيون،
حين يعقد مؤتمرًا صحافيًا في المرحاض الأبيض.
الدماء التي تجري في عروقِه،
خليطٌ من ضحايا كثيرة،
قديمةٍ وحديثة،
الوقاحةُ شعبةٌ من شُعب الرئاسة.
لن تجدوا في اليوم التالي،
شيئًا يعجبكم أكثر،
حين نقنعُ بذلك سنعيشُ أطول،
حين نقتنع بذلك سنفقدُ الشغف.
كلنا يعرفُ ما يجري بين الزوجين،
لا شيءَ يدعو للاستغراب،
حتى الحديث الصباحي عندَ التغوّط.
الأشياءُ لا تكون كما نراها تمامًا،
لا بدَّ من الإعادةِ البطيئة،
حبذا لو استخدمنا ال(فار) في حياتِنا.
كرةُ القدم ليستْ تسليةً فقط،
إنها التسليةُ الأكثرُ نجاحًا حتى الآن،
تأتي بعدها أخبارُ النازحين،
العائدينَ ليناموا بينَ الركام.
اللعنةُ عليك يا صاحبَ القلبِ الطيب،
جعلتنا نُستَفزُّ من مشهدِ الطائراتِ المهيب،
وهي تحصدُ أرواحَ المدنيين.
التباينُ في وجهاتِ النظر،
تجعلنا نرى السفّاح،
رئيسَ وزراءٍ ناجح.
وسنرى مهاجمَ الفريقِ الخصم،
هدافًا بارعًا.
وضعوا المِلعقة في جوارِ المِشنقة،
نحن أكلَنا الندم،
فالسجينُ ماتَ جائعًا.
ليس المهمُّ أن يزيدَ الشيء،
المهم ألّا ينقص،
إنها حكمةٌ مناسبةٌ للولائم.
لا أعتقدُ بأن الضحيةَ سيكون أقلَّ وحشية،
لو امتلكَ قنبلةً أكبر.
كنا نظن أن العالمَ سيكون رحيمًا لو حكمتهُ النساء،
وزيرةُ الخارجية الطاهرة تكرهُ الأطفال،
وتكره زوجَها المتفاني أيضًا.
نحب المكانَ الذي لا نكونُ فيه،
والمرأةَ التي لم تبتسمْ لنا،
والبلدَ الذي لم يمنحْنا جنسيتَه،
ونكره الرأيَ المخالفَ لرأينا.
لا نشكو من الفوضى،
لأنها حياتُنا،
لا نتقزَّزُ من القمامة،
فأولادُنا يتركونَها على الأرض،
المهم أن نكسبَ المالَ ورضا الله.
شاعر أردني